تعتبر طبيعة التربة والظروف المناخية التي تتميز بها محافظة الوادي الجديد، أهم العوامل التي ساعدت في نجاح الأبحاث العلمية لزراعة نباتات إنتاج الوقود الحيوي على أرض المحافظة، وذلك لأن النباتات الخاصة بإنتاج الوقود الحيوي تتحمل نسبة الملوحة العالية والعطش ودرجات الحرارة المرتفعة.وأكد الدكتور محسن عبد الوهاب، مدير معمل البحوث الزراعية بالمحافظة، أن تربة الأراضي الزراعية بالمحافظة عموما، تساهم في تحقيق الهدف المنشود من هذا المشروع، وتحقق إنتاجية عالية من تلك النباتات التي تدخل في صناعة مستحضرات التجميل، معتمدين في زراعتها على مياه الآبار، وأخرى في صناعة زيوت محركات الطائرات، وتروى بمياه الصرف الزراعي والصحي، ويحقق هذا المشروع أرباحا مالية ضخمة للجهات الراغبه في الاستثمار.وأوضح عبد الوهاب أن زراعة شتلات الجوجوبا والخروع تتم في مسافات بينية، وتتم زراعة الجاتروفا كمصدات للرياح والأتربة فى نفس الوقت، ويبدأ إنتاج نبات الخروع بعد 6 أشهر من الزراعة مرتيْن فى العام، وتبدأ الجوجوبا والجاتروفا فى عملية الإنتاج بعد مرور ثلاث سنوات من الزراعة، وتنتج شجرة البولونيا بعد 5 سنوات، وتتم زارعة الجوجوبا فى الأراضى الرملية الخفيفة جيدة الصرف؛ لأنها تتحمل الظروف والعوامل المناخية المحيطة بطبيعة تلك الأراضى، وتتحمل درجة الملوحة العالية.وتبدأ زراعة نبات الجاتروفا بالبذرة، أو الشتلات فى أشهر الصيف من شهر أبريل وحتى شهر أكتوبر، وتجود شجيرات الجاتروفا فى الأراضى القاحلة وشديدة الوعورة وأراضى محطات الصرف الصحى المعالج، ونبات الخروع من النباتات الطبية والعطرية، وميعاد زراعته فى أواخر الشتاء فى شهرى فبراير ومارس، ومطلع الشتاء فى شهر أكتوبر، وتفضل زراعة الخروع فى الأراضى الصفراء؛ لأنه يعطى أعلى إنتاجية.وكان اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، قام بتخصيص حوالي 2500 فدان بطريق «بغداد - الأقصر»، جنوب مركز باريس لإحدى الشركات الاستثمارية لتنفيذ أكبر مشروع لإنتاج زيوت محركات الطائرات من تلك المحاصيل، كوسيلة غير تقليدية لإنتاج الوقود الحيوي، من خلال الاعتماد على مياه الآبار.وأوضح مدير الشركة أنه جار حاليا تجهيز الأرض وحفر 3 آبار لزراعة 600 فدان كمرحلة أولى بواقع بئر واحدة لكل 200 فدان، وذلك من إجمالي 12 بئرا سيتم حفرها على مراحل.وأكد المحافظ أن المشروع سيساهم في توفير العمالة من أبناء المحافظة، خاصة من أبناء مركز باريس وضرورة تدريبهم على جميع المعدات لتأهيلهم للعمل في المشروعات دون الحاجة من جلب عمالة من الخارج، مشددا على ضرورة استخدام وسائل الري الحديث في الزراعة.وأشاد بالمشروع لاستهدافه زراعة نبات نادر لأول مرة مثل الجوجوبا والجاتروفا على أرض المحافظة، ويدخل في صناعات عديدة مثل مستحضرات التجميل وأعلاف الدواجن، وكذلك أحد العناصر في التركيبات الدوائية لعلاج الإنسان والوقود الحيوى، مؤكدا أن الوادي الجديد جاذبة للاستثمار الزراعي لجودة الأرض واعتدال المناخ الذي يسمح بزراعة جميع المحاصيل، والتي ستحقق عائدا اقتصاديا كبيرا.
مشاركة :