احتفالا بعيد "الدنح" ترأس البابا فرنسيس القداس الإلهي عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الأحد في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان. وتخللت الذبيحة الإلهية عظة للأب الأقدس قال فيها: "دنح": تشير الكلمة إلى ظهور الرب الذي وكما يقول القديس بولس في القراءة الثانية يظهر لجميع الأمم الممثلة اليوم بالمجوس. ينكشف هكذا الواقع الجميل لإله أتى من أجل الجميع: كلُّ أمّة ولغة وشعب، يقبلهم جميعهم ويحبّهم. وعلامة لهذا هو النور الذي يبلغ كلَّ شيء وينير.فما هو عيد الدِّنحُ؟ الدنح كلمة سريانيّة، تعني الظهورَ والاعتلانَ والإشراق، عيد اعتماد الرّب يسوع في نهر الأردن من يوحنا المعمدان، وبدء ظهوره للعالم.ويذكر التاريخ الكنسي أن الكنيسة المقدسة كانت تعيد عيدي الميلاد والغطاس معا في عيد واحد حتى القرن الرابع الميلادي وكانت تسميه "الابيفانيا" أي الظهور الإلهى على أساس أن الميلاد والعماد يؤديان معا مضمونًا واحدًا وهو "إعلان لاهوت السيد المسيح" ورأت الكنيسه بعد ذلك فصل كل عيد عن الآخر لتعطيه أهميه أكثر.إن المعمودية هي ميلاد جديد للإنسان وبواسطة المعمودية يولد ولادة جديدة، يسوع المسيح لم يكن محتاجا لمغفره الخطايا حيث هو الوحيد في العالم أجمع بلا خطية وهو الذي قال: "من منكم يبكتني على خطيه" (يو8: 4). وقال عنه بيلاطس "لست أجد فيه عله واحدة" (يو 18: 38 ).فاعتمد يسوع المسيح في نهر الأردن وهو غير محتاج الي المعموديه ولكنه اعتمد لأنه هو الذي أسس سر المعمودية بعتمده في نهر الأردن، بالرغم انه غير محتاج للعماد لمغفره الخطايا الا انه اعتمد علي يد يوحنا المعمدان، لكي يؤسس هذا السر العظيم.ولأن المعمودية هي ميلاد جديد ويأخذ الانسان من خلال المعموديه نعمه التبني، لذلك في نهر الأردن أثناء معمودية السيد المسيح أعلن الله الأب عن لاهوت الابن وأنه في الابن ننال نعمه التبني. قال السيد المسيح "كما انك انت أيها الأب في وانا فيك ليكون هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك أرسلتني".واعتمد المسيح أيضا لكي يقدس الماء ويفتح أبواب السماء، لقد قدس الماء بعماده ليعد التقديس والتبني بالنعمة، لقد طهر عنصر الماء باصطباغه في نهر الأردن، واعد الروح القدس لتطهير البشر وتبريرهم باعتمادهم باسمه القدوس.أما بعد عماد المسيح فصار للماء قوته وفاعليته الناريه لذلك يقول القديس غريغوريوس النزينزي "كما أن في أحشاء الأم قوة لمنح الحياة الجسدية، هكذا ماء المعموديه قد نال قوة لمنح الحياة الروحية". ويقول القديس بولس الرسول: "لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح".فالمعمودية تطهرنا من آثامنا لذلك أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها وأسس لها سر المعمودية للتطهير من الخطيه الجسدية والروحية "كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلنا لكي يقدسها مطهرًا أياها بغسل الماء بالكلمه لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن أو شىء من مثل ذلك بل تكون مقدسه وبلا عيب.بانفتاح السماء فوقه في نهر الأردن ظهر عهدٌ جديد بين السماء والأرض، ودخل الله في شركة جديدة مع البشر، في شخص ابنه يسوع المسيح المعتمد، بصفته رأس البشريّة جمعاء، ورأس الجماعة المسيحانيّة المؤمنة.اوضح الله طبيعته مثلث الاقانيم واحد في الجوهر فالابن كان متجسدًا وقائما في نهر الأردن والأب ينادي من السماء: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، مستشهدًا بكلمة من النبي أشعيا قالها عن عبد يهوه المتألّم الفادي، ليربط ربطًا وثيقًا بين عماد الرّب بالماء والرّوح، وعماد الرّب بالدم في الآمه وموته وقيامته، ويعطي لعيد الدنح طابع عيد القيامة. والروح القدس بشكل حمامه أتي واستقر عليه يمسحه بطابع الملكيّة والنبوءة والحَبريّة.
مشاركة :