محمد بن راشد يخط ثمانية مبادئ للحكم في دبي

  • 1/6/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، المبادئ الثمانية لدبي، مخاطباً فيها كل من يتولى المسؤولية في الإمارة بأن يلتزم بها مهما كانت الظروف، أو تبدلت الأحوال، أو تغيرت الوجوه.وقال سموه على «تويتر»: «الإخوة والأخوات.. خمسون عاماً وهبتها لبلادي أعطتني خبرة، وشيئاً من حكمة وكثيراً من محبة.. أضع بين أيديكم ثمانية مبادئ للحكم والحكومة في دبي.. نوصي جميع من يتولى مسؤولية في هذه الإمارة أن يلتزم بها مهما كانت الظروف، أو تبدلت الأحوال، أو تغيرت الوجوه».وقال سموه: هذه ثمانية مبادئ وأسس قامت عليها دبي، ومضى عليها الحكم سابقاً، وأحكم أنا بها اليوم دبي. نوصي جميع من يتولى مسؤولية في هذه الإمارة أن يلتزم بها، ويتمسك بما جاء فيها، ونوجه من بيدهم الأمر أن يضعوا الآليات لضمان استمراريتها، هي مبادئ حكم وحكومة، لخصناها في هذه الوثيقة ضماناً لرفاه شعبنا وتفوق بلدنا وخير أجيالنا التي لم تأت بعد.وتتناول المبادئ الثمانية كل ما يتصل في الحياة في دبي، من إدارة وحكم ومسؤولية، فأكد سموه في المبدأ «الاتحاد هو الأساس»، أن دبي جزء من دولة الإمارات وركن في الاتحاد. نحن في كنف وحمى الاتحاد، ومصلحة الاتحاد فوق مصلحتنا.وفي المبدأ الثاني، «لا أحد فوق القانون»، أكد سموه أن العدل دولة وقوة وعزة وضمان استقرار وازدهار، ولا أحد فوق القانون وأن التأخر في العدالة ظلم، وستبقى الأسرة الحاكمة بريئة من كل ظالم ما بقيت تحكم دبي.وفي المبدأ الثالث، «نحن عاصمة الاقتصاد» والرابع «النمو له محركات ثلاثة» أكد سموه أن هدف الحكومة وغايتها تحسن حياة الناس بتحسين الاقتصاد، وأن المبادئ الثلاثة تقوم على المصداقية والقطاع الخاص وقطاع شبه حكومي ينافس عالمياً.ويؤكد سموه في المبدأ الخامس، «مجتمعنا له شخصية متفردة» أن مجتمع دبي يتميز بكثرة العمل وقلة الجدل، ويتميز بالانضباط والالتزام، يسوده الاحترام والتسامح، ولا يجوز لأحد أن يحكم على أحد أو يحاكمه إلا من خلال القضاء.وفي المبدأ السادس، «لا نعتمد على مصدر واحد للحياة» يرى سموه أن تنويع الاقتصاد قاعدة دستور دبي غير المكتوب منذ العام 1833، وأن هدفه الجديد استحداث قطاع جديد كل ثلاثة أعوام.وفي المبدأ السابع، «أرض المواهب»، والثامن «نفكر بالأجيال» يؤكد سموه أن دبي قامت على الموهوبين من التجار والإداريين، وأن بقاء الإمارة متفوقة مرهون ببقائها قبلة للمتفوقين، ولا بد من بناء الحياة الأفضل لأصحاب العقول والأفكار الأفضل. مؤكداً أنه لا يترك مصير الأجيال مرهوناً بتقلبات السياسات الإقليمية ودورات الاقتصاد العالمي، وقاعدته في ذلك، امتلاك الحكومة في كل الأحوال أصولاً تعادل عشرين ضعف ميزانيتها السنوية، ليؤكد: نسعى لضمان المستقبل ونفكر من اليوم في رخاء أجيالنا القادمة.1يعيش الشعب على مبدأ رئيسي شعاره «الاتحاد هو الأساس»الإمارات .. أنجح تجربة عربية وحدوية في التاريخ المعاصر دبي:إيمان عبدالله آل عليالاتحاد أساس دولتنا، ودبي جزء من دولتنا وركن فيه، فبعد أن تحقق الحلم الكبير في اليوم التاريخي، ميلاد الاتحاد العزيز بتصافح الأيدي المباركة للمغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى، مؤسسي الاتحاد، ليحفظه قادة اليوم ويحوّلوه إلى اتحاد أعظم، حتى أصبح مصدر فخر لكل البلاد، وهذا ما أكده صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في المبادئ الثمانية لدبي. وركز المبدأ الأول على الاتحاد، وجاء فيه أن دبي جزء من دولة الإمارات وركن في الاتحاد، ترابها تراب الإمارات ومصيرها مصير الإمارات، وخيرها لكل الإمارات، وشعبها فداء لكل ذرة في دولة الإمارات، نحن في كنف الاتحاد وحماه. مصلحة الاتحاد فوق مصلحتنا، وقوانين الاتحاد فوق قوانينا وتشريعاتنا، وسياسة الاتحاد هي سياستنا، وأولويات حكومة الاتحاد هي أولويات حكومتنا.قصة الاتحاد العظيم وثقتها القيادة الرشيدة اليوم باعتزازها، وكتبتها بأحرف من العطاء والاجتهاد، وأوصت الجيل القادم بالحفاظ عليها، ليتعرف العالم بأسره إلى قصة نجاح «الاتحاد الإماراتي» وأهمية الفكر الاتحادي، ومعنى التلاحم بين القيادة والشعب. وتشكل المبادئ التي وضعها سموّه، الدستور الذي يعمل عليه أبناء دبي والإمارات، ليحافظوا على اتحاد دولتنا، وجاء الاتحاد في المرتبة الأولى في المبادئ، لأهميته في استمرار دولتنا العظيمة كما بدأت، ليبقى الحفاظ عليه فرضاً على كل مواطن وإنسان يعيش في دبي وفي الإمارات. دبي كانت وما زالت مصنعاً للمبادرات، وخيرها لكل الإمارات، وشعبها فداء للإمارات، وأولويات حكومة الاتحاد هي ذاتها أولويات دبي، ليعيش الشعب على مبدأ رئيس شعاره: «الاتحاد هو الأساس»، وذلك الشعار هو ثمرة جهود أصحاب السموّ، لصون عزة الوطن وجعله جنة لشعبه، وسعيهم لتوفير جميع مقومات الرفاهية للمواطنين، لبناء مجتمع الرفاه والاستقرار، والنهوض بالمواطن لتحقيق النمو والازدهار، في دولة تعودت على تحقيق النجاح تلو النجاح.هذا الفكر العظيم لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، كان الإلهام والقدوة لجيل كامل، ليحفظه ويحوّله إلى عمل وإنجاز، ويتعلم من دروس الاتحاد ونجاحه، لتحتضن الإمارات المستقبل، بجهود قيادتها وشبابها. مدن عدّة اتحدت وتمتلك الحداثة والتطور والأفكار العظيمة، ولكنها لا تمتلك قادة كقادتنا؛ قيادة علمت الشعب معنى الاتحاد والوحدة، هنيئاً لنا على قيادة عظيمة، وهنيئاً لنا اتحادنا العظيم. المبدأ الذي وضعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ركيزة أساسية لتصبح الإمارات أنجح تجربة عربية وحدوية في التاريخ المعاصر، ففي الثاني من ديسمبر عام 1971، كان العالم على موعد مع عهد جديد، تمثل في ميلاد دولة جديدة بطموحات كبيرة، وبدأت مرحلة مفصلية من النمو والازدهار، بقيادة رجال نذروا أنفسهم لبناء الوطن، وواصلوا الليل بالنهار، وعملوا بكل جد وإخلاص لرفعة دولتهم ورفاهية شعبهم، لتتوالى الإنجازات، وترسخ الإمارات مكانتها دولة عصرية قائمة على المحبة والتسامح واحترام الآخر، وتحجز لنفسها مقعداً في مصاف الدول الرائدة عالمياً، ليزداد بنيان الاتحاد رسوخاً، وتقدم الإمارات أروع الأمثلة على قوة العلاقة بين الحاكم والمحكوم.