بدأت كبريات الصحف ومؤسسات الأبحاث والاستطلاع الأميركية، بعد اختبار الانتخابات النصفية، عملية «جرد» لأبرز المرشحين المحتملين للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020. وتتراوح الأسماء المتداولة بين ساسة مُخضرمين سبق لهم تجربة حظوظهم خلال السنوات الفائتة، ووجوه لامعة بين أعضاء مجلس الشيوخ والنواب وحكام الولايات، بل وحتى عُمُد كبريات المدن الأميركية، مثل الملياردير مايكل بلومبرغ، عُمدة نيويورك السابق، الذي تحوّل من صفوف الجمهوريين إلى الديمقراطيين.وفيما يلي أبرز الأسماء التي يتداولها الخبراء والمحللون السياسيون للمشهد داخل «معسكر» الديمقراطيين، بجانب السيناتورة وارين.> السيناتور بيرني ساندرز. موقع «ذي هيل» السياسي الإلكتروني الجيد الاطلاع يضع السيناتور العجوز من ولاية فيرمونت الصغيرة، والمتحدي السابق على ترشيح الحزب في المرتبة الثانية بين المرشحين المحتملين. ساندرز (77 سنة) شكّل في الحملة الانتخابية الفائتة «قطب جذب» للتيار اليساري «التقدمي»، وكان له الفضل في تحريكه وتنشيط قواعد الحزب، وحظي في نهاية المطاف بنحو 40 في المائة من التأييد في وجه هيلاري كلينتون مع أنه ليس أساسا عضواً في الحزب. نقطة ضعف ساندرز هذه المرة أنه سيقارب الثمانين، وأنه باتت هناك أصوات عديدة مؤهلة لحمل شعلة «التقدميين» غيره.> جو بايدن، السيناتور ونائب الرئيس السابق. بايدن (76 سنة) سياسي مخضرم مثل ساندرز، ومتقدم في السن مثل ساندرز، و«أقلياتي» (كاثوليكي) مثل ساندرز (يهودي). خبرته السياسية تفرضه بين المرشحين، لكنه في معركة قد يلعب فيها عنصر الشباب دوراً بارزاً، يرجح كثيرون ألا تكون فرصته كبيرة. وبالفعل، تراجعت حظوظه قليلاً في الاستطلاعات خلال الأسبوعين الأخيرين بعدما تصدر كوكبة المرشحين بفارق كبير.> السيناتورة كامالا هاريس. عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا، كبرى الولايات الأميركية و«معقل الديمقراطيين الحصين. محامية ومستنطقة لامعة، وسياسية ليبرالية ومحاورة متمكنة، في الرابعة والخمسين من العمر. تتمتع بجاذبية شديدة وتتحدّر من أصول أفريقية – جامايكية (الأب) وتاميلية من شبه القارة الهندية (الأم). تتجسّد فيها عدة ملامح من شخصية الرئيس السابق باراك أوباما... ولعل في هذا نقاط قوتها ونقاط ضعفها.> السيناتور شيرود براون. براون (66 سنة)، ناشط سياسي ليبرالي «تقدمي» ومدرّس جامعي دخل المعترك السياسي في سن مبكرة على المستوى المحلي عام 1975. وهو اليوم عضو مجلس الشيوخ لدورة ثانية عن ولاية أوهايو الكبيرة والمحورية انتخابياً. جدّد فوزه بمقعده في نوفمبر الماضي بسهولة مع أن الرئيس ترمب ربح أوهايو في الانتخابات الرئاسية عام 2016. رغم قلة جاذبيته، فإن مصدر قوته خبرته السياسية على الأرض وشعبيته في الأوساط العمالية، ولا سيما، في «ولايات حزام الصدأ» التي قلبت انتخابات 2016 الرئاسية لمصلحة الجمهوريين.> السيناتور كوري بوكر. بوكر (49 سنة) سياسي ومحام لامع من أصول أفريقية يمثل حالياً ولاية نيوجيرزي الملاصقة لمدينة نيويورك في مجلس الشيوخ، وكان قبل دخوله المجلس عام 2013 عمدة لمدينة نيوارك كبرى مدن نيوجيرزي. تخرّج في جامعات ستانفورد وأوكسفورد وييل.> السيناتورة أيمي كلوبوشار. كلوبوشار (58 سنة) عضو مجلس الشيوخ عن ولاية مينيسوتا منذ 2007. محامية بارزة تخرّجت في جامعتي ييل وشيكاغو العريقتين، ويتحدر أبوها من أصول سلوفينية. سياسية مجتهدة ومحنكة لكنها بخلاف ساندرز ووارين تُعدّ غير صدامية، وقد تكون خياراً مثالياً للديمقراطيين إذا ابتعدوا عن «شخصنة» معركتهم مع ترميي وركّزوا أكثر على القضايا المعيشية.> السيناتورة كيرستن غيليبراند. غيليبراند (52 سنة) عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، ومحامية بارزة، وناشطة وخبيرة في قضايا المرأة. بداية، شغلت مقعد هيلاري كلينتون في مجلس الشيوخ بالتعيين إثر تعيين الأخيرة وزير للخارجية عام 2009. ثم فازت به في العام التالي بالانتخاب حاصلة على 63 في المائة من الأصوات، وجددت فوزها بغالبيتين كبيرتين عامي 2012 و2018. يأخذ معلقون عليها وعلى زميلها السيناتور بوكر أنهما، رغم قدراتهما العالية، قد لا يكونان جدّيين بما فيه الكفاية في معركة سياسية بمستوى انتخابات الرئاسة.> «بيتو» أورورك. أورورك (46 سنة)، سياسي شاب من مواليد مدينة إل باسو الحدودية مع المكسيك وعضو في مجلس النواب عن ولاية تكساس. تحدّى بقوة خلال الانتخابات التصفية الأخيرة السيناتور الجمهوري تيد كروز وخسر أمامه بفارق بسيط نسبياً (3 في المائة) مع أن تكساس تعد أهم معقل انتخابي للحزب الجمهوري. شخصية جماهيرية شابة وجذابة من ولاية محوَرية في معركة 2020.
مشاركة :