الرئيس السوداني عمر البشير يواجه وضعا هو الأوسوأ منذ توليه السلطة الحكومة السودانية تبدو عاجزة عن مواجهة احتجاجات متنامية موالون للبشير يعتزمون تنظيم مسيرات دعم للنظام في إقليم دارفور قوات الأمن تحاصر الجامعيين والمحتجين بالغازات المسيلة للدموع الخرطوم - قال أستاذان جامعيان إن سلطات الأمن السودانية اعتقلت عددا من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الخرطوم اليوم الأحد بعد مشاركتهم في احتجاجات ضد الحكومة تمثل التحدي الأكثر تهديدا لحكم الرئيس عمر البشير. واعتقل عناصر جهاز الأمن والمخابرات الوطني العديد من قادة المعارضة ونشطاء وصحافيين منذ بدء التظاهرات. وجاءت الاعتقالات ضمن موجة جديدة من المظاهرات في الخرطوم وود مدني استجابة لدعوة من تحالف نقابات مهنية بالضغط على البشير للتنحي. وقال شهود، إن قوات الأمن منعت أساتذة بالجامعة ومحاضرين من الخروج للتظاهر خارج الجامعة واعتقلوا ثمانية منهم على الأقل. وهذه هي المرة الأولى التي تشارك فيها أقدم وأعرق المؤسسات التعليمية السودانية في الاحتجاجات التي بدأت الشهر الماضي. وأجبرت السلطات باقي المتظاهرين على العودة إلى المبنى الاجتماعي للجامعة والذي حاصرته قوات الأمن وبداخله نحو 100 من أساتذة الجامعة والمحاضرين لنحو ثلاث ساعات. وطالب محتجون بتنحي البشير بحسب صور نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال شهود إن المئات من الرجال والنساء خرجوا في مسيرات اليوم الأحد من ثلاثة مواقع في العاصمة الخرطوم بهدف الوصول إلى القصر الرئاسي في وسط الخرطوم، لكن قوات الأمن فرقتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت. وتجمعت الأحد مجموعات صغيرة من المحتجين في أحياء في وسط العاصمة بعدما دعت إحدى مجموعات المجتمع المدني إلى مسيرة جديدة نحو القصر الرئاسي. تجدد المظاهرات في عدد من المدن السودانية يضيق الخناق على البشير تجدد المظاهرات في عدد من المدن السودانية يضيق الخناق على البشير لكن شرطة مكافحة الشغب تدخلت سريعا وفرقت المحتجين بإطلاقها القنابل المسيلة للدموع، وفق أحد الشهود. وقال أحد الشهود إن "الشرطة تمنع حتى أي تجمع يضم عشرة أشخاص". وأظهرت فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي متظاهرين يهربون من القنابل المسيلة للدموع التي تطلقها الشرطة. ودعا تجمّع المهنيّين السودانيّين الذي يضمّ أطبّاء ومدرّسين ومهندسين السبت أنصاره إلى التجمّع الأحد من أجل مسيرة نحو القصر الرئاسي "لمطالبة البشير بالتنحي"، علما بأنه نظم العديد من التظاهرات المماثلة خلال الأسابيع الماضية. وبالتزامن مع الاحتجاجات، أعلن وزير العمل السوداني بحر إدريس المتمرد السابق في إقليم دارفور، عن تظاهرة الأربعاء المقبل موالية للحكومة في الساحة الخضراء في الخرطوم. وقال في حديث للصحافيين إن التظاهرة تعبّر عن "خيارات الشعب السوداني في الحوار الوطني ومعالجة الأزمة الحالية". والتظاهرة المقررة الأربعاء هي الأولى الموالية للحكومة منذ انطلاق حركة الاحتجاجات المعارضة لها الشهر الماضي. وذكر شهود أن قوات الأمن فرقت أيضا احتجاجا آخر في ود مدني، ثاني كبرى المدن السودانية باستخدام الغاز المسيل للدموع. وكانت الأعداد المشاركة في احتجاجات اليوم أقل عددا من احتجاجات سابقة. وتمثل هذه الاحتجاجات المتواصلة أكبر حركة معارضة يواجهها البشير منذ توليه السلطة في انقلاب دعمه إسلاميون قبل نحو 30 عاما. ويشهد السودان تحرّكات احتجاجيّة منذ 19 ديسمبر/كانون الأوّل عقب قرار الحكومة رفع سعر الخبز، لكنّها سرعان ما تحوّلت إلى احتجاجات ضدّ الرئيس عمر البشير. وأكدت السلطات أن 19 شخصا قتلوا حتى الآن منذ بدء التحركات، لكنّ منظّمة العفو الدولية أحصت حتى الآن مقتل 37 متظاهرا برصاص قوات الأمن السودانية، فيما دعت الأمم المتحدة إلى تحقيق مستقلّ في التطورات. ويعاني السودان اقتصاديا منذ انفصال جنوب السودان عنه العام 2011 وارتفع معدّل التضخم فيه جرّاء فقدان 70 بالمئة من عائدات النفط. وتشهد العديد من المدن نقصا في الخبز والوقود. كما أثر نقص العملات الأجنبية في استيراد بعض الأدوية.
مشاركة :