عرض القضاء الياباني على الرئيس السابق لمجموعة «رينو نيسان» كارلوس غصن الموقوف في هذا البلد على خلفية شبهات باستغلال الثقة، إطلاق سراحه «بشرط واحد» هو التوقيع على اعترافات مكتوبة باللغة اليابانية لا يفهمها، على ما صرح ابنه لصحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية الصادرة أمس الأحد. وأكد أنطوني غصن أن والده «مستعد للدفاع عن نفسه بقوة» لدى مثوله أمام محكمة في طوكيو غداً الثلاثاء المقبل، مشيراً إلى أن «الشرط الوحيد لخروجه هو اعتراف»، وتابع أن «المفارقة أن الاعتراف الذي يطلبون منه توقيعه مكتوب باللغة اليابانية حصراً»وهو «لا يتكلم هذه اللغة». وقال إنه منذ توقيفه بإمكانه «إمّا أن يقول للمدعي العام إنه ينقض ما يؤخذ عليه، أو على عكس ذلك الاعتراف ويتمّ الإفراج عنه»مشيراً إلى أنه «منذ سبعة أسابيع، كان قراره واضحاً»، وأضاف الشاب البالغ من العمر 24 عاماً في أول تصريحات صحفية يدلي بها «لم أتلقّ أخباراً مباشرة منه، تردني أخباره من محاميه اليابانيين، إنه بحال جيدة، وهو جاهز للدفاع عن نفسه بقوة، ويركز اهتمامه على هدف الرد على الاتهامات الموجهة إليه. وهو خصوصاً هادئ جداً». وتجري السلطات اليابانية ثلاثة تحقيقات منفصلة بشأن نجم عالم صناعة السيارات الفرنسي البرازيلي اللبناني الأصل، تشمل ارتكابه تجاوزات مالية خلال توليه رئاسة «نيسان». من جهته، شدد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أمس الأحد على أن المدير العام لشركة رينو كارلوس غصن لا يزال يتمتع بقرينة البراءة، إلا أنه طلب من الشركة إيضاحات بشأن المخصصات المالية لكبار مديرييها. وكرر الوزير القول خلال استضافته في برنامج «لو غران روندي فو» أمس على إذاعة «أوروبا-1»، «أنا لا أملك عناصر تتيح لي طلب إقالة كارلوس غصن» من رئاسة مجموعة رينو الفرنسية. وتابع لومير «إن موقف الدولة ثابت منذ البداية، هناك قرينة براءة»، وهي مبدأ «لا يمكن التفاوض بشأنه» في بلد ديمقراطي. وأضاف الوزير الفرنسي «لقد تم إنشاء آلية إدارية، وهي تعمل، وفي حال طال غياب كارلوس غصن، سنتصرف على هذا الأساس، لكننا لم نصل إلى هذا الوضع بعد». وشرح وزير الاقتصاد أيضاً إنه طلب إيضاحات من شركة رينو بشأن مخصصات بعض المديرين الكبار، بعد التساؤلات التي طرحتها النقابة الفرنسية، الكونفدرالية العامة للشغل «سي جي تي». وتابع لومير «لقد كتبت إلى إدارة رينو طالباً كل المعلومات وبشفافية حول هذه المخصصات، موضحاً أنه وجه هذه الرسالة الجمعة عبر ممثل الدولة في مجلس إدارة رينو، مارتان فيال، وأضاف: «أريد أن أعرف لمن منحت هذه المخصصات، وما إذا كان تم التصريح عنها للمساهمين». (وكالات)