على خطى النجاحات التي حصدتها المنتخبات الأوروبية في السنوات الماضية، بعدما اعتمدت على أبناء «المهاجرين»، لتتغير الهوية الكروية لهم، وتبرز طاقات جديدة مكنتهم من احتكار الألقاب العالمية على غرار ألمانيا وفرنسا، وصعود نجومية بلجيكا، فإن استراليا تحاول الاستفادة من نفس الموضوع من أجل صناعة مستقبل أكثر إشراقاً لبلاد الكانجارو، وهو ما برز في قائمة المنتخب النهائية في كأس آسيا الحالية. وتبرز في قائمة المنتخب الأسترالي 9 أسماء ساهمت الهجرة في تواجدهم مع «الكانجارو» في البطولة الآسيوية. أول هذه الأسماء أوير مابيل الذي تعود أصوله إلى جنوب السودان ورحل في طفولته لأستراليا كلاجئ جراء الحرب، حيث نال اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً اهتماماً كبيراً نظرا لحياته التي تغيرت جذرياً،حتى نجح بالوصول لتمثيل منتخب أستراليا وهو حالياً يحترف في الدنمارك. وثاني الأسماء هو مصطفى أميني ووالده من أفغانستان ووالدته من نيكاراجوا، والذي نشأ في سيدني وكان بإمكانه تمثيل 3 منتخبات وطنية قبل أن يختار الاستقرار مع أستراليا. كما يتواجد اللاعب أندرو نابوت صاحب الأصول اللبنانية، والذي رفض الانضمام للمنتخب اللبناني، وفضل إكمال مسيرته مع المنتخبات الأسترالية. ورابع الأسماء هو عزيز باهيش الذي هاجرت أسرته من قبرص واستقرت في استراليا، وهو الذي تعود أصوله أيضاً إلى تركيا، حيث كان اللاعب أمام خيار تمثيل تركيا أيضاً، قبل أن يواصل مسيرته مع «الكانجارو». أما خامس لاعب، فهو أبوستولوس جيانو الذي ولد في اليونان قبل أن ينتقل إلى أستراليا، حيث مثل الأستراليين على صعيد القطاعات السنية، قبل أن يخوض مباراة دولية مع اليونان عام 2015، وبعد صراع بين استراليا واليونان، تم السماح للاعب بتمثيل أستراليا بعدما تم اعتبار أن المباراة التي خاضها مع اليونان كانت ودية ولم يتم احتسابها رسمياً. أما اللاعب السادس، هو جايمس جوجو، الذي ولد في النمسا وتحديداً في العاصمة فيينا، قبل أن يهاجر خلال طفولته مع أسرته للعيش في أستراليا، وهناك استمر لاحقاً في مسيرته الكورية حتى وصل للمنتخب الأول. أما اللاعب السابع، فهو جاكسون إيرفن الذي لعب بالفعل في صفوف المنتخبات السنية في اسكتلندا، قبل أن يتحول للعب مع أستراليا، حيث نشأ خلال طفولته. واللاعب الثامن هو ماثيو جورمان صاحب الأصول الكرواتية، الذي لعب مع اتحاد جدة السعودي مطلع الموسم الجاري، ويوجد في قائمة منتخب بلاده بعدما هاجر والداه سابقاً للعيش هناك. ويبرز اللاعب العاشر، وهو توماس روجيتش، صاحب الأصول الصربية المحترف في فريق سيلتك الاسكتلندي، والذي اختار أن يكمل طريقه مع «الكانجارو» عوضاً عن اللعب مع صربيا. وبدأت استراليا بالاستفادة فعلياً من أبناء المهاجرين في كأس العالم عام 2006، وذلك بعدما استقطبت أعداداً كبيرة من المهاجرين في الفترة الزمنية بين خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث شهدت قائمة المنتخب الذي شارك في مونديال ألمانيا وضم 23 لاعباً، وجود 6 لاعبين من أصول كرواتية، 3 من أصول إيطالية، واحد من اليونان ومقدونيا وألمانيا، لكن مع مرور الوقت فإن ما يميز المنتخب الأسترالي هو تغير أصول المهاجرين، حيث هناك تنوع بارز بوجود لاعبين من جنوب السودان وأفغانستان ولبنان وغيرها، ليكون هذا بمثابة خطوة البداية نحو المزيد من المتنوع كما هو الحال للمنتخبات الأوروبية.
مشاركة :