تشهد الألبومات الغنائية أسلوباً مختلفاً في الدعاية يتبعه المنتجون والفنانون، وهو طرح أغان منها منفردة قبل إصدارها. أبرز النجوم الذين لجأوا إلى هذه الوسيلة عمرو دياب الذي استغرق نحو ثلاثة أشهر في إطلاق أغانيه قبل طرحها مجتمعة، واختار الطريقة نفسها كل من محمد منير وآمال ماهر. طرح عمرو دياب غالبية أغاني «كل حياتي» منفردة قبل إصدار الألبوم نفسه، فحققت نجاحاً لافتاً على مواقع التواصل الاجتماعي وحظيت بنسبة استماع كبيرة على «يوتيوب». الأمر نفسه يتكرَّر مع آمال ماهر التي تستعد للعودة إلى الساحة بعد غياب أربع سنوات بألبومها، وهي طرحت ثلاث أغانٍ منه، وغيَّرت توقيت إصداره من 2018 إلى 2019 لتأخر طباعته، كما رجّح البعض. ولجأ محمد منير لأول مرة إلى طرح أغاني ألبومه «وطن» بطريقة منفردة بمعدل أغنية كل أسبوع أو أسبوعين، وهو اعتاد سابقاً إطلاق أغنية يعقبها الألبوم خلال فترة وجيزة، ولكن يبدو أنه قرر هذه المرة اتباع طريقة مختلفة بالدعاية. أما شيرين عبد الوهاب فاستغرقت نحو ثلاثة أشهر أيضاً في طرح ألبومها «نساي»، ولم تحدد موعداً واضحاً لذلك حتى الأسبوع الأخير من إطلاقه، إذ غيرت بعض الأغاني في اللحظات الأخيرة، وهو ما فسرته لاحقاً برغبتها في تقديم عمل جيد تعود به إلى الجمهور بعد غياب. ولجأت شركة «نجوم ريكوردز» إلى ترويج ألبوم محمد حماقي من دون طرح أي أغان منه، خصوصاً أن الأغنية الأولى تصدر تزامناً مع قرب التوزيع في الأسواق بناء على طلب النجم المصري الذي يفضل إطلاق الألبوم لمعرفة انطباعات الجمهور، خصوصاً أنه غائب عن السوق منذ فترة. رأيان قال الموسيقار حلمي بكر إن الدعاية الخاصة بالألبوم لا بد من أن تكون مدروسة فلا تـأتي بحسب أهواء أشخاص، مشيراً إلى أنه لا يجد مشكلة في طرح أغان منفردة ولكن الإعلان عن الألبوم وعدم طرحه في موعد واضح يُعتبر استهانة بالجمهور. وأضاف أن الأغاني المنفردة قد يتضمنها ألبوم فعلاً، وهو ما كان يحدث في الماضي، أي طرح أغنية منفردة من أجل التوثيق ولتبقى في ذاكرة الفنان وألبوماته. ولكن في الوقت الراهن، فإن استغراق وقت طويل في هذه الطريقة من الدعاية أمر غير مبرر سوى برغبة الفنان في الحضور لأطول فترة تحت الأضواء. من جهته، قال أستاذ الإعلان محمد مدكور إن الحملات الدعائية لأي منتج، ومن بينها الألبومات، لا بد من أن تتسم بمدة محددة وأهداف واضحة، بعيداً عن العشوائية، مشيراً إلى أن المشكلة الملحوظة في الحملات الدعائية للألبومات غياب تاريخ الإصدار. وأضاف أن ثمة حالة من العشوائية في التعامل مع الحملات الدعائية ترجع إلى غياب الاستعانة بالخبراء بشكل رئيس في شركات الإنتاج والنظر إلى الدعاية باعتبارها مهمة يسهل أن تقوم بها شركة الإنتاج أو أحد العاملين فيها، لافتاً إلى أن شركات محدودة تتبع أسساً دعائية سليمة وغالبيتها كبرى مثل «روتانا» و«أم بي سي». وأوضح أن طول فترة الدعاية لا يشكل ميزة إيجابية أحياناً بل يكون سلبياً، فضلاً عن أن اختيار الأغاني التي تطرح منفردة يجب أن يراعي التوازن في قوتها لأنها ترفع سقف توقعات الجمهور، وغالبية الألبومات تصدر بأغان محدودة جيدة وأخرى الغرض منها اكتمال العدد المطلوب. من ثم، فإن طرح الأغاني الجيدة قبل الألبوم قد يسبب صدمة للمتابعين عند الاستماع إلى الألبوم كاملاً. ولفت إلى أن من الأفضل في مثل هذه الحالات طرح أغنية أو اثنتين على الأكثر متوسطتي المستوى ليكون للألبوم بريقه لدى الجمهور عند إطلاقه، مؤكداً أن الاعتماد على تصدر الأغاني مواقع التواصل الاجتماعي نظرة قاصرة إلى النجاح.
مشاركة :