أشاد خبراء ومحللون بقرار النائب العام الليبي بضبط وإحضار بعض القيادات الإرهابية الليبية الموالية لقطر، مؤكدين أنه يفضح التمويل القطري لمخطط تخريب ليبيا عبر تورطها في ارتكاب عمليات إرهابية في العديد من المناطق الليبية، وبالأخص في منطقة الهلال النفطي. وكان النائب العام الليبي قد أصدر أمراً بالقبض على 6 متهمين ليبيين معروفين بارتباطهم بالنظام الحاكم في قطر، من بينهم عبدالحكيم بالحاج وعلي الصلابي، بالإضافة إلى 31 شخصاً من عناصر المعارضة السودانية والتشادية. وأوضح قسم التحقيقات في مكتب النائب العام الليبي، أن المذكورين وردت أسماؤهم في التحقيقات الجارية بخصوص الهجوم من قبل مجموعات مسلحة على الحقول والموانئ النفطية والهجوم على قاعدة «تمنهنت»، بالإضافة إلى بلاغات حول الاستعانة ببعض عناصر المعارضة السودانية والتشادية والاشتراك معها في القتال الدائر بين بعض القبائل الليبية، وارتكاب جرائم قتل وخطف في الجنوب الليبي. ويأتي القيادي «الإخواني» الليبي علي الصلابي على رأس قائمة الأذرع الإرهابية التي تستخدمها قطر لإشعال الساحة الليبية، حيث تستضيفه على أراضيها منذ سنوات عدة، وتقدم له وللمجموعات الإرهابية التي يقودها الدعم المالي والغطاء السياسي، وقد تعمدت قناة «الجزيرة» تسويقه على أنه الأب الروحي للثورة الليبية، والمدافع عن مصالح الشعب الليبي، وقد ارتبط هذا الرجل بعلاقات وثيقة بالنظام الحاكم في قطر، وقد تم تعيينه عضواً فيما يسمى بـ«اتحاد علماء المسلمين» الذي تموله قطر، ويترأسه القرضاوي، وقد شارك علي الصلابي مع شقيقه إسماعيل الصلابي في تأسيس كتيبة «راف الله السحاتي»، وهي من أكثر الميليشيات الإرهابية التي تتلقى دعماً عسكرياً ومالياً من قطر، وقد نفذت هذه الكتبية عشرات العمليات الإرهابية ضد أبناء ليبيا. وعندما أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر عن عملية «الكرامة» لاستعادة المدن الليبية من سيطرة الإرهابيين، انضم الصلابي إلى مجلس شورى بنغازي، واستمرت قطر في دعم الصلابي والمتطرفين في بنغازي عبر ميناء مصراتة، حيث كانت ترسل الأسلحة إلى مطاري «معيتيقة» و«مصراته». أما القيادي السابق في تنظيم «القاعدة» والجماعة الليبية المقاتلة، عبدالحكيم بلحاج، فيعد هو الآخر أحد أهم وأخطر الأدوات التي تستخدمها قطر لنشر الفتن والاضطرابات في ليبيا، وقد وصفته العديد من التقارير العربية والدولية بأنه «رجل قطر الأول» في ليبيا، حيث استخدمته الدوحة في دمج الجماعات المتطرفة مع المتظاهرين ضد نظام القذافي من أجل إشعال حرب أهلية، وقد سافر إلى قطر ليحرض عبر شاشة قناة الجزيرة على سفك دماء الشعب الليبي. وكان عبدالحكيم بلحاج قد ظهر في باب العزيزية في أعقاب المظاهرات التي أطاحت بنظام القذافي في 2011، وأعلن من خلال قناة «الجزيرة» عن نجاح عملية تحرير طرابلس، ونصب نفسه قائداً للمجلس العسكري للمدينة، الذي اتخذ من قاعدة «معيتيقة» الجوية مقراً له، وقد بدت عليه ملامح الثراء الفاحش، حيث أصبح فجأة مليارديراً، ورئيساً لحزب «الوطن»، ومالكا لشركة «الأجنحة» للطيران التي تمتلك العديد من الطائرات، وقد وصفت بعض التقارير هذه الشركة بأنها وسيلة الانتقال المستخدمة لنقل الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا. إلى ذلك، رحب الخبير العسكري اللواء محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، بقرار ضبط وإحضار عبدالحكيم بلحاج وعلي الصلابي، وغيرهما من الأذرع الإرهابية لتنظيم الحمدين في ليبيا، مؤكداً أن قرار النائب العام الليبي يشكل ضربة قوية للنظام القطري، حيث