يعد الاتحاد الروح التي تدفع شعب الإمارات ودبي نحو الإبداع، والقوة التي تسير بنا نحو المجد، لنمضي بشموخ نحو تحقيق أهدافنا الاستراتيجية، ونقدم إنجازات حضارية نباهي بها الأمم. تُطلق الحكومة الإماراتية في يوم العَلَم من كل عام شعار: «لنرسل رسالة واحدة، أننا لسنا إمارات، نحن دولة الإمارات، علم الإمارات هو رمز وحدتنا، واتحاد قلوبنا، وهو مصدر فخرنا، ورمز احترام دولتنا، نجدّد العهد على خدمته ورفعته وبذل الروح من أجله»، مُلخصة في ذلك مشوار سنوات من الجهود الشاقة والعمل الدؤوب والمستمر، في سبيل تقديم دولتها بهذه الصورة المشرقة، مع التركيز على أهمية ما قدمه الأجداد للأجيال الجديدة، والحرص على إبراز أهمية التغيير الحاضر، مستشرفين في ذلك مستقبلاً لامعاً ينتظر دولتهم الحضارية، التي تجمع كلاً من أبوظبي، ودبي، وعجمان، والشارقة، وأم القيوين، والفجيرة، ورأس الخيمة، تحت مسمّى واحد يضم دولة الإمارات العربية المتحدة.تستلهم دبي فكرها ومبادراتها وعملها من قائد مُبدع، استطاع أن يضعها برؤيته المميزة في المقدمة، فصاحب الرقم واحد، لا يقبل إلا به، وكذلك دبي لا تقبل إلا بأن تكون في الصدارة تفوقاً وإبداعاً وثقافةً وفناً. ولكل ذلك أعطت دبي مساحات مفتوحة لكل من يعشق العمل من أجل اتحاد دولتنا، للحفاظ على وطن تسوده الوحدة، ليعمل الجميع من أبناء الدولة ودبي لمصلحة الاتحاد، ووفق قوانينه التي هي فوق قوانين دبي وتشريعاتها، كما قال سموّه.دبي النموذج الفريد من مدينة تعمل بجد لتصل إلى العالمية، حاملة معها اسم الإمارات في كل المحافل، حتى لمعت سماؤها بأصحاب الإنجازات الذين يحملون اسم الإمارات، واستطاعت أن تجد لنفسها مكاناً حيوياً في الخريطة العالمية. وثائق اليوم التاريخي تضعك في تفاصيله، وتصل حاضرك بهذا الماضي القريب، الذي صاغ ملامح مستقبل الدولة وأبنائها.. يمكن أن تعيش لحظات توقيع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، وباقي حكام الإمارات على اتفاقية الاتحاد، والسعادة تلمع في أعين جميع الحاضرين، والمسؤولية التاريخية بادية على وجوه الموقعين. الاتحاد العظيم الذي يربط إمارات الدولة، يسهم في تبسيط رحلة الدولة للمستقبل، فلا يوجد ما يعيق تحقيق الإنجازات في ظل اتحادها القوي، وفي ظل أولويات الحكومة التي تعد الركيزة الأساسية في حكومة كل إمارة، ودبي حريصة على أن سياسة الاتحاد هي سياستها، وأولويات حكومة الاتحاد هي أولويات حكومتها، فقد تحقق الكثير من النجاحات حتى اليوم في ظل الاتحاد، نتيجة التخطيط الصحيح للحاضر والمستقبل، وتحديد الأهداف وتفعيلها ومتابعتها بدقة، لكي تبقى الإمارات محافظة على موقعها على الخريطة العالمية، وتتصدر المشهد في قطاعات جديدة وتكون مؤثرة وفاعلة. فالدولة لديها رؤى استراتيجية واضحة، وخريطة طريق مُحددة لتحقيق إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية التي تعزز ازدهار الدولة بشكل مستدام، وتضمن بناء مستقبل راسخ لأجيالها، بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية. 2 لا محاباة لأحد حتى لو كان من الأسرة الحاكمةالمبادئ «خارطة طريق» لترسيخ سيادة القانون والعدالة أكد عدد من رؤساء محاكم دبي، أن المبادئ الثمانية التي تضمنتها رسالة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، إلى مسؤولي حكومة دبي؛ دوائرها وهيئاتها، إنما هي «خارطة طريق» لأي مسؤول أو قيادة تريد النهوض بالدولة على جميع المستويات، وخاصة ما تضمنته المبادئ من تركيز في المبدأ الثاني على سيادة القانون، ونزاهة القضاء والمساواة أمام القانون، ولا فرق بين مواطن ومقيم، ولا محاباة لأي شخص مهما كانت حيثياته، وأن تلك المبادئ هي رسالة للداخل والخارج، ونصائح يمكن العمل بها في أي بلد. أكد القاضي عيسى شريف، رئيس محكمة الاستئناف بدبي، أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، دائم التشديد على نزاهة القضاء ومنظومته، سواء في إمارة دبي أو الدولة بشكل عام، وهو ما بدأ به سموّه وصيته في المبدأ الثاني في رسالته والخاص بالقانون والعدل، عندما قال: «العدل دولة وقوة وعزة، وضمان ازدهار واستقرار، ولا أحد فوق القانون»، ودائم التأكيد لاستقلاليته التي ليست مجالاً للجدل، بحيث لا يكون هناك تدخل من قبل أي جهة من الجهات، وحريص على وضع قوانين جديدة تلائم ما يحدث على الساحات الداخلية والإقليمية والدولية من تطورات في المجال الاقتصادي، وعلى غيرها من القوانين التي ترسخ نزاهة القضاء، وتحقق العدل والأمان والرفاهية للجميع على أراضي الدولة.وقال إن تعديل القوانين يحدث بشكل مستمر لتواكب الجديد في مختلف التخصصات، وإن القوانين الجديدة أسهمت في سرعة الفصل في القضايا، وأكدت مبدأ الشفافية الذي يظهر جلياً في الإعلان عن الإحصاءات ومؤشرات العمل والأداء في مختلف محاكم دبي. وتأتي مكانة الدولة وسمعتها دولياً في مؤشرات نزاهة القضاء والتنافسية، وهي بالطبع الأولى في الشرق الأوسط، وهو ما يأتي نتيجة مباشرة لتحقيق المعادلة الصعبة والعدالة الناجزة، التي رسخها سموّّه بتأكيده الدائم أنه لا فرق بين أحد الموجودين على أراضي الدولة مواطنين أو مقيمين، مهما كانت هويته.«خارطة طريق» للتطوروأثنى القاضي أحمد سيف، رئيس المحكمة المدنية بدبي، على كل ما أنجزه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، في الفترة الماضية من حكمه، وعلى الرسالة التي وجهها سموّّه متضمنة المبادئ الثمانية التي قام عليها حكم سموّه لدبي، مؤكداً أن أي شعب وأي حكومة تريد التقدم وتسعى إلى الريادة لنفسها ولدولتها وشعبها، لا بد أن تطبق تلك المبادئ التي اشتملت على جوانب متعددة، منها القانوني والقضائي والإنساني والاقتصادي، والمستقبلي، وأعطت خارطة طريق ووصفة لمن يريد التطور والريادة، متمثلة في محركات النمو التي أشار إليها سموّّه في حكومة ذات صدقية، وقطاع خاص نشط، وقطاع شبه حكومي ينافس عالمياً.وأضاف سيف أن هذه المبادئ تضمنت مبدأ في غاية الأهمية، أدرجه سموّه ثاني مبدأ، وهو أنه لا أحد فوق القانون، وهو المبدأ الذي يكرس نزاهة القضاء وشفافية المنظومة القضائية في الإمارة والدولة بشكل عام، وتأكيد ذلك المبدأ وتلك القاعدة في رسالة سموّه، إنما هو رسالة قوية للداخل والخارج بأن الدولة ماضية في ركاب الحضارة ساعية إلى الرقم واحد. وفي ثنايا تلك المسيرة التي تتمثل قيم العدل والمساواة، تقوم محاكم دبي بدور مهم، يعكس ذلك المبدأ العظيم الذي يرسخ لعنصر الأمن والإحساس به، وهو ما يشجع مقيمين من أكثر من 200 جنسية على القدوم إلى الدولة للعيش والاستثمار فيها، والواقع العملي يبرهن على ذلك، بوجود قضايا رفعت على جهات حكومية وفُصل فيها لمصلحة الخصوم، وهو ما يبرز دقة ونزاهة القضاء داخل محاكم دبي على وجه الخصوص، ومحاكم الدولة بشكل عام.