أحمد خليل: النقطة ليست سيئة.. وسنعود أقوى

  • 1/7/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: علي نجم لم تكن بداية منتخب الإمارات الوطني في مستهل مشاركته في نهائيات كأس آسيا 2019 إيجابية، أو حتى بالشكل المأمول، بعدما خرج «الأبيض» بتعادل مع نظيره البحريني 1-1، ليخسر منتخبنا أول نقطتين في مشواره ضمن دور المجموعات.وجاء التعادل بركلة جزاء نفذها البديل أحمد خليل بمثابة «الترياق»، وخاصة أنها الركلة التي أسهمت في إبعاد شبح الخسارة عن المنتخب في مستهل رحلته في المسابقة القارية.وأثبتت المباراة الأولى في البطولة صدق بعض المخاوف التي كانت تحوم حول «الأبيض» قبل صافرة البداية، بعدما رسم الكثيرون علامات الاستفهام حول مدى قدرة كتيبة المدرب الإيطالي ألبرتو زاكيروني على الظهور بالصورة المشرفة والمأمولة منه في هذا العرس الآسيوي الكبير.اعترف أحمد خليل مهاجم منتخبنا بأنه كان من الضروري ألا نخسر هذه المباراة، وبالتالي فإن عودتنا بالنتيجة أمر جيد.. الشيء المهم الآن هو أن نبدأ التفكير في المباراة المقبلة أمام الهند، حيث يجب أن نحصل على النقاط الثلاث.وأضاف: لم يكن هناك ضغط علينا، ولكن هذه هي المباراة الأولى، وهذه هي كرة القدم، حيث أحياناً لا تلعب بصورة جيدة وتحقق الفوز، رغم ذلك يجب أن تقدم أقصى ما بوسعك وتقاتل وتعمل أكثر، وهذا ما قمنا به من أجل العودة بالنتيجة، ويمكن أن نقوم به في المباراة المقبلة، وبعون الله سنعود أقوى. وكشف اللاعب: لم أكن أشعر بأي ضغط عند تنفيذ ضربة الجزاء، لأن هذه التسديدة لم تكن لي فقط، بل كانت للفريق بأكمله، فقد لعب أفراد الفريق دورهم في الحصول على ضربة الجزاء، من أجل الحصول على أي نقطة من المباراة.وتابع: يجب أن نعمل أكثر لأنه أحياناً يكون من الصعب التسجيل أو الحصول على نقاط في المباراة، ولكن الشيء الجيد هو أن ضربة الجزاء جاءت في وقت جيد وتمكنا من العودة، ويجب أن نواصل ونعمل أكثر. وبرهن منتخبنا بعد المباراة الأولى، أنه لم يصل إلى الفورمة والجاهزية التي تساعده على منافسة كبار آسيا، لو قدم في المباريات التالية تلك الصورة التي ظهر عليها أمام المنتخب الأحمر.العديد من المراقبين والنقاد أجمع قبل بداية البطولة، على أن خيارات المدرب كانت الأفضل، وأن الاختبار يتمثل في كيفية توظيف تلك العناصر بما يساعدهم على تقديم كل ما لديهم في هذا الاستحقاق الكبير.التشكيل الأساسي الذي زج به المدرب الإيطالي كان منطقيا، قياسا إلى ما يمتلك من عناصر، وإن كانت المفاجأة بإشراك الحسن صالح ظهير أيسر الشارقة منذ البداية، وهو التغيير الوحيد الذي توقف عنده بعض المراقبين. تواجد خالد عيسى أساسيا كان منطقيا جدا وواقعيا ولا غبار عليه، خاصة مع المستوى الرائع للحارس الذي ذاد عن عرين «الزعيم» ببسالة سواء في الدوري المحلي، وفي مونديال الأندية الأخير، حين لعب خالد دورا مميزا في الدفاع عن عرين منتخبنا وأسهم في إبعاد المحاولات التي صنعها المنافس، قبل أن يمنى مرماه بهدف من خطأ مشترك بينه وبين المدافعين.وشهد خط الدفاع الذي تكون من أربعة لاعبين، مفاجأة كبيرة من خلال الزج بالظهير الأيسر الحسن صالح أساسيا، بعدما كان خارج القائمة التي تم استدعاؤها للبطولة قبل أقل من أسبوعين، ولم يعد إلى صفوف المنتخب إلا بعد قرار استبعاد محمود خميس لأسباب انضباطية، ليكون الحسن أساسيا، وليحتفظ المدرب بخيار وليد عباس على دكة البدلاء.وقد يكون خيار المدرب نابعا من قناعة بتميز الحسن بالسرعة التي يتفوق بها على وليد عباس، بينما وضع ثقته بإشراك فارس جمعة في محور الدفاع إلى جانب خليفة مبارك لتعويض غياب إسماعيل أحمد الذي لم ينخرط في التدريبات مع الفريق إلا في اليومين الأخيرين اللذين سبقا بداية المسابقة، وتكفل بندر الأحبابي بالجانب الأيمن فنجح دفاعيا وفشل هجوميا.