وصف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادى، قرار "عاصفة الحزم"، بأنه أفضل قرار عربي في تاريخ أمتنا العربية، مؤكداً أنه كان قراراً شجاعاً اتخذه الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقال الرئيس اليمني في حوار مع مجلة "الأهرام العربي" المصرية: لقد طلبت التدخل من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، بعد أن وصل الحوثي لعدن، كنت قد وقعت حينها أمام أمرين، إما أن أطلب تدخلاً أو أن أسلّم اليمن لإيران، ولم يكن أمامي أي خيار آخر؛ لأن تسليم اليمن لإيران لا يعني نهاية اليمن، بل يعني وضع المنطقة بكاملها في دائرة الخطر. وأضاف: أنا رجل عسكري، وأفهم الأهداف الاستراتيجية والبعيدة لإيران، ولو تأخرت ثلاثة أيام كان الحوثي سيصل إلى المهرة وحضرموت؛ لأنه استولى على جميع الأسلحة والمعدات والجيش أصبح معهم وبأيديهم. وأردف: قرار عاصفة الحزم أفضل قرار عربي في تاريخ أمتنا وهويتنا العربية، وكان قراراً شجاعاً اتخذه الملك سلمان، وهو قرار استراتيجي لا ينقذ اليمن فقط، بل يوحد المنطقة ككل في وجه التطاولات الإيرانية، ولو حدث هناك أي تأخر في اليمن لكانت المنطقة ككل ستدفع الثمن، كما أن هذا القرار سرّع في الكشف عن المخطط الفارسي، وكشف أوراق إيران أمام جميع دول العالم. وتحدث الرئيس اليمني، للمرة الأولى، عن أخطر الساعات التي قضاها تحت الإقامة الجبرية، وتفاصيل مراسلاتـه مع وزير الخارجية السعودي الراحل الأمير سعود الفيصل. وقال "هادي": لم يكن يتوقع الانقلابيون على الإطلاق عاصفة الحزم، أو تدخلاً عربياً ودولياً لصالح الشرعية، حتى عندما خرجت من الإقامة الجبرية، واتجهت لعدن قاموا بضرب القصر الجمهوري بالطائرات. وأضاف: وقتها كنت أتراسل مع الأمير الراحل سعود الفيصل، وجاء سفراء دول مجلس التعاون الخليجي إلى عدن، وهناك أعلنت عن وصول ستة سفراء إلى عدن ليتضح الموقف الخليجي وقتها، لكن لم يكن يتوقع الانقلابيون موقفاً واضحاً من قبل الأشقاء بهذه القوة والوضوح، ولو لم يكن التدخل العسكري لاستولى الحوثي على اليمن، وبعد أيام معدودة سنجد الطائرات الإيرانية في الجو، وفي كل المطارات اليمنية، ولكن كانت "عاصفة الحزم" هي مفاجأة للمليشيا الحوثية وإيران. وأشاد الرئيس اليمني بدور المملكة العربية السعودية، وقرارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تجاه الحفاظ على وحدة الأراضي اليمنية، واصفاً المملكة بأنها "صاحبة الأيادي البيضاء" على مختلف البلدان. وأردف: للمملكة أيادٍ بيضاء، ليس على اليمن فحسب، بل على مختلف البلدان والأقطار التي بحاجة للإغاثة والعون والمساعدة، أما فيما يتصل بجهود مركز الملك سلمان وإسهاماته الإغاثية في اليمن، وهي تمثل حجر الزاوية في كل المساعدات الإنسانية التي تقدم لليمن، ولا تقارن مطلقاً مع أية مساعدات وعون يقدم من جهات دولية ومنظمات مانحة، فمركز الملك سلمان قدم، ويقدم للشعب اليمني الغذاء والدواء والإيواء ومعالجة الجرحى، وتسيير رحلات جوية لنقل الجرحى والمنقطعين إلى اليمن من دول شتى منذ بداية الحرب والأزمة، ولم يقتصر ذلك على المحافظات المحررة فحسب، بل شمل مناطق اليمن دون استثناء عبر المنظمات التي يقدم لها الدعم بصورة كبيرة هذا المركز، حيث استحوذ الانقلابيون على معظم تلك المساعدات في المناطق الخاضعة لهم، وتاجروا بها في تحدٍّ صارخ للإنسانية. وتابع: السعودية ومصر يمثلان جناحين قويين للأمة للتحليق بهما، وهذان الركنان المتينان هما مركز الاعتماد الذي تركن إليه كل الأمة في حماية أمنها واستقرارها. وقال "هادي": أسهم التحالف العربي، منذ الوهلة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم، في أن يكون الموقف والصوت العربي واحدا، وبإجماع ليس له نظير في دعم اليمن وشرعيته الدستورية ضد الفعل الانقلابي الغاشم، وتأييد ومباركة جهود دول التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن عبر عاصفة الحزم، وهذا ما أكدته القمة العربية الـ26 في شرم الشيخ، التي عُقدت بعد يومين من انطلاق عاصفة الحزم ودعمها المطلق وتأييدها لها، وكذلك فإن التأييد مستمر لدعم اليمن وشرعيته الدستورية في مختلف التجمعات والمحافل العربية والإقليمية والدولية. وأضاف: جهود دول التحالف ماثلة للعيان، ولا يمكن لأحد إنكارها، وهي على الدوام محط تقدير وامتنان واحترام كل أبناء اليمن، التواقين للحرية والعدالة والانعتاق من براثن الطائفية، ومن يمولها ويواليها، وهذه المواقف الأخوية الصادقة تجسد روح الأخوة والأصالة والهدف الواحد والمصير المشترك، وستظل على الدوام محل فخر واعتزاز شعبنا اليمني، وأجياله المتعاقبة تجاه أشقائنا.
مشاركة :