المسرّعاتوأثنى القاضي جمال الجابري، رئيس المحكمة العمالية بمحاكم دبي، على جهود سموّه، وإنجازاته في مجال القضاء على وجه الخصوص التي تأتي مبادراته لتساعد على تسريع منظومة القضاء وترسيخها، وهي استكمال للمبادئ التي قام عليها الاتحاد والدولة. ونلاحظ أن اهتمام سموّه بالعدالة جاء في ثاني مبدأ، مؤكداً أن الجميع متساوون أمام القانون ولا تمييز بين أحد على أي أساس، سواء كان الجنسية أو العرق أو حتى المنصب، ونحن كقضاة نتمثل تلك القيم والمبادئ التي رسخ لها سموّه، أمام أعيننا طوال الوقت عند نظر أي قضية، وهو ما جاءت نتائجه جلية في مؤشرات الأداء داخل المحاكم، وكذلك على المؤشرات الدولية التي احتلت الدولة ومحاكم دبي على وجه الخصوص الريادة فيها إقليمياً ودولياً.وأشار إلى أن المبادرات التي وجه بها سموّه ومن أهمها مسرعات دبي استفادت منها المحاكم وشاركت فيها المحكمة العمالية لحل المشكلات والقضايا العمالية في أسرع وقت، فالحق والعدل عندما يتأخران يفقد كل منهما قيمته ومعناه، وهو ما أشار إليه سموّه عندما قال: «التأخير في العدالة ظلم، وكل عادل هو عندي قوي، وكل ظالم هو عندي ضعيف.. وأنا بريء من كل ظالم».خارطة طريقوتوقف القاضي خالد الحوسني، رئيس محكمة الأحوال الشخصية في محاكم دبي، أمام ما اعتاد عليه سموّ نائب رئيس الدولة، من وضع مناهج يسير عليها القادة ويتعلم منها المسؤولون في مختلف القطاعات بالدولة، ويأخذ بها كل من يريد لدولته التقدم، وهو شيء ليس غريباً على سموّه، وهو قدوة وأنموذج يحتذى. وأول من يطبق مبادئ نزاهة القضاء على نفسه، هو من يشجع الجميع على الامتثال له والعمل به، ولعل هذا ما جعل لإمارة دبي وللدولة سمعتهما الدولية، وخاصة في نزاهة وشفافية القضاء الإماراتي على المؤشرات الدولية، وهو ما تبرهن عليه التقارير التي تصدر عن المنظمات الدولية وأبرزها البنك الدولي، وينعكس ذلك إيجابياً على اقتصاد الإمارة والدولة ويساعد في جذب الاستثمارات، وهو خير شاهد على نزاهة منظومة القضاء على جميع الصعد.ونبه إلى أن تأكيد سموّه الدائم للفصل بين السلطات واستقلالية القضاء، والمساواة أمام القانون، إنما هو ترسيخ لمنظومة نتباهى بها جميعاً، وتتسم بالعدالة الناجزة وسرعة الفصل وعدم التدخل في قرارات القضاة. ويمكننا أن نسمي تلك المبادئ الثمانية بأنها «خارطة طريق» لأي حكومة أو مسؤول يريد النهوض ببلده، كل في مجال اختصاصه، وتلتقي في النهاية لتضع الدولة في مصاف الدول المتقدمة، وغير خافٍ على الجميع منافسة الدولة وإمارة دبي تحديداً على الرقم واحد، وهو أيضاً المبدأ الذي وضعه سموّه، نصب عينيه، ويحث عليه مختلف المسؤولين في الدولة.إعلاء سيادة القانونوأشار القاضي الدكتور جمال السميطي، المدير العام لمعهد دبي القضائي إلى أن صاحب السموّ حاكم دبي، كعادته دائماً وأبداً، يطل علينا في كل مناسبة ليرسخ في عقولنا وأفهامنا فتوحات وتجليات ملهمة للجميع على مختلف الصعد محلياً وإقليمياً ودولياً، ويثبت بها يحفظه الله تعالى سبل الوئام والسلام، فنحن دولة قانون يتساوى فيها الجميع أمام سلطانه، فلا سلطان على الناس إلا سلطان القانون وكلهم سواسية، حتى الأسرة الحاكمة حفظها الله، ونحن نشهد كرجال قانون أننا نعمل وفق ما يرضي الله ويوافق تشريعاتنا وقوانيننا، فلا سلطان علينا إلا ضمائرنا.وأضاف أن سموّه، دائم التعبير والتأكيد أن القانون فوق الجميع، وهذا ما جعل العالم كله يُجمع على أن الإمارات هي أرض المحبة والسلام، ودولة حكامها عدول، يسودها القانون وأول من يطبق هذا هم حكامها وأسرهم يحفظهم الله تعالى، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة كيان راسخ الأركان بمؤسساته، فيها يتبرأ الحاكم من أي ظلم ويعمم تبرّأه أيضاً ليشمل كل الأسرة السامية. وما أسعدنا من أمة حباها الله بحكام عدول، يُغلّبون مصالح شعوبهم، ويرسموّن مستقبل أجيال أمتهم بكلمات كتبت بمداد من النور، تبعث الطمأنينة في نفوس المبدعين والمتفوقين، لينزلوا بأرضها ويقدموا خبراتهم وإبداعاتهم لخدمة البشرية من أرض الحب والعدل والسلام، عبر تشريعات اقتصادية وتنموية جعلت من دبي العاصمة الأكثر جذباً للاستثمار والمستثمرين من كل العالم. 3 مناخ مثالي وجاذب للاستثماردبي عاصمة الاقتصاد المتنوع .. ومركز محوري للتجارة تطورت دبي خلال السنوات الماضية لتصبح عاصمة للاقتصاد في ظل العديد من التطورات الاقتصادية الهامة، التي جعلتها مركزاً اقتصادياً وتجارياً مهماً، بفضل المبادرات الحكومية الرائدة والدعم المتواصل للقطاع الخاص.ويتمتع اقتصاد دبي بمناخ مثالي وجاذب للاستثمار سواء للشركات الوطنية أو الأجنبية. ولا تضع هذه المزايا دبي في الصدارة كمركز تجاري متنوع في منطقة الخليج العربي فحسب، بل تجعلها في مقدمة اقتصادات السوق المزدهرة والمستقرة والديناميكية حول العالم.وتتمتع دبي بموقع استراتيجي متميز جعلها بين أكبر المراكز التجارية إقليمياً وعالمياً، حيث جذبت الإمارة عدداً كبيراً من المستثمرين ورجال الأعمال ورواد الأعمال، فضلاً عن الشركات العالمية من فورتشن 500، وذلك بفضل بنيتها التحتية العالمية المتطورة وسياستها الاقتصادية المنفتحة وانخفاض التكاليف بها.وأصبحت دبي مقراً لعدد من الأنشطة المزدهرة مثل الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض والسياحة وتحتضن المراكز الرئيسية الإقليمية للشركات، فضلاً عن كونها مركزاً إقليمياً للنقل والتوزيع والأمور اللوجستية والأعمال المصرفية والتمويل والتأمين والمعلومات وتكنولوجيا الاتصال والصناعات التحويلية الخفيفة والمتوسطة.واستطاعت دبي أن تتبوأ مكانة متقدمة على خريطة العالم السياحية حيث بقيت تحتل المركز الرابع من بين المدن الأكثر جذباً للسياح على المستوى العالمي في تصنيف ماستركارد للمدن الأكثر زيارة في العالم فبلغ إجمالي عدد زوارها أكثر من 15.8 مليون زائر في عام 2017 بزيادة بنسبة 6.7% وبلغ إجمالي إنفاقهم حوالي 109 مليارات درهم.وتشتهر دبي بالمرافق التحتية المتطورة والفاخرة والسياسات الاقتصادية المستشرفة للآفاق المستقبلية والمنفتحة عالمياً، ومع التزامها برؤية متقدمة ذاتية وحرصها على تنويع اقتصادها والابتعاد عن الاعتماد على عائدات البترول، بدأت دبي في التطور لتصبح المركز التجاري الدولي الأول في الخليج العربي والمنطقة.وتعتبر دبي بوابة الدخول لسوق شاسع، يخدم أكثر من 1.7 مليار شخص في المنطقة التي تشمل الخليج والشرق الأوسط وشرق البحر المتوسط ودول الكومنولث المستقلة وآسيا الوسطى وإفريقيا وشبه القارة الهندية، نما إجمالي تجارة دبي الدولية في المتوسط بنسبة تزيد على 11% سنوياً منذ عام 1988 ومن المتوقع أن يعزز النمو الاقتصادي الإقليمي وسياسة التحرير من عملية الطلب أكثر وأكثر.وواصل مطار دبي الدولي، الذي افتتح في 30 سبتمبر عام 1960، تصدره قائمة أكبر مطارات العالم في أعداد المسافرين الدوليين للعام الرابع على التوالي، حيث استقبل المطار المسافر رقم «مليار»، فضلاً عن طيران الإمارات التي برزت كعملاق في عالم الطيران والسياحة، كأكبر طيران دولي في العالم.