لم تقف الإعاقة حائلًا أمام حسن الزهراني ليحقّق حلمه بالغوص في أعماق البحار، متحديًّا كل الظروف الصعبة ليحصل على رخصة دولية للغوص. فقبل 27 عامًا، أصيب الزهراني -الذي يعمل حاليًّا في الخطوط السعودية- بشلل نصفي إثر حادث مروري تعرّض له، لكنّه استمرّ في التدريب لفترات طويلة حتى أصبح لائقًا رغم الإعاقة لكشف أسرار الموج الأزرق. ويحكي الزهراني (40 عامًا) تجربته في حديثٍ لفضائية "العربية"، قائلًا إنّه مرَّ بعدة مراحل في التدريب مع صديقه خالد الدهلوي المتخصص في تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة عالميًّا، موضحًا أنّه كان يعاني للوصول إلى الساحل لانعدام الطرق الميسرة بالكرسي المتحرك، ثمّ تعلّم الاعتماد على نفسه بارتداء ملابس الغوص وبقية المعدات من عبوة الأكسجين وحمالات والانطلاق في البحر وذلك رغم الإعاقة. ويؤكد الشاب السعودي أنّ الكرسي المتحرك ليس عائقًا، يشدّد على أنّ كل شخص بإمكانه هزيمة إعاقته إذا ما امتلك العزيمة اللازمة لذلك، موضحًا أنّه بعد رخصة الغوص العالمية سيحرص على دعم من حوله من ذوي الاحتياجات الخاصة ليعيشوا هذه التجربة (الغوص). يُشار إلى أنّ الدهلوي (صديق الزهراني) كان أصبح في عام 2017 أول مدرب غوص لذوي الاحتياجات الخاصة في الشرق الأوسط. وأصيب الدهلوي في 2014 بوعكة صحية؛ حيث اكتشف الأطباء كيسًا في طحاله، ما تطلب عملية استئصال، لكن تعقدت حالته بحدوث ثقب في المعدة والحجاب الحاجز خلال العملية، وسرعان ما انتقلت سوائل وبكتيريا المعدة إلى رئته اليسرى، ما عطل عملها. وبعد خضوعه لعمليات جراحية مختلفة، تأثرت حالته الصحية، إذ انخفض وزنه بشدة وفقد القدرة على الحركة بمفرده، لكن بعد أقل من عام على رجوعه إلى أنشطته المعتادة في السعودية بتشجيع من الأطباء، عانى من فتاق آخر، ورغم تخوف الأطباء من إجراء عملية أخرى، أُدهشوا بسهولة إصلاح الضرر الذي أصاب رئته. وبعد إعاقته، انطلق الدهلوي في رحلة في عالم الغوص، فقرر تطوير مهاراته من أجل كسر حاجز الخوف الذي نشأ لديه؛ بسبب كثرة العمليات التي خضع لها، حتى أصبح مُدربًا لمتحدي الإعاقة.
مشاركة :