إنه يفضح بالأدلة والوثائق القانونية تورط قطر وأذرعها الإرهابية في ارتكاب عمليات عنف وخطف وقتل في العديد من المناطق الليبية، وبالأخص منطقة الهلال النفطي التي تضم أهم الموانئ والحقول النفطية في ليبيا. وقال: «على مدى السنوات السبع الماضية، وبالتحديد منذ اندلاع ما يُعرف بثورات الربيع العربي، وقطر تحاول تنفيذ مخطط مشبوه لتخريب وتدمير ليبيا، وهو المخطط الذي كان من المقرر تنفيذه في العديد من دول المنطقة العربية، وفي ليبيا نجحت قطر إلى حد كبير في إشعال الساحة الليبية، ونشر الفوضى والصراعات المسلحة، وقد استخدمت في ذلك العديد من الأدوات يأتي في مقدمتها تغطية قناة الجزيرة المشبوهة للأحداث التي شهدتها ليبيا في 2011، وما بعدها، وقد تعمدت الجزيرة من خلال هذه التغطية المشبوهة والمضللة، إثارة الفتن والاضطرابات في جميع أنحاء ليبيا، بالإضافة إلى استخدام قطر لعناصر جماعة الإخوان في ليبيا وغيرها من الجماعات الإرهابية، والتي عاثت في الأراضي الليبية فساداً، ودعمتها بالمال والسلاح لتنفيذ مخطط التقسيم، وذلك بهدف الاستحواذ على حقول النفط في ليبيا». وفي السياق ذاته، شدد الباحث والمحلل، بلال الدوي، مدير مركز الخليج لمكافحة الإرهاب، ومؤلف كتاب «قطر، إسرائيل الصغرى ورأس الأفعى»، على أهمية الخطوة التي اتخذها النائب العام الليبي بإصدار أمر بالقبض على أذرع قطر الإرهابية في ليبيا، مؤكداً أن هذه الخطوة تعري النظام القطري الذي يعد «الممول الأول» للكثير من الجماعات الإرهابية في ليبيا. وأوضح الدوي أن القيادي «الإخواني» علي الصلابي، والقيادي في تنظيم «القاعدة» عبدالحكيم بلحاج يعدان من أهم حلقات التواصل بين قطر والجماعات الإرهابية في ليبيا، حيث استخدمتهما قطر في التحريض على نشر الفوضى وأعمال العنف والقتال في جميع أنحاء ليبيا، فضلاً عن أنهما كانا يتوليان مهمة إيصال التمويل القطري للعناصر الإرهابية، وتستهدف قطر من وراء ذلك كله السيطرة على المواقع الاستراتيجية في الدولة الليبية، وفي مقدمتها حقوق النفط. وكان الباحث والمحلل السياسي، ماهر فرغلي، الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، قد أعد ورقة بحثية كشف فيها عن ملامح المؤامرة القطرية لنشر الفوضى في ليبيا عن طريق تمويل الجماعات الإرهابية بدعم مالي وإعلامي ضخم. وكشف فرغلي عن قيام قطر بإرسال وفد من العسكريين والمرتزقة إلى ليبيا، ونشرت وسائل إعلام عالمية صوراً موثقة لعلم قطر على مدرعة ليبية، كما نشر فيديو للعقيد مختار فرنانة قائد المنطقة العسكرية الغربية في ليبيا يقول فيه، إن كل من يزور أو يحج إلى قطر يعين في منصب، فضلاً عن تسريب وثيقة توضح الدور القطري في دعم إخوان ليبيا تسمى «وثيقة المرتبات»، وهي كشف بمرتبات المرتزقة بليبيا مقدمة من وزارة الخارجية القطرية. كما قامت قطر بتمكين مقاتلين ليبيين من تسيير وزارات الدفاع والداخلية، وهم: «خالد الشريف، وعبدالباسط الزوى، وتهامي أبو زيان، ومحمد حامد حماد، وأبوبكر ميلة، وصديق الغيتى». وأشار فرغلي إلى أن الدوحة شكلت مجموعة من ميليشيات «الإخوان» بمختلف أنواعها الإيديولوجية والإجرامية والقبلية الموالية لها لقيادة كتيبة مصراتة، الذراع العسكرية لـ«الإخوان»، وهي قوات عسكرية، أطلقت عملية عسكرية سمتها «فجر ليبيا»، وحدد قادة العملية أهدافها وهي تحرير طرابلس من القوات الخارجة عن سيطرة «الإخوان»، ودعمت قطر العملية والقوات «الإخوانية»، وذلك بعد شهرين من بدء عمليات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر ضد الميليشيات الإرهابية في بنغازي وطرابلس.
مشاركة :