وتمكنت دبي بفضل سياستها التي تركز على الاستثمار في النقل والاتصالات اللاسلكية والطاقة والبنية التحتية من امتلاك أحد أفضل المرافق الهيكلية في العالم، وقد ساهم ذلك أيضا بدرجة كبيرة في تحقيق ازدهارها المستمر واجتذابها للشركات الدولية.تم إطلاق مبادرة «دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي» في بداية عام 2013 عندما تم إدراج قطاع الاقتصاد الإسلامي ضمن القطاعات الاقتصادية الرئيسية لإمارة دبي. وتم الإعلان عن هذه المبادرة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بهدف تنويع الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات وتعزيز نموه من خلال قطاع حيوي جديد من شأنه المساهمة في تحقيق رؤية دبي بالتحول إلى العاصمة العالمية للاقتصاد الإسلامي.وتملك دبي مناطق صناعية ومجمعات للشركات ومناطق حرة متخصصة ناجحة ومتميزة دوليا وميناءين بحريين ومطارين دوليين وقرية شحن وشبكة طرق سريعة حديثة واتصالات لاسلكية راقية وطاقة يعتمد عليها، ومرافق توفر مجتمعة فعالية ومرونة واعتماداً وكلفة وحجماً بشكل معقول. وتستكمل دبي بنيتها التحتية الراقية بقطاع الخدمات الذي تعمل به شركات شحن إقليمية ودولية كبرى وشركات ملاحة وشركات تأمين إضافة إلى فنادق عالمية كبرى وبنوك وشركات خدمات مالية ومكاتب محاماة ومحاسبة واستشارات ووكالات إعلان ودعاية ومرافق للمعارض والمؤتمرات الدولية ومكاتب راقية ومساكن فاخرة ومستشفيات ومدارس ومراكز تسوق ومرافق للترفيه. 4 إرساء اتجاهات جديدة في آلية اتخاذ القرار الرقم واحد.. رؤية واستراتيجية للنموّ في دانة الدنيا في كل قرار يتخذه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يرفع به السقف في دبي، ويرسي اتجاهات جديدة في آلية اتخاذ القرار والتحرك خارج الإطارين الزمني والمكاني لدولة الإمارات. ولا يترك سموّه، مناسبة إلا ويؤكد فيها أهمية الابتكار في صنع القرار الحكومي؛ حيث يسهم شخصياً في النقاشات ويرفع مستوى التحديات ليبقى الهدف دائماً المركز الأول في كل شيء، وهو ما أكده، خلال حضوره جانباً من اجتماع الشندغة مع مديري الدوائر في دبي خلال عام 2018؛ حيث نوقشت مجموعة من الأفكار والتوجهات المستقبلية لإمارة دبي، واستمع لأهم أولويات التنفيذ خلال المرحلة المقبلة. فكر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، أن الدول كالأفراد، تحتاج إلى النمو والتطور والتغير المستمر، ويجب تجديد شباب الحكومات بالابتكار، فمن لا يتعلم كيف يواكب زمانه، فإن الزمان يعلمه بالطريقة القاسية. ويؤدي القطاع الخاص، وقطاع الشركات شبه الحكومية، دوراً ريادياً في النمو، متناغماً مع الدور الحكومي القائم على توفير الفرص وتسهيل الأعمال، وفي دبي عشرات الشركات المملوكة بشكل مباشر أو غير مباشر للحكومة، وجميعها ترفد الاقتصاد الوطني واقتصاد دبي بمحفزات النمو وتؤمن الوظائف للمواطنين والمقيمين، وتؤدي أدواراً حيوية في القطاعات المالية والبناء والتشييد والطيران والتجارة والتجزئة والإعلام. في إدارة صاحب السموّ، المثل والنموذج، حتى إن كل رئيس دائرة ومدير في حكومة دبي، إلا ويتخذ منهجه النموذج الذي يراه ويسمعه من سموّه، من سياسة الأبواب المفتوحة إلى تبني الابتكار إلى إشراك الشباب ومنحهم الفرص. فلا يفاجأ من يعيش في دبي ودولة الإمارات من قرارات سموّه، وأسلوب إدارته، بل وينتظر دائماً أن يرى المبتكر فيه، فأسلوب إدارة سموّه، نموذج فريد قلما ترى مثيلاً له في العالم. الاستثمارات الحكوميةوتعد مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، بوتقة للمؤسسات التجارية والشركات الاستثمارية التابعة لحكومة دبي، تشرف على محفظة استثمارات حكومة دبي، بهدف تحقيق القيمة على المدى الطويل عن طريق تبني استراتيجية استثمارية عالمية وتطبيق معايير حوكمة الشركات وتوظيف الموهوبين من المحترفين. ومن أبرز الشركات التي تمتلكها المؤسسة أوتمتلك حصصاً فيها، مجموعة اينوك، مجموعة الإمارات، دبي لصناعات الطيران، السوق الحرة - دبي، وعدد من البنوك أهمها: الإمارات دبي الوطني، ودبي الإسلامي، ودبي التجاري، وبورصة دبي، والصكوك الوطنية، ودبي للاستثمار، ومجموعة كلداري، ودوبال، ودوكاب، وروابي الإمارات، وإعمار العقارية، ومجموعة دبي، وإثراء دبي، وكريزنير، وأتلانتس، وغيرها. دبي للأداء الحكوميولا يترك سموّه، مفاتيح ومغاليق الخير على هواهم، ولكنه يضع المعايير التي تقيم الأداء، وكما لا يمهل المقصرين، فإنه يكرم المتميزين. وخلال تكريمه، الجهات الفائزة بجوائز «برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز» 2018 في دورته الحادية والعشرين، وجّه سموّه، الشكر لكل من أسهم على مدى عقدين في تحويل «برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز»، إلى مؤشر قياس عالمي المستوى، وأضاف: «نحتاج أفكاراً جديدة لتحقيق قفزات في جودة الخدمات خلال الفترة المقبلة. والمتميزون الذين فازوا بجوائز برنامج دبي للأداء الحكومي، هم النخبة الذين يجب أن يتطلّع الجميع إليهم، لاستلهام القدوة من قصص نجاحهم واقتفاء خطواتهم في تحقيق التميز». مصلحة الوطن ويؤمن سموّه، بأن مصلحة الوطن أن يكون اقتصادنا الأول والأفضل والأكثر جاذبية للمستثمرين كافة، وقد أكد ذلك خلال الجلسة المهمة التي اعتمد فيها مجلس الوزراء سلسلة القرارات الاستراتيجية الشهيرة، لترسيخ تنافسية بيئة الأعمال في الدولة، عبر إلغاء إلزامية الضمان المصرفي لاستقدام العمالة واستبدالها بنظام تأمين منخفض الكلفة، ومنح المستثمرين إقامات طويلة الأمد. وأسهمت رؤيته المنفتحة على الاقتصاد العالمي في تأسيس مناطق حرة وفق أعلى المعايير العالمية، ووفرت بيئة تجارية وصناعية مثالية لمئات الآلاف من الشركات من المنطقة والعالم، فيما أسهمت هذه المناطق في دعم وتعزيز أداء الاقتصاد الوطني، عبر استقطاب استثمارات كبيرة في جميع القطاعات الاستثمارية؛ حيث يعتبر سموّه مهندس نهضة الاقتصاد الوطني.وآمن سموّه، بدور القطاع الخاص في التنمية الشاملة في دبي، وقد أصدر في 2015 قانون إنشاء مجلس المناطق الحرة في إمارة دبي، لتطوير المناطق الحرة وتنميتها وتأهيلها لاستقطاب الاستثمارات وإيجاد بيئة استثمارية متطورة، تسهم في تنشيط الصناعة والتجارة والسياحة والخدمات في الإمارة، ورفع مستوى التنسيق والتعاون بين المناطق الحرة، وإيجاد جهة مرجعية تمثلها أمام الجهات المحلية والإقليمية والدولية. القطاع الصناعييواصل صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، عمله الدؤوب في هندسة وترسيخ المكانة العالمية لاقتصاد الإمارات عموماً، ودبي على وجه التحديد.