أعفى الرئيس السوداني عمر البشير، وزير الصحّة محمد أبوزيد مصطفى، من منصبه إثر الارتفاع في أسعار الأدوية، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسميّة السودانيّة، مشيرة إلى تعيين الخير النور في المنصب بدلاً منه. يأتي ذلك بينما وجهت إحدى مجموعات المجتمع المدني التي كانت نظّمت الكثير من المظاهرات المعارضة للحكومة السودانيّة، أمس (السبت)، دعوة إلى خروج مسيرة جديدة نحو القصر الرئاسي، الأحد، وذلك في إطار موجة من الاحتجاجات ضدّ ارتفاع الأسعار. ويشهد السودان تحرّكات احتجاجيّة منذ 19 ديسمبر (كانون الأول)، عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز. وقال تجمّع المهنيين السودانيين في بيان، «ندعو أنصارنا إلى التجمّع في أربع نقاط مختلفة في الخرطوم قبل السير نحو القصر» الرئاسي. ويضمّ هذا التجمّع أطبّاء ومدرّسين ومهندسين، ونظّم الكثير من المظاهرات المماثلة خلال الأسابيع الفائتة، لكنّ قوات مكافحة الشغب فرّقتها بالغاز المسيل للدموع. وكان البشير طلب الأحد الفائت من الشرطة الامتناع عن استخدام القوّة المفرطة ضدّ المتظاهرين بعد مقتل 19 شخصاً، بينهم عنصران أمنيّان، حسب السلطات السودانية. وانتشرت الشرطة، أمس، في مناطق عدّة من العاصمة الخرطوم. ويواجه الاقتصاد السوداني صعوبات، خصوصاً بسبب النقص في العملات الأجنبيّة وارتفاع نسبة التضخّم، رغم أنّ الولايات المتحدة رفعت في أكتوبر (تشرين الأول) 2017 الحصار الاقتصادي الذي كان مفروضاً على السودان منذ عشرين عاماً. وتراجعت قيمة الجنيه السوداني جرّاء شحّ العملات الأجنبيّة في بنك السودان المركزي، كما بلغت نسبة التضخّم 70 في المائة، في وقت تشهد مدن عدّة نقصاً في إمدادات الخبز والوقود. ويعاني السودان اقتصادياً منذ انفصال جنوب السودان عنه عام 2011، وارتفع معدّل التضخم فيه جرّاء فقدان 70 في المائة من عائدات النفط. من جهة ثانية، أعلنت وزارة التعليم إعادة فتح المدارس في الخرطوم بدءاً من بعد غد (الثلاثاء). وكان قد تمّ إغلاق المدارس وتعليق الدروس منذ 23 ديسمبر (كانون الأول) في العاصمة، بعد أعمال عنف جرت خلال المظاهرات.
مشاركة :