للمرة الأولى.. "تقنية الفيديو" تظهر في أمم آسيا

  • 1/6/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد بطولة كأس الأمم الآسيوية التي تنطلق نسختها الـ17 في الإمارات العربية المتحدة، اليوم السبت؛ تطبيق تقنية الفيديو "VAR"، بدءًا من الدور ربع النهائي في البطولة. زمنيًّا، سيُطبَّق نظام الفيديو المساعد في آخر سبع مباريات في "بطولة القارة الصفراء"؛ وذلك اعتبارًا من يوم الخميس 24 يناير الجاري. وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أعلن في شهر سبتمبر الماضي، تطبيق هذا النظام في البطولة؛ حيث عمل منذ ذلك الوقت مع الاتحاد الدولي لكرة القدم والمجلس الدولي لكرة القدم IFAB من أجل ضمان نجاح تطبيق نظام الفيديو المساعد. وكذلك، نظَّم الاتحاد ورش عمل خاصة بنظام الفيديو المساعد خلال الأشهر الأخيرة؛ لضمان إعداد الحكام الآسيويين أفضل إعداد ممكن. ويهدف نظام الفيديو المساعد إلى توفير أقل قدر من التدخُّل، لكن في الوقت ذاته يبغي تحقيق أكبر قدر من الفائدة؛ حيث يقتصر على أربع حالات أو أربعة قرارات خلال المباراة: احتساب أو عدم احتساب هدف، وضربات الجزاء، وحالات الطرد أو الخطأ في تحديد هوية اللاعب. وتقوم هذه التقنية على وجود طاقم مساعد للحكم الأساسي، يضم ثلاثة حكام، يعملون معًا ويقدمون المشورة لحكم الساحة إذا احتاجها؛ وذلك بمتابعة الإعادة بالفيديو للأحداث التي تضع الحكم في حالة شك خلال المباراة. يتكون الفريق من حكم حالي أو سابق يكون هو حكم الفيديو الرئيسي، ومساعد له، ومشغل للإعادات، ويكونون في غرفة عمليات الفيديو التي توجد فيها مجموعة من الشاشات تعرض الحدث من عدة زوايا مختلفة. وتتم عملية مراجعة القرار بطريقتين: الأولى أن يطلب الحكم التأكد من قراره. والثانية أن يتحدث الفريق مع الحكم عبر سماعات الأذن وتوصيته باتخاذ قرارٍ ما، إذا لاحظ حكم الفيديو خطأ واضحًا لم يلحظه حكم الساحة. وهناك ثلاثة خيارات للحكم عند استخدام هذه التقنية: الأول أن يستمع لنصيحة فريق الفيديو ويلغي قراره أو يتخذ الإجراء اللازم للحادثة التي لم يلحظها. والثاني أن يذهب بنفسه إلى خط التماس ومشاهدة الإعادة للتحقق من الواقعة. والثالث أن يتمسك بقراره ولا يستجيب لنصح الفار. كانت التجربة الأولى لهذه التكنولوجيا الجديدة في الدوري الأمريكي، وبالتحديد في لقاء جمع بين فريقي نيويورك ريد بولز وأورلاندو سيتي (رديف) في أغسطس 2016. وبعد هذه التجربة، تم إحضار تقنية الفار إلى الدوري الأسترالي ودوري المحترفين الأمريكي. وتمّ استخدام هذه التقنية بعد ذلك في عدد من الدورات الدولية المجمعة، مثل كأس العالم تحت 20 عامًا، وكأس القارات 2017، وكذلك لجأ الحكام إلى التكنولوجيا الجديدة في نصف نهائي كوبا ليبارتادوريس 2017. لكن استخدامها الأشهر كان في بطولة كأس العالم التي استضافتها روسيا في الصيف الماضي، ومؤخرًا تم الاعتماد عليها في نهائي بطولتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية. وتستخدم تقنية الفيديو حاليًّا في الدوريات الخمس الكبرى "بيج فايف" باستثناء البريميرليج، وهي دوريات إسبانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا. وفي إنجلترا، استخدمت هذه التقنية لأول مرة في نوفمبر 2017، عندما استضاف منتخب الأسود الثلاثة نظيره الألماني في مباراةٍ ودية، ثم تم استخدامها رسميًّا في 8 يناير من العام الماضي في المباراة التي جمعت برايتون بكريستال بالاس في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومن المقرر تطبيق هذه التقنية في "البريميرليج" بدءًا من الموسم المقبل 2019-2020، حسبما أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز في نوفمبر الماضي. وقد أثارت هذه التقنية الكثير من ردود الأفعال، بين مؤيدٍ يرى أنّها تحقّق المزيد من العدل في القرارات التحكيمية لا سيّما تلك التي تكون حاسمةً في مباريات مهمة تقود إلى تحقيق بطولات؛ حيث تقلّل احتمالية حدوث أخطاء. كما تساهم هذه التقنية -وفق مؤيديها - في تقليل الغضب والتعصب من قِبل الجماهير، سواء في الملاعب أو عبر منصبات التواصل الاجتماعي، كما تمنح الحكم فرصةً أكبر لضبط الأمور على سير المباراة. وعلى النقيض، يعتقد البعض أنّ تطبيق هذه التقنية يقلّل المتعة في كرة القدم، وبخاصة بسبب الوقت الكثير الذي يتطلبه استخدام "var" وتوقف المباراة لأكثر من مرة لهذا الغرض. وسبق أن اعترف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو بهذا الأمر، لكنّه أكّد في الوقت نفسه العمل على محاولة تقليل الفترة الزمنية التي يستلزمها اتخاذ القرار المناسب في الحالات التحكيمية المثيرة للشك والجدل. كما يوجّه انتقادٌ إلى هذه التقنية، بأنّها تهدم جزءًا من متعة كرة القدم، وهي الأخطاء التحكيمية، لكنّ في المقابل، يرى مؤيدون أنّ تحقيق العدل أهم من متعة الأخطاء، لكنّ محاولة تحقيق العدل نفسه قد تحمل الكثير من الجدل، لا سيّما في الحالات الصعبة التي تثير اختلافات. بيد أنّ الانتقاد الأهم والهجوم الصارخ على هذه التقنية كان خلال بطولة كأس العالم (روسيا 2018)؛ حيث وصفت بأنّها لـ"الكبار فقط"، بمعنى أنّه يتم استخدامها لخدمة المنتخبات الكبيرة فقط. ففي مباراة بلجيكا وتونس، احتسب حكم المباراة ضربة جزاء ضد نسور قرطاج أثارت جدلًا ورفض اللجوء إلى الفيديو. وفي مباراة مصر وروسيا رفض الحكم اللجوء إلى هذه التقنية لحظة سقوط مهاجم الفراعنة مروان محسن في منطقة جزاء أصحاب الأرض.

مشاركة :