وقد سعى على مدار 50 عاماً من العمل المتواصل كي تتبوّأ الإمارات، مكانة متقدمة بين اقتصادات العالم، بدعم مختلف القطاعات، بالمبادرات التحفيزية أو بالقوانين والتشريعات التي تنظم قطاعات الصناعة والسياحة وتجارة التجزئة وغيرها، من قطاعات التنويع.وتحتل دبي المركز الثاني، أهم وجهات التسوق عالمياً منذ أعوام عدة، بحسب تقارير عالمية؛ حيث إنه طبقاً للتقارير، فإن 57 % من علامات التجزئة العالمية موجودة في دبي.وفي القطاع العقاري، شهدت دبي خلال العقدين الأخيرين طفرة عمرانية ضخمة ومتسارعة النمو تصدرت اهتمامات الشركات والصناديق ورؤوس الأموال العالمية والمستثمرين، لتحتل دبي مركزاً متقدماً بين أهم 10 أسواق عالمية، متفوقة على فرنسا والولايات المتحدة وإيرلندا ومايوركا.5عنوانه الترابط والتسامحالمجتمع الإماراتي.. سرّ نجاح القيادة الحكيمة للدولة دبي: ميرفت الخطيبيمتلك المجتمع الإماراتي شخصية متفردة ومتميزة على رغم الطفرة الحضارية والاقتصادية التي شهدها بعد اكتشاف النفط، إلا أن ذلك لم يزده سوى ترابط ومتانة ومحبة وتسامح، فهو يحتضن الجميع في صورة تعكس أبهى ملامح الإنسانية، كما أنه محب للعمل وملتزم بالنجاح والتميز الذي زرعه فيه قيادتنا الرشيدة.المهندسة عزة سليمان، عضو المجلس الوطني الاتحادي أكدت أن مبادئ دبي للحكم والحكومة هي منهج شامل يرسم الطريق الذي يراه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، للاستمرار في مسيرة التميّز والسعي للمركز الأوّل لدبي. من يتأمّل هذه المبادئ يجدها صالحة لكل زمان وتعنى بكل جوانب الرخاء المجتمعي والازدهار الاقتصادي وتجمع في المسؤولية بين الجيل الحالي والقادة الحاليين وتعتني بأجيال المستقبل الذين سيتولون المسؤولية في المستقبل القريب.وأضافت: «بوصفي ممثلة للمواطن في المجلس الوطني الاتحادي سأحرص على أن أمتثل في كل أعمالي وأدائي لواجباتي بهذه المبادئ لأكون جزءاً فاعلاً من منظومة نجاح دبي وتحقيقها المراتب التي تليق بها، ومن يقرأ المبادئ يلمس مستوى النهج الإنساني في المبادئ الثمانية مع تأكيد ركائز العمل الحكومي المسؤول الشفاف».فاطمة المغني، باحثة في التراث والمجتمع تقدمت بالشكر الى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، على هذا الجهد الكبير الذي بذله لتثبيت أمور الحكومة الاتحادية، معلقة بالقول: ومهما ذكرنا عنه من مناقب ومآثر، فلن نوفي هذا الإنسان حقه لأنه أدى واجبه وأكثر تجاه الدولة، وعندما طلب من الناس أن يرسي هذه القواعد أو المبادئ الأساسية في الحكومة الاتحادية فهو بذلك رسم لنا منهجا لنقتدي به، واعتقد أن خير ما نرد به على سموّه اننا نلتزم بهذه المبادئ ونحث أبناءنا وكل العاملين في هذا الموضوع على الالتزام والقيام بها.واستطردت: أقول لأحفادي وأبنائي أن يلتزموا بهذه التقاليد التي هي نبراس وأيضا إبراز أخلاقهم الإيجابية تجاه الوطن وفي تعاملهم مع الآخر، وبأن العمل ليس وظيفة فقط بل هو أمانة يؤدي بها الفرد تجاه وطنه وهي تشمل الالتزام بقيم ووقت العمل والالتزام بأداء واجباته ومعرفة حقوقه الوظيفية الموكلة له، خاصة أننا في بلد يسعى إلى الرقم واحد بل ووصلت إليه في كثير من الأمور. بلال ربيع البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، أكد ما قاله صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، أن دبي قامت منذ 1800 سنة على أسس معينة وينطبق عليها المدينة القابلة للآخر، بوصفها ميناء بحريا، والميناء كما هو معروف يفد إليه الكثير من الناس إما للتجارة وإما للترانزيت، وإذا لم يكن يحمل مضامين معينة منفتحة على الغرب قابلة لقبول واحترام الرأي والرأي الآخر، من الصعب أن تضم وتحتوي ما وصلت إليه دبي على وجه الخصوص من خلال وجود 210 من الجنسيات ذات قوميات مختلفة عقائديا وفكريا، بل استطاعت أن تهضم هذه القوميات وأن تجعل بينها نسيجا قلما يوجد في بلدان فيها هذا الكم والتعدد من الجنسيات، ليس بينها خلافات وقضايا ومشكلات مبعثها هذا التنوع والتعدد، إنما هناك انسجام، وهذا ما قامت عليه دبي والإمارات من عقود.وأعقب قائلا: هذا ما يكرسه سموّه، الآن في المبادئ الثمانية، وهي رسالة للمستقبل أكثر من كونها رسالة للحاضر لأننا أردنا أن يكون مستقبل الإمارات وأبناء الإمارات بهذا المستوى من التميز الذي نعيشه الآن. ورأى البدور أن الصيغة التي تفرد بها المجتمع الإماراتي من بين دول الخليج هي التي جعلت الإمارات الآن قدوة ورمزا، لذا عندما نتحدث عن مشروع نهضوي للأمة علينا أن نطبق هذا الأسلوب- الحياة في مجتمعاتنا العربية. التطور الحقيقي في العقول وفِي المحافظة على الهوية«حقا مجتمع دولة الإمارات متفرد في حبه لقيادته»، -هذا ما علقت به بدرية بو كفيل، مديرة الشؤون الإدارية والاجتماعية في مساكن الراحة، واستطاعت أن تهضم هذه القوميات وأن تجعل بينها نسيجا قلما يوجد في بلدان مساكن الراحة في الشارقة - مستشهدة بكلام سموّه، وصدق ولائه وانتمائه ومتفرد في عمله وفكره وتطوره وحبه للمقدمة، وأيضا متفرد في حفاظه على دينه وعاداته وتقاليده المستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي، فالتطور الحقيقي في العقول وفِي المحافظة على الهوية.وقالت إن مجتمع الإمارات متفرد في تمكين المرأة في جميع قطاعات المجتمع لاسيما الصعيد السياسي. وهو متفرد أيضا في سماته من الرحمة والبر والإحسان والتسامح والتكافل الاجتماعي. مثال حيّ لمجتمع له شخصية منفردةحليمة عبدالله راشد، مستشارة في تراث الذهب والحلي الشعبية ومؤلفة في صياغة السيوف والخناجر والحلي، مثال حي عن بنت الإمارات التي تشربت التقاليد وعادات اجدادها وأبت إلا التمسك بها من خلال احيائها لحرفة قديمة اعادتها من جديد الى الذاكرة، قالت: إن العمق في التفكير وثراء الخبرة في المجالات المختلفة لشخصية سموّه، جعلت منه مدرسة تقوم على أسس إنسانية وعلى العقيدة السليمة والتي استمدها من المدرسة الأساسية من حكمة المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان، والشيخ راشد بن سعيد طيب الله ثراهما.وأضافت: فعندما يرسم الحاكم للشعب الاستراتيجية والأهداف التي تخلق من الشعوب انموذجا للخير والتطور والإبداع ويعزز في مبادئهم الأخلاق والتسامح، فإن ذلك يخلق مجتما فريدا متماسكا يسعى إلى الانفتاح والحضارة. وليست تلك المبادئ من السمات الدخيلة على المجتمع الإماراتي وإنما ترتبط بحضارة وتراث الإمارات وتعد من الموروث التي تناقلته الأجيال. 