.. مناسبات الزواج التي تتكاثر هذه الأيام تذكرنا بقضيتي هدر الغذاء وحفظ النعمة.. **** .. الهدر هو القضية الأخطر، فلو لم يكن لما كان حفظ النعمة.. **** .. ذات مساء التمَّ بعض الساسة والأثرياء على طبق فول.. حاولوا حفظ النعمة (بقدوة) الترشيد فلم يفلحوا.. واقترض فقير ليؤكد أن الفقر لا يوقف الهدر..!! **** .. هدر الأطعمة مشكلة تواجه الكثير من دول العالم.. وعندنا في المملكة يعد الهدر الغذائي أحد أهم المشاكل.. **** .. في إحدى الدراسات أن طعاماً بقيمة تريليون دولار يتم إهداره سنويًا في الشرق الأوسط، وتتصدر المملكة بكل أسف بإهدار طعام بقيمة 13.3 مليار دولار..!! **** .. وبحسب إحصائيات الهيئة العامة للإحصاء فإن قيمة الهدر الغذائي في المملكة بلغ 49.833 مليار ريال ..!! **** .. وقد ذكر سابقًا عبدالله الثنيان المدير التنفيذي لـ(إطعام) أن ثلث الطعام الذي يطبخ يذهب هدرًا في النفايات..!! **** .. ولعل وهْمَ الكرم العربي والتباهي والهياط والعادات والتقاليد من المسببات الرئيسة للهدر.. **** .. وربما شاهدنا صورًا مؤلمة لتباسٍ مليئة بالأرز ومفطحات بأكملها تُلقى في النفايات، وصورًا أكثر إيلامًا لفائض المطاعم وهو يرمى في براميل القمامة..!! **** .. بعض دول أوروبا تصدت للهدر بسن قوانين، وبعضها الآخر بفرض غرامات على طلب ما يفوق الحاجة..!! **** .. عندنا الهدر يسرح ويمرح، والمشكلة أننا نتحنط بـ(مسوح) الوعاظ عندما نتحدث عن الهدر، ونتلبس بثياب المهايطين حين نقيم الولائم..!! **** .. في مجال حفظ النعمة لدينا بعض النماذج الجميلة، منها: - فهد العنزي، شاب سعودي، أوحى لمطاعم ألمانية بفكرة تغريم من لا ينهي وجبته، وذلك بعد تطبيقها على مطعمه في الدمام عام 2011. - أم محمد، أم عروس، أقامت حفلاً لابنتها في أحد الفنادق الشهيرة، وعلى كل طاولة جعلت صحن بلاستيك بغطاء وكتبت على كارت بجواره: «ساعدينا على توزيع باقي الطعام، اغرفي بالصحن الذي أمامك، وأعطِيه لمحتاج عند خروجك من الزواج».. فلم يبقَ من الأكل شيءٌ. - احمد، صديق اعتاد من سنوات طوال إذا دخل مطعماً أن يأخذ باقي الأكل في أكياس أو صحون ويوزعها على العمال في الشوارع.. وقد استطاع التأثير على من معه للقيام بذات العمل.. **** .. وهناك جمعيات حفظ النعمة المنتشرة في الكثير من المدن والمحافظات صاحبة جهد يذكر فيشكر.. **** ..لكن كل هذا هو مجرد مبادرات لا تقدم حلولاً كافية للمشكلة.. ونظل نحن جميعًا (أفراداً ومؤسسات وجهات) معنيين ومسؤولين.
مشاركة :