السّير ألوان متنوِّعة، وهي من مشتقات الأدب (قديماً وحديثاً) وسأحصر حديثي في هذه الإطلالة على بعض السير الذاتية وما أكثرها في هذا الجانب، فالبعض يحلو له كتابة سيرته بنفسه، والبعض الآخر يوكل كتابة سيرته لذوي الخبرة والاختصاص. - والسيرة الذاتية تختلف في مدلولاتها فالبعض منها تحتوي على أهداف وتجارب ومقاصد يتوخى كاتبها من خلالها الاستفادة والبعض الآخر قد يغلب عليها طابع الخصوصية، فتأتي خالية من صور الكفاح ودروس الحياة وعبرها. - بداية: من الكتب الصادرة حديثاً في مجال السيرة للباحث الإعلامي/ توفيق بن عمر الحلواني، الكتاب الموسوم بـ (الحساني المبحر وحيداً.. إطلالة على سيرته وفكرة) ويقع في (284) ص من القطع المتوسط لعام 1438 قسّمه المؤلف إلى ستة أقسام: - الأول: عن الانتماء والنشأة والتعليم. - الثاني: الحساني صحفياً وكاتباً. - الثالث: الحساني شاعراً. - الرابع: الحساني وشعره من منظور نقدي. - الخامس لقطات من لقاءاته الصحفية. - السادس سيرته في صور. - والحساني من خريجي معهد إعداد المعلمين عام 1389 عمل في التدريس، ثم موظفاً في تعليم مكة المكرمة، وصحفياً ميدانياً، وانتقل إلى العمل في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة متدرجاً في عدد من مناصبها كان آخرها مديراً عاماً للمراكز والمكاتب الخارجية في العالم حتى تقاعد. - تابعت سيرته صحفياً وكاتباً وشاعراً منذ البدايات الأولى، فكان للكفاح والصمود للأعلى سمه في حياته والدور البارز في تألقه ووصوله إلى تحقيق أهدافه وغاياته.. وقد استطاع المؤلف من خلال إطلالته على سيرته وفكره أن يقدم لنا الحساني ككاتب نزيه وشاعر مبدع وصحافي متألق، في صورة ناصعة خالية من الرتوش، بل قدمها لنا على طبيعتها، بعيداً عن التحسين والتجميل. - من إصداراته الشعرية: ديوانه الأول (رعشة الرماد) عام 1397هـ . - وديوانه الثاني (الموعد والمساء) عام 1412هـ . - وديوان ثالث مخطوط بعنوان (حصاد الأوهام) ربما يصدر قريباً. - له مشاركات ولقاءات أدبية وصحافية فاعلة على المستويين المحلي والخارجي. - كاتب اجتماعي وإصلاحي تتسم كتاباته وأطروحاته بالشفافية والمصداقية وحب الخير للغير. - لا تزال إسهاماته مستمرة وثرية في مجال الإصلاح من خلال عموده المقروء (على خفيف) في جريدة عكاظ. خاتمة: لقد أجاد المؤلف وأفاد من خلال محتوى كتابه (إطلالة على سيرة وفكر الحساني المبحر وحيداً) وهو حري بالقراءة والاقتناء. مقطع من قصيدة بعنوان (من أغاني البدو الرحل) من ديوانه (رعشة الرماد) ص155 : صبي لنا القهوة السمراء.. وانتجعي.. عمّا قليل سيطوي الركب أمتعة.. مع الغبار.. مع الأحزان.. ترتحل.. كل المسافات نمشيها ونقهرها.. كل المسافات.. حيث العشب والمطر.. تلك الحياة عرفناها.. وتعرفنا صفر الرمال.. حيارى لا ديار لهم.. قوماً إذا أخصبت.. واعشوشبت نزلوا.. ** **
مشاركة :