6 الإمارة بوابة التجارة لأكثر من ملياري نسمةشغف محمد بن راشد بالمعرفة يضع دبي ضمن الأبرز عالمياً دبي:حمدي سعد، وفاروق فياضمنذ 1833 قامت دبي على صيد اللؤلؤ والتجارة، واحتضنت على مدى السنوات التجار القادمين من منطقة الخليج العربي ومن شبه القارة الهندية، حتى باتت تعرف ب«مدينة التجار». نجحت دبي في تحويل تجارتها من «اللؤلؤ» والأحجار الكريمة، إلى أن باتت تمتلك مقومات وبنى تحتية تضاهي فيها الدول المتقدمة، فقد عرفت سر نهضتها ونموها من خلال امتلاك أضخم ميناء على مستوى دول المنطقة، وأحد أكبر 10 موانئ في العالم (ميناء جبل علي)، وأحد أكبر المطارات في العالم (مطار دبي)، وكذلك أهم وأضخم منطقة حرة.برؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، واصلت دبي تعزيز مكانتها واقتصادها لتبهر العالم بنمو حجم التجارة، ولتغدو شريان حياة يغذي دول ومناطق في إفريقيا والشرق الأوسط ووسط آسيا بالتجارة، التي تشكل أداة الاستمرار والنهوض والرفعة. دبي اليوم محور مركزي للتجارة العالمية، تتبوأ مراكز مهمة وتتصدر التصنيفات العالمية في الابتكار والبنى التحتية، والتطور والذكاء الاصطناعي والتنافسية، بحيث امتزجت العلاقة بين الرقم 1 ودبي، ليتعايشا جنباً إلى جنب.وتشكل دبي بوابة التجارة لأكثر من ملياري نسمة، ونجحت في تعزيز موقعها العالمي المتميز في التجارة الإقليمية والدولية، متجاوزة الصعوبات التي يمر بها الاقتصاد العالمي، وحققت إنجازاً جديداً يضاف إلى قائمة إنجازاتها الاقتصادية المتميزة، بارتفاع قيمة تجارتها الخارجية غير النفطية عام 2017 إلى 1.3 تريليون درهم.ونما ناتج دبي المحلي 15% منذ 2013 2017، ليصل إلى 389.4 مليار درهم.ومع افتتاح المطار الدولي عام 1971، أصبحت دبي تمتلك بنى تحتية لا مثيل لها في منطقة الخليج، ومع جذب مزيد من خدمات التغذية والإمداد، ارتفع عدد خطوط الشحن البحرية المتوجهة إلى أكثر مراكز إعادة التوزيع ونقل البضائع دينامكية في منطقة الشرق الأوسط.ميناء إقليميفي عام 1969 بدأت دبي بناء أحدث ميناء في المنطقة، ليُفتتح ميناء راشد عام 1972، ولكن دبي لا تقف عند إنجازاتها؛ بل ترصد المتغيرات. وحينما بدأت طفرة التجارة بالحاويات وأخذت أحجام السفن تكبر، وبعد الانتهاء من إنجاز ميناء راشد عام 1976، تواصل الطموح عبر بناء أكبر ميناء من صنع الإنسان في جبل علي افتُتح عام 1979.ويعد ميناء جبل علي الأكبر في المنطقة والعالم، وله دور كبير في توسع تجارة دبي الخارجية، حيث عزز الميناء من نمو مناولة الحاويات منذ 2013 2017 بنسبة 12.6%، وهو يعد ميناء محورياً لأكثر من 90 خدمة ملاحية أسبوعية تربط أكثر من 140 ميناء في العالم، وصنف تاسع أكبر ميناء للحاويات في العالم، فضلاً عن أنه يضم أكبر حوض من صنع الإنسان في العالم.منطقة حرة رائدةوفي منتصف الثمانينات، أرادت دبي أن تستقطب الشركات الكبرى فأسست أول منطقة حرة في جبل علي (جافزا)، لتصبح نظاماً تجارياً متكاملاً فريداً من نوعه، يوفر آفاقاً لامحدودة للنمو بأقل التكاليف الممكنة.فمن بداية متواضعة في عام 1985، تطورت جافزا لتصبح مجمّع أعمال لا تقف طموحاته عند حد، مواكبة في الوقت ذاته متطلبات العصر. ومن كيان صغير يضم 19 شركة فقط، حققت جافزا نمواً كبيراً لتستقطب أكثر من 7 آلاف شركة، وما يزال خط نموها متصاعداً. ففي عقدها الأول بعد التأسيس، نجحت جافزا في استقطاب 500 شركة، ليتضاعف هذا الرقم في منتصف عقدها الثاني، ومن ثم يزداد بنحو أربعة أضعاف خلال السنوات العشر الماضية.وتمثل جافزا، الآن، مقراً حيوياً لآلاف الشركات التي تنتمي لأكثر من 100 دولة، وتوفر ما يزيد على 144,000 فرصة عمل، كما تستقطب أكثر من 32% من مجمل الاستثمارات الأجنبية في دولة الإمارات. وفي عام 1996، بدأت جافزا تجني أول ثمار جهودها الدؤوبة من أجل تحقيق التميز؛ إذ حصلت حينها على شهادة الآيزو لتصبح أول منطقة حرة تحوزها في الدولة. وتبع ذلك الإنجاز، فوزها بجائزة برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز عام 2004، وجائزة دبي للجودة لعامي 2004 و2010.مجمعات الأعمالوأسهم شغف صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بتوطين المعارف والتقنيات الأحدث في العالم، في تحول دولة الإمارات ومدينة دبي إلى مركز يحتضن هذه المعارف والتقنيات، ومن ثم نشرها في جميع دول الخليج والدول العربية مجتمعة.وجاءت مجموعة «تيكوم» ضمن «دبي القابضة» لتركز على احتضان المؤسسات والشركات العالمية والإقليمية المرموقة والناشئة، لتتخذ من دبي مقرات إقليمية لها، وتستضيف عشرات الآلاف من الشركات وتستثمر عشرات المليارات من الدولارات، وتوظف مئات الآلاف من الكوادر المتخصصة. وترتكز استراتيجية 11 مجمع أعمال، أعضاء «مجموعة تيكوم» على 6 ركائز أساسية هي: تطوير بنى تحتية ذكية مستدامة، وتسهيل الأعمال واجتذاب المواهب، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم التطوير وريادة الأعمال، وتشجيع بيئات العمل الحيوية، ما جعلها توفر مقراً إقليمياً لأكثر من 5,400 شركة، تتنوع بين الشركات الصاعدة والعالمية المتعددة الجنسيات، بعدد موظفين مبدعين يبلغ 86,300.ومنذ انطلاقتها، تميزت المجمعات التابعة لمجموعة تيكوم، بتوفير المقومات والممكّنات لمواكبة التوجهات الجديدة في قطاعات الأعمال، وتأمين بنية تحتية متكاملة تتطور باستمرار، لتواكب أحدث الابتكارات والنظم، وتمنح الشركات الكبرى والمشروعات الناشئة المساحة اللازمة للابتكار ومواكبة أحدث التوجهات في الاقتصاد العالمي.وتضم مجمعات الأعمال في تيكوم، أكثر من 5600 شركة يعمل بها أكثر من 90 ألف موظف من 162 جنسية. ومع بدايات طفرة التقنية العالمية، كانت التكنولوجيا تشكل أحد القطاعات الاقتصادية المهمة بالنسبة ل«تيكوم»، تختص به مدينة دبي للإنترنت، وهي أكبر مجمع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا متخصص في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويضم مجموعة شركات عالمية، من بينها شركات مدرجة ضمن قائمة فورتشن 500، فضلاً عن مدينة دبي للتعهيد، ومنطقة حرة متخصصة في أعمال التعهيد، حيث بلغ عدد الشركات العاملة فيهما 1600، تضم 34 ألف موظف.خطة دبي 2021وتواصل المناطق الحرة في دبي، إسهاماتها البارزة في تعزيز التجارة الخارجية غير النفطية للإمارة بنمو متصاعد، محققة 394 مليار درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018، بما يشكل 41% من تجارة دبي، خلال المدة نفسها، بنسبة نمو بلغت 22%، حيث بلغت الواردات 54.5%، بقيمة 215 مليار درهم، فيما بلغت الصادرات وإعادة التصدير ما نسبته 45.5%، بقيمة 179 مليار درهم.ويعود هذا النمو إلى جهود المناطق الحرة وحملاتها الترويجية، لاستقطاب وزيادة تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الإمارة.وقام اقتصاد دبي على جهود المناطق الحرة لتنويع الاقتصاد واستشراف مستقبل ما بعد النفط، ما يتماشى مع أهداف خطة دبي 2021، الرامية إلى الارتقاء بالإمارة لتصبح وجهة عالمية في مختلف نواحيها.