استقبل القساوسة والرهبان في كنيسة العذراء وأبي سيفين بمدينة نصر (شرق القاهرة) الشيخ سعد عسكر، مؤذن مسجد ضياء الحق المجاور لهم, استقبالا يليق ببطل حقيقي، إذ تمكن بشجاعته وسرعة تصرفه من إنقاذ أرواح عشرات المصلين في المسجد والكنيسة المتجاورين، فقد أبلغ الشرطة عن حقيبة بها أجسام غريبة تركها مجهول فوق سطح المسجد وهرب، ولم يكتف المؤذن الشجاع بهذا فقط، بل طلب إخلاء المسجد فورا، كما أسرع إلى رجال الشرطة الذين كانوا يحرسون الكنيسة قبل ليلة واحدة من قداس عيد الميلاد وطالبهم بإخلاء الكنيسة لأن هناك خطرا عليهم. وقال المؤذن: كنا في حذر منذ ليلة رأس السنة، متخوفين من أي شيء ربما يحدث لقرب الكنيسة من المسجد، لذلك دائما منتبهين لدخول أي شخص غريب، وما توقعناه وجدناه. وقال المؤذن إن عددا من الطلاب يسكنون أعلى المسجد أبلغوه بصعود شخص, يحمل حقيبة سوداء بها جسم غريب, إلى الأعلى، وضعها ثم فر هاربا، فصعد معهم إلى الأعلى ليتبين وجود أجسام غريبة، فشك على الفور في أنها قنابل، وفي لحظات كان قد أمر الجميع بإخلاء المسجد، وذهب إلى أفراد الأمن الذين يحرسون كنيسة العذراء وأبي سيفين، التي تبعد عن المسجد أربعة أمتار تقريبا وأبلغهم بالأمر وقاموا بإخلاء الكنيسة أيضًا. وعلى الفور حضرت قوات الأمن وعند فحص العبوات انفجرت إحداها في الرائد مصطفى عبيد من إدارة المفرقعات، لتسفر عن استشهاده في الحال، وتم إبطال باقي المفرقعات. وأكد شهود العيان أن الخسائر كان من الممكن أن تصبح فادحة، لكن شجاعة المؤذن وطلبه في الميكروفون بإخلاء المسجد والكنيسة حال دون ذلك. وروى أحد خُدام الكنيسة إنه في الساعة السادسة والربع مساء أخبرهم أمن الكنيسة أن إمام مسجد ضياء الحق المُقابل للكنيسة مباشرة أبلغ الشرطة باشتباهه في وجود أجسام غريبة قُرب المسجد، والساكنين جوار الكنيسة قالوا إنها 3 قنابل مزروعة على مقربة من الجامع. وقال إن الشيخ سعد جرى في الشارع خلف 3 شباب، وهو يقول الحقوهم امسكوهم، الناس كلها تغادر من الكنيسة، وصاح «أخلوا الشارع هناك قنبلة» والحمد لله قدّر وتم إنقاذ المنطقة كلها بمسلميها ومسيحييها من كارثة.وتواصل سلطات الأمن المصرية البحث عن الإرهابي، الذي حمل حقيبة المفرقعات وصعد بها الى فوق المسجد، حيث ظهرت ملامحه واضحة في فيلم فيديو التقطته كاميرا أمنية في الموقع.وجاء هذا الحادث قبل يوم من احتفال الأقباط المصريين بعيد الميلاد في 7 يناير، حيث تشهد جميع الكنائس المصرية هذا العام تشديدات أمنية مكثفة.
مشاركة :