ولعب المدرب الإيطالي بثلاثي في وسط الميدان، من أجل التحكم في المجريات، وهو أسلوب قد يعاب على المدرب، لكنه قد يكون «الأمثل» من أجل تأمين الدعم لرباعي الدفاع، ولإيجاد المساندة الهجومية، وإن كان الأداء لم يكن على الشكل المتوقع، خاصة من عامر عبد الرحمن الذي افتقد الفريق لمساته الساحرة وتمريراته التي قام ببعضها دون أن تجد من يترجمها أو يتابعها بالشكل الأمثل.عقم هجوميوواصل منتخبنا رحلته مع «لعنة» إهدار الفرص، وهي المشكلة التي يبدو أنه لم يجد سبيلا للتخلص منها، لا سيما مع الرعونة التي وضحت على إسماعيل الحمادي وعلي مبخوت في الدقائق العشر الأولى حين أهدرا فرصتين من النوع الذي لا يهدر، وهي الكرات التي لو عرفت أي واحدة منها طريقها إلى الشباك، لربما كان في المباراة كلام آخر.ولم يفلح خلفان مبارك «نجم» دوري الخليج العربي في المهارة والاستعراض وصناعة الخطر، بتقديم المستوى المأمول منه، حتى وصل البعض إلى وصف اللاعب بأنه لاعب «دوري» وليس لاعبا «دوليا».ولا شك أن الحكم على خلفان مبارك في 90 دقيقة، قد يكون ظالما، بالنسبة لضغوط المباراة الافتتاحية، وحساسيتها في مسابقة قارية، دون إغفال جانب مهم، بأن اللاعب خاض أول مباراة رسمية دولية له مع المنتخب، بعدما تغيب عن التجمعات السابقة بسبب لعنة الإصابة التي طاردته في كل تجمع سابق، مما فوت على اللاعب فرصة كسب الخبرات الدولية التي كان بأمسّ الحاجة إليها في مباراة أمس الأول.وأسهمت تغييرات المدرب الإيطالي التي قام بها في الشوط الثاني، حين دفع بكل من سيف راشد محمد عبد الرحمن بدلاً من خلفان مبارك وعامر عبد الرحمن بعد 10 دقائق على بداية الشوط الثاني في إعادة تحريك محركات منتخبنا الوطني، خاصة على المستوى الهجومي، ليتكفل الأول بإشعال الجانب الأيمن، بعدما كانت كل محاولات الشوط الأول جاءت من الجانب الأيسر الذي شغله إسماعيل الحمادي.وأربك سيف راشد الدفاع الأحمر بالاختراق والسرعة والتحرك مع وبدون كرة، كما عكس كرة عرضية على طبق من ذهب إلى مبخوت، لكن الأخير لم يوفق في ترجمتها إلى هدف التقدم حين مرت تسديدته بجوار القائم الأيمن للحارس البحريني.وتسبب الهدف البحريني في تغيير قرار زاكيروني بالتغيير الثالث، ففي الوقت الذي كان سيزج به بالمخضرم إسماعيل مطر، وجد نفسه أمام الامتحان الصعب، حيث راهن على قدرات أحمد خليل الذي وفق في ترجمة ركلة الجزاء التي سجل منها هدف التعادل، ليبعد عن منتخبنا الوطني شبح الخسارة في ضربة البداية القارية.وكان هدف أحمد خليل أفضل هدية للاعب الذي عانى كثيرا من الابتعاد عن المباريات بسبب الإصابة، كما شكل فرصة سعيدة للاعب الذي دخل نادي المئة على صعيد عدد المباريات الدولية.لا شك أن نتيجة التعادل لم تكن تتطابق مع الطموحات الكبيرة التي عقدت على المنتخب، ولا شك أيضا أن الكل كان يأمل بالفوز ونيل النقاط الثلاث، لكن الثابت الآن، أن على المدير الفني إعادة الحسابات وتقييم وضعية اللاعبين عن كثب، حتى يتسنى له علاج السلبيات التي وضحت في هذه المباراة، ولعل أكثرها تأثيراً العقم الهجومي، وهي المشكلة التي وضحت منذ بداية رحلة المدرب الإيطالي مع الأبيض.العقم التهديفي، لم يقتصر على المباريات الودية وحسب، بل إن حصاد المنتخب طوال حقبة المدرب الإيطالي التي وصلت إلى 19 مباراة مع لقاء أمس الأول، على المستويين الودي والرسمي، لم تشهد سوى تسجيل 11 هدفا، كان 3 أهداف منها في شباك لاوس، وهدفان في مرمى اليمن ودياً.أما عند النظر إلى الجانب الممتلئ من الكوب، فقد يكون منتخبنا قد تجاوز قطوع ضربة البداية وحساسية وضغوط مباراة الافتتاح دون خسارة، مما قد يريح ويقلص حجم الصعوبات التي كانت على عاتق اللاعبين، لكن اللاعبين أنفسهم من باتت اليوم الكرة في ملعبهم ومعهم الجهاز الفني ومن خلفهم الكادر الإداري من أجل الظهور بصورة أفضل وأكثر توهجاً في المباراتين القادمتين.

مشاركة :