وتسهم المناطق الحرة في تحقيق المستهدفات الاستراتيجية للإمارة، وخططها الرامية إلى بناء اقتصاد قوي وتنافسي قائم على التنوع؛ كونها تشكل رافداً أساسياً للاقتصاد الوطني، ودورها في استدامة الاستثمارات الأجنبية المباشرة. ورسّخ نهج المناطق الحرة في دبي، ثقة المستثمرين الأجانب باقتصاد الإمارة واستدامة نموه على المديين القصير والبعيد، ما يواكب سعي الإمارة الحثيث إلى تنمية دورها كحلقة وصل بين أسواق الشرق والغرب، مع تقديمها نموذجاً عالمياً فريداً في اكتشاف واستحداث الفرص، على الرغم مما تواجهه حركة التجارة العالمية من تحديات. 7 جميع الجنسيات تتزاحم للعيش فيهادبي.. تاريخ عريق سطرته عقول الإبداع إعداد:محمد إبراهيمإن ما حققته الإمارات من سمعة طيبة؛ عربياً وإقليمياً ودولياً، فضلاً عن النجاحات المتوالية في المجالات كافة، جعلها مقصداً لزائرين عدة على اختلاف جنسياتهم؛ فباتت «أرض الأحلام»، التي يسعى للعيش فيها الناس من حول العالم؛ نظراً لمكانتها؛ كوجهة سياحية وتجارية واقتصادية واستثمارية؛ ولما تتمتع به من سيادة القانون والعدل والأمن والأمان. ودبي «أرض المواهب»، التي تشكل جزءاً أصيلاً من الإمارات؛ تعد نموذجاً واقعياً للتقدم والتطور والرفاهية؛ إذ غيّرت وجهة العقول المُبدعة، وأصبحت الأكثر جذباً للشباب والمبدعين والموهوبين، وللكفاءات المهنية المهاجرة من أوطانها؛ حيث وجدت في دبي الملاذ الآمن للإبداع والتميز. ويلخص المبدأ السابع «أرض المواهب» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تاريخ دبي العريق، الذي سطرته عقول الإبداع، وشيّدته سواعد الابتكار في المجالات كافة؛ إذ استندت رؤية الإمارة منذ نشأتها، إلى «التنافسية»؛ كعنوان لها، تواكب من خلاله المتغيرات، وتحول التحديات إلى إنجازات.في قراءة للتاريخ العريق لتلك الإمارة، الحافلة بالإنجازات؛ نجد أن العالم حرر لها شهادة تحمل اسم: «إمارة المعجزات»؛ نظراً للنجاحات والإنجازات، التي حققتها في كل المجالات.وفي مسح عالمي، نشرته «مجموعة بوسطن الاستشارية»، بالتعاون مع شبكة «نتوورك»، وضم 50 موقعاً للتوظيف واستقطاب المواهب حول العالم، احتلت دبي المركز الأول إقليمياً، والسادس عالمياً في جاذبيتها للمواهب والقوى العاملة، وهناك نحو 12% من المستطلعة آراؤهم في المسح العالمي، الذي شمل 366 ألف شخص من 197 دولة، قالوا: «إنهم على استعداد للانتقال والاستقرار والعمل في دبي».مرحباً بالمواهبكانت ولا تزال دبي منذ نشأتها، ترحب بمختلف المواهب والكفاءات في المجالات كافة، وباتت مقصداً فاعلاً لفئات المبدعين والمبتكرين المختلفة؛ من التجار والمهندسين والأطباء والإداريين؛ إذ شكلت برؤية قيادتها الرشيدة، نموذجاً عربياً من أرض الإمارات، يحقق مفهوماً جديداً ل«الهجرة المعاكسة للعقول»؛ إيماناً منها بأن أبرز متطلبات المستقبل، تستند إلى الاستثمار في البشر، وتبني الفكر المبدع في الإدارة، وتوفير الدعم للطاقات الشابة. وأدت التجار المهرة دوراً كبيراً في تأسيس دبي، الذي يعود إلى عام 1833؛ عندما استقر ما يقارب ال800 شخص، الذين ينتمون إلى قبيلة بني ياس بقيادة آل مكتوم عند منطقة الخور. وكان الخور وقتئذ يشكل ميناء طبيعياً للمنطقة، ما أدى لاحقاً إلى بروز دبي مركزا لصيد الأسماك واللؤلؤ والتجارة. مع بداية القرن العشرين، كانت دبي ميناء شهيراً، وكان السوق الواقع في جهة ديرة هو الأكبر في منطقة الساحل.في الخمسينات من القرن العشرين، تزايدت أعداد السفن، التي تستخدم الخور، ما أدى إلى امتلائه ب«الغرين»؛ فكان قرار حاكم دبي المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، يتسم بالجرأة والطموح؛ إذ ركز على تجريف قعر الخور وتنظيفه، وكان لتلك الخطوة أثرها الواضح في زيادة عدد السفن، التي تصل إلى الميناء، وزيادة حجم البضائع الواردة إلى دبي. بعد اكتشاف النفط في عام 1966، عمل الشيخ راشد على استثمار واردات النفط في تطوير البنية التحتية لدبي؛ فشيد المدارس والمستشفيات، وشق الطرق. وأرسى دعائم شبكة اتصالات ومواصلات حديثة، كما شيد مبنى ومرفأ حديثان في مطار دبي الدولي، وأمر ببناء أكبر ميناء اصطناعي في العالم في منطقة جبل علي.مقومات النجاح كان من الواضح أن دبي الصاعدة، تمتلك من المقومات ما يكفي لتحقيق نجاح تاريخي؛ فهنالك قيادة حكيمة تمتلك رؤية واضحة، وبنية تحتية متكاملة، وبيئة ودية منفتحة على الجميع، ولا ضرائب على الدخل الشخصي أو على دخل المؤسسات، ورسوم الاستيراد لا تذكر. تضافرت هذه العوامل سريعاً؛ فكانت النتيجة أن تحولت دبي بسرعة إلى مركز جذب سياحي وتجاري للمنطقة الممتدة من مصر إلى شبه القارة الهندية، ومن جنوب إفريقيا إلى ما يُعرف اليوم باسم «اتحاد الدول المستقلة». معالم تستحقيعد «برج خليفة»- وهو أطول برج في العالم-؛ نموذجاً واقعياً لمدى مهارة وإبداع المهندسين، الذين استقطبتهم دبي؛ إذ يعده المعماريون، علامةً مميزةً في تاريخ الهندسة المعمارية في العالم.مثابرة وإخلاصوبفضل التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وإخلاص فرق العمل، التي تنفذ تلك التوجيهات، إضافة إلى الإداريين من المبدعين والموهوبين، نجحت دبي في أن تكون منصة عالمية؛ لاستضافة الفعاليات الرياضية والفنية العالمية؛ وأبرزها: «كأس دبي العالمي للخيول»، الذي يشهد تنافساً شديداً تشارك فيه أفضل خيول العالم، ويعد أغنى سباقات الخيل على الإطلاق، ويحضره محبو الخيل من كافة أرجاء العالم. دور كبيرولعب «مركز دبي التجاري العالمي» منذ تأسيسه عام 1979 دوراً كبيراً في ترسيخ مكانة دبي كمركز ديناميكي للأعمال؛ من خلال تنظيم المعارض والمؤتمرات العالمية، التي شجعت على تدفق المليارات لجميع القطاعات الاقتصادية، وعبر ثلاثة عقود كان «مركز دبي التجاري العالمي»؛ العنوان الأبرز للأعمال في المنطقة، ويرتكز النجاح الكبير ل«مركز دبي التجاري العالمي» على دوره الحيوي والأساسي؛ مركزا رائدا في تنظيم المؤتمرات والمعارض والأحداث العالمية. تركز إمارة دبي بشكل مستدام على تجديد سياستها، وإجراءاتها؛ لتجديد سبل جذب العقول المبدعة في جميع المجالات، فضلاً عن توفير وسائل العيش الكريم، والحياة الأفضل للمتفوقين؛ لضمان تميزها؛ لتكون قبلة للموهوبين والمبدعين.عزوف عن الهجرة للغربأسهمت قرارات مجلس الوزراء، الأخيرة، برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ الخاصة بالإقامة طويلة المدى للموهوبين والمتفوقين والمبدعين، في بقاء العديد من المهنيين المتخصصين والمهرة بدبي، بدلاً من الهجرة للغرب. 