قال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي تساحي هنغبي أمس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خدع فيما يبدو حتى يتصور أن الدعوة التي وجهت اليه لإلقاء كلمة أمام الكونغرس في شأن إيران الشهر المقبل، تلقى تأييد الديموقراطيين بالكامل. وصرح هنغبي لاذاعة «102 إف.إم تل ابيب»: «يبدو أن رئيس الكونغرس (جون باينر) اتخذ خطوة وثقنا بها، لكن اتضح في النهاية أنها خطوة من جانب واحد لا من الجانبين». وسأل المحاور هل هذا يعني أن نتانياهو «خدع» ليعتقد ان دعوة باينر من الحزبين، وهو توصيف لم يعترض عليه هنغبي. وحين سئل عما إذا كان على رئيس الوزراء أن يلغي الخطاب او يرجئه، قال: «ماذا ستكون النتيجة حينها؟ النتيجة هي اننا تخلينا عن ساحة سيتخذ فيها قرار حاسم للغاية» في شأن إيران. وبعد اقراره بأن الديموقراطيين شعروا بالاستياء من الدعوة، قال هنغبي إن نتانياهو والمبعوثين الإسرائيليين يبذلون «جهداً كبيراً ليوضحوا لهم ان هذه خطوة ليس القصد منها اهانة الرئيس الأميركي» باراك اوباما. واضاف ان خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي أمام الكونغرس يمكن أن يساعد على الموافقة على مشروع قانون يعارضه أوباما بفرض عقوبات جديدة على إيران. وأضاف: «الجمهوريون يعرفون لأن الرئيس أوضح ذلك فعلا، انه سيعترض على التشريع. ولكي تتم الموافقة على تشريع يتخطى الفيتو (الرئاسي)، يتطلب الامر موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ. لذلك إذا تمكن رئيس الوزراء من اقناع واحد او اثنين آخرين أو ثلاثة أو أربعة فقد يكون لهذا وزن». وصرح هنغبي بأنه ليس على علم بأي استطلاع رأي إسرائيلي يظهر أن الخطاب سيساعد نتانياهو في الانتخابات التي تجرى في 17 آذار (مارس) التي تشهد منافسة محتدمة بين «ليكود» ويسار الوسط. وأحدثت دعوة نتانياهو جدلاً في واشنطن والكثير من انتقادات الديموقراطيين لباينر والكثير من البيانات الصادرة من جانب رئيس مجلس النواب ومن جمهوريين آخرين يشرحون فيها موقفهم. وقالت زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي أول من أمس إن الدعوة «سُيست»، مضيفة انها تأمل في الا تتم، ما زاد من الضغوط على نتانياهو بعدما أعلن البيت الأبيض أنه لن يستقبل رئيس الوزراء خلال الزيارة. وفي واشنطن، أعلن ثلاثة نواب مساء أول من أمس أنهم سيقاطعون خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية أمام الكونغرس. وأفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن الثلاثة، وهم أعضاء بارزون في مجلس النواب، يحتجون على قرار رئيس مجلس النواب دعوة نتانياهو لإلقاء الخطاب من دون التشاور مع الرئيس أوباما. وأضافت أن الثلاثة هم «ج. ك. باترفيلد» وإيرل بلومناور وجون لويس، الذي اعتبر أن توجيه الدعوة لنتانياهو إهانة للرئيس الأميركي ولوزارة الخارجية. وانتقد باترفيلد رئيس مجلس النواب باعتباره تسبب بهذه الأزمة، كما انتقد نتانياهو لقبوله الدعوة التي جعلت من زيارته الولايات المتحدة سياسية. وكتبت صحيفة «واشنطن بوست» أن سيناتورات وأعضاء في الكونغرس يدرسون أيضاً مقاطعة خطاب نتانياهو باعتبار أن الحديث عن «حدث سياسي يهدف إلى إحراج أوباما، ومساعدة نتانياهو في حملته الانتخابية في إسرائيل». كما جاء أن هذه المجموعة تضم عدداً ممن يعتبرون «أكبر أصدقاء إسرائيل» في الولايات المتحدة، مثل ديان فاينشطاين، التي أكدت أن هناك كثيرين يدرسون فكرة المقاطعة، وأنها لم تتخذ قرارها بعد. ونُقل عن السيناتور ريتشارد دربن قوله إنه يدرس مقاطعة الخطاب، مشيراً إلى أن كثيرين من الحزب الديموقراطي في الكونغرس والشيوخ يريدون التغيب عن الخطاب تعبيراً عن دعمهم أوباما، وإبداء معارضتهم الخطوة التي قام بها نتانياهو والجمهوريون.
مشاركة :