8 شباب من الوطن: القائد فكّر بالأجيال وبمستقبلها الاقتصادي والاجتماعي دبي:سومية سعدعملت القيادة الرشيدة على الاهتمام بالشباب؛ لأنهم ثروة الوطن، والسعي لتنمية هذه الطاقات، فهم قادرون على قيادة المستقبل متى أعطوا الفرصة لإثبات قدراتهم، دولتنا لا تترك مصير الأجيال، بل تعمل بكل قوة على خلق مبادرات لتقوية قدرات الشباب من أجل مستقبل ناجح. وأكد عدد من الشباب اهتمام الحكومة بهم، وجعلهم في المقدمة دائماً، وأن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عمل على الاهتمام بالشباب، وفكر بالأجيال وخلْق أصول استثمارية من أجلهم. وخص المبدأ الثامن بهم؛ لأنهم الأجيال القادمة والمستقبل.قال مانع الكعبي، إن الدولة تعمل على مساعدة الشباب والوقوف بجانبهم، عبر عدد من المؤسسات التي تدعمهم في مشاريعهم، وإنه تلقى دعماً من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بما يقارب المليون درهم، وأقام مشروعاً عاد عليه بأرباح طائلة، وأصبح مشروعه من المشاريع الناجحة، ويعد من أصحاب الشركات الكبرى. ويضيف أن الشباب الإماراتي طموح ولديه كثير من الأفكار، لكن ينقصه الدعم والحكومة تساعد الجميع، وأن الطموح والعقبات وجهان لعملة واحدة، فكلما كان طموحك عالياً زادت عثراتك، ولكن حينما يجد الدعم تزاد ثقته ويزاد نجاحه.صقل مهارات الشبابيقول عمر النقبي، إن الحكومة تدعم المشاريع لأي شاب يفكر في الاستثمار والعمل، وهذه المؤسسات تصقل مهارات الشباب حتى يكونوا رواداً وقادة في المجتمع،إن «اللبنة الأولى لنهضة أي مجتمع هي بلا شك في التعليم المتكامل؛ حتى تتوافر جميع مقومات المجتمع الناجح، وهو ما تسعي إليه الدولة، لأن اتخاذ القرار يحتاج إلى ثقة بالقدرات والثقة تحتاج إلى قدرة على فهم استعدادات الشخص ومقوماته، وقد عملت الحكومة على مساعدة الشباب بكل قوتها وعمل مشاريع لهم.إطلاق المبادراتويقول محمد بن خماس، إن «شباب الإمارات اليوم من أفضل شباب العالم، ومشاريعهم والمبادرات التي يعملون على تنفيذها أصبحت موقع اهتمام ومتابعة من الكثير من المؤسسات العالمية. وهم قادرون على تحمل مسؤولياتهم، والمشاركة في صنع القرار، ويمكن الاطلاع على سبيل المثال على تجارب الشباب الذين أطلقوا مؤسساتهم التجارية ومبادراتهم غير الربحية الخاصة بلا دعم حكومي حقيقي، ومدى النجاحات والإشادة التي تحققت لهم من قبل جهات دولية محايدة.أعلى الدرجات العلميةوتقول نسرين بن درويش، إن القرارات السليمة تصنع قرار الشاب مستقبلاً، وتنمي قدراتهم بشكل يستطيعون الاستفادة منها، بوجود بيئة تتيح مجالاً للطالب بأن يزداد في علمه واجتهاده، وتسمح لكل الطلبة بالمحاولة والتجربة إلى أن يصلوا الى مرتبة متقدمة، وتحاول الدولة جاهدة الوقوف بجانب الجميع، والحصول على الدرجات العلمية المتقدمة، وخاصة أن التعليم له دور فعال في بناء وتنمية الإنسان، ليصبح بعد ذلك قائداً يسعى للتطوير في مجاله وعمله. دورات مكثفةويقول يوسف الجناجي، لا تترد دوماً حكومتنا في دعوة الشباب إلى الانخراط في دورات مكثفة، والتدريب على التفكير الصحيح والاستنتاج، والكشف عن الطاقات التي يمتلكها هؤلاء الشباب، وتوجيههم الوجهات الصحيحة التي تلائم قدراتهم، ودعمهم لابتكار الطرق الجديدة وتطوير العمل يتم عن طريق الدورات لمختصين في مجالات الإبداع. وأي مجهود يصب في مصلحة الشباب هو اجتهاد محمود لا بأس به ولا غنى عنه، فتوجد نماذج كثيرة لشباب وطني ومخلص في عمله يحاول قدر المستطاع أن ينقل بلاده ومجتمعه إلى المراكز المتقدمة.تفعيل دور الشبابويؤكد حسن ميرزا، اهتمام حكومتنا بأهمية تفعيل دور الشباب والارتقاء بقدارتهم وتحفيز ريادة الأعمال لديهم؛ لأنهم الثروة الحقيقية لدولة الإمارات، وبطاقاتهم وقدراتهم الإبداعية تتمكن دولة الإمارات من ابتكار الحلول العملية التي تحفز على ابتكار الرؤى الاستباقية، لتعزيز مكانتها واحدة من أفضل دول العالم.آلية للمبتعثينيقول محمد عبيد هلال، تهتم حكومتنا دائماً بالشباب، وتضع آلية واضحة للمبتعثين، وتزويد الشباب الإماراتي بالمهارات اللازمة للتعريف بالقيم والهوية الإماراتية، ونشرها بأفضل شكل ممكن في الخارج، وتجهيز الشباب المبتعثين إلى الخارج، والعمل على خلق حلقة وصل وشراكات بين جميع المؤسسات الشبابية في الدولة؛ لصقل مواهبهم، وتنمية قدراتهم، واكتشاف القادة من بينهم.أولويات اهتمامهويقول محمد الكعبي، مساعد مدير مشاريع في المؤسسة الاتحادية، صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، جعل الشباب في أولويات اهتمامه، واستطاع خلالها تقديم نموذج ناجح ومشرف للشباب الإماراتي الطموح، وقادر على تحقيق أحلامه، ورسم أهدافه بحرص ومثابرة، والكثير من الشباب بدأوا بشق مشوارهم، إما عن طريق النشاطات الطلابية أو النشاطات التطوعية أو الأعمال الخيرية التي غالبا ما نراها دون أي مردود مادي، وهذا يؤكد حرصهم على أن يثبتوا للجميع أنهم قادرون.إشراك الشبابوقالت هاجر العيسى، إن حكومتنا تعمل جاهدة على إشراك الشباب في صنع القرار وفتح باب الحوار معهم، ومد يد العون لإعطاء الحلول والطرق والاستماع لهم، فضلاً عن تحملهم المسؤولية، و هناك أساليب أخرى حضارية تسهم في توجيههم إلى ما هو أفضل، ومنح فرصة للشباب لاختيار مستقبلهم في التخصص والدراسة واختيار الوظيفة؛ حتى يكون هناك إبداع أكثر. نختصر الزمنويقول أحمد البدواوي، المدير التنفيذي لشركة «إتش إن دبليو» للدراسات والاستشارات الإدارية، إن اهتمام صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد بالشباب جعل دبي رائدة كما عهدناها بين مدن العالم أجمع. تذكرت بأننا جيل أنعم الله عليه بحكومة عملت قبل ميلاده بسنوات لخلق هذا الرفاه والتطور، لنحيا في معية الرخاء والسعادة. ريادة الأعمالويقول حسن ميرزا، إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان حريصاً على متابعة ما يقدّم إلى الشباب من برامج إعداد وتدريب، إلى جانب المناهج الدراسية، لتعزيز ريادة الأعمال لدى الشباب؛ بهدف بناء منظومة مستدامة لاقتصاد معرفي قائم على الابتكار والتكنولوجيا، في ظل الإعداد لمرحلة ما بعد النفط.تمكين 100 شابوترتكز مبادرة 100 شاب في الإعلام على تمكين ودعم 100 من الشباب المتميزين والموهوبين في مختلف القطاعات بالدولة، والإضاءة عليهم عبر وسائل الإعلام المختلفة، والعمل على اكتشاف الموهوبين في مختلف المناطق.«الخدمة الوطنية 101»وتهدف مبادرة الخدمة الوطنية 101 إلى توفير منصة تثقيفية، تسهم في تعزيز الوعي لدى الشباب، بما يتضمنه برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية، ورفع الوعي لديهم بأهمية الانضمام للبرنامج، وأثره الإيجابي في حياتهم، فضلاً عن استعراض التجارب المميزة لخريجي برنامج الخدمة الوطنية.

مشاركة :