- نتعامل يومياً مع 62 حادثاً.. و"الدفايات" والبخور والتوصيلات "الرديئة" و"المسابح" وفرامات اللحم من أكبر المشاكل. - النوافذ والشرفات وسيلة "هروب" وإنقاذ للمحتجزين من الحرائق والأدخنة، ولا نؤيد وضع الشبك الحديدي. - المجازفة وعبور الأودية في الأمطار والسيول الغزيرة "خفت" كثيراً.. ومواقع التواصل ساهمت في نشر الوعي. - ننسق مع "التعليم" لرصد مخالفات المدارس الحكومية والخاصة ولا نصرح لأي مدرسة إلا بشروط محددة. - أغلب حوادث الاحتراق وتفحم الجثث سببها "زيت القلي" ولا بد من وجود طفاية وبطانية الحريق وكاشف الدخان في كل بيت. - نحلل أسباب حوادث "العبث" بالمصاعد المحلية والمستوردة في العمارات ونطبق العقوبات على الشركات المتلاعبة. - سنوياً فِرَق الدفاع المدني تدعم بأحدث المعدات والتجهيزات والدورات التدريبية للضباط والأفراد في أمريكا وأستراليا وأوروبا. ـ يقلقنا تزايد الحوادث المنزلية التي تشكل 30% من مجموع الحالات التي نباشرها ونعول على التوعية الإعلامية. - إهمال "الخادمات" وارتفاع الحرارة والتماسّات الكهربائية وعبث الأطفال و"الاحتجاز" تتزايد في الإجازة المدرسية. أجرى الحوار/ شقران الرشيدي: يقول مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان العمرو: إن الأمطار والسيول الغزيرة تشكل خطراً يهدد حياة المواطن والمقيم والممتلكات؛ مما يجعلنا نقوم بنشر التحذيرات عبر كافة وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي لأخذ الحيطة والحذر وعدم المجازفة ودخول المناطق المنخفضة أوعبور الأودية أثناء جريانها. وقال: "نحن سعداء بالارتفاع الملموس في مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع". وأكد في حواره مع "سبق" أن الإحصاءات تؤكد أن إجمالي حوادث فصل الصيف أكثر من حوداث الشتاء؛ حيث وصلت حوادث الإطفاء والإنقاذ التي تعاملت معها فِرَق الدفاع المدني في صيف العام الماضي إلى (22518) حادثاً بمعدل (62) حادثاً يومياً؛ بينما في شتاء نفس العام وصلت إلى (18514) بمعدل (51) حادثاً يومياً؛ مرجعاً ذلك إلى عدة عوامل منها ارتفاع الحرارة، والتماسّات الكهربائية، وزيادة حالات الاحتجاز في الإجازة المدرسية بسبب عبث الأطفال. وأوضح أن سبب زيادة حوادث المصاعد المحلية أو المستوردة داخل المباني السكنية والتجارية يعود لعدم اتباع الأصول الفنية والهندسية للتركيب، وعدم إجراء الصيانة الدورية، إضافة لسوء الاستخدام والعبث، وأن المديرية العامة للدفاع المدني تعمل بشكل مستمر على تحليل حوادث المصاعد، ومعرفة مسبباتها، والعمل على معالجتها بالتعاون مع الجهات المعنية، وتشدد العقوبات على الشركات المتلاعبة. ويتناول الحوار عدداً من المحاور المهمة حول عمليات الإطفاء والإنقاذ وجديد فِرَق الدفاع المدني بشكل عام.. فإلى التفاصيل. ** ما هي أبرز مهام الدفاع المدني "الوقائية" في الحفاظ على سلامة مرافق الوطن، والمواطنين، والمقيمين؟ من أهم أعمال المديرية العامة للدفاع المدني، العمل الوقائي (الاستباقي)؛ لمنع وقوع الحوادث؛ وذلك من خلال المساهمة في سَن التشريعات واللوائح الهادفة إلى تحقيق السلامة والوقاية من الحريق لحماية الإنسان، والممتلكات العامة والخاصة، وتطبيق ما يخصها في هذا المجال؛ لكون السلامة مطلباً وهدفاً يلزم تطبيقه من جميع الجهات العامة والخاصة وكذلك الأفراد؛ للحيلولة في منع وقوع الخطر، وتقليل الخسائر؛ ومن هنا فإن المديرية ساهمت بشكل فاعل في كود البناء السعودي الذي تم تدشينة في الآونة الأخيرة فيما يخص الجزء الخاص بالوقاية من الحريق، وسيكون مرجعاً أساسياً لجميع العاملين بالدفاع المدني وبقية الجهات الأخرى لتطبيق شروطه ومعاييره على جميع المنشآت العامة والخاصة، وللمديرية العامة للدفاع المدني سجل حافل وخبرة واسعة في تطبيق معايير، ومتطلبات السلامة في المنشآت والمرافق العامة، وتتابع كل المستجدات والمتغيرات من مصانع وشبكات طرق ومنشآت بغرض تطبيق أنظمة إجراءات السلامة. وقد استطاعت خلال السنوات القليلية الماضية نشر ثقافة السلامة لدى جميع الجهات، وكذلك لدى المجتمع؛ بحيث إن متطلبات وتدابير السلامة أصبحت ثقافة ولله الحمد لدى الجميع. ** تشكل الأمطار والسيول والفيضانات الموسمية خطراً كبيراً يهدد حياة المواطنين والمقيمين، وبرغم التحذيرات نجد في كل عام حوادث غرق وفقدان في عبور السيول.. كيف يمكن تحقيق التوعية بشكل أكبر والحد من ذلك؟ لا شك أن الأمطار والسيول الغزيرة تشكل خطراً يهدد حياة الإنسان وممتلكاته؛ مما يجعلنا نقوم بتحذيرات عبر كافة وسائل الإعلام (المقروءة، والمسموعة، والمرئية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونقوم بحثّ جميع المواطنين والمقيمين على أخذ الحيطة والحذر عند هطول الأمطار والسيول، وعدم المجازفة ودخول المناطق المنخفضة أو عبور الأودية أثناء جريانها. ونعول كثيراً على تفاعل المجتمع بكافة مكوناته مع رسائلنا الإعلامية والتوعوية، ونحن سعداء بالارتفاع الملموس في مستوى الوعي لدى المجتمع ونثمن الأدوار التوعوية التي يقومون بها في هذا الجانب، وبالذات ما يقوم بها عدد كبير من أصحاب الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما كان له الأثر في انتشار الوعي بهذا الخصوص. ** أيهما أكثر؟ الحوداث التي تباشرها فِرَق الدفاع المدني في فصل الشتاء أم في فصل الصيف؟ ولماذا؟ في الغالب تكون حوادث فصل الصيف أكثر من حوداث فصل الشتاء. ففي إحصائية حوادث عام 1439هـ، وصلت حوادث الإطفاء والإنقاذ التي تعامل معها الدفاع المدني في فصل الصيف إلى (22518) حادثاً بمعدل (62) حادثاً في اليوم تقريباً؛ بينما وصلت حوادث الإطفاء والإنقاذ التي تعامل معها الدفاع المدني في فصل الشتاء لعام 1439هـ إلى (18514) بمعدل (51) حادثاً في اليوم تقريباً، وهذا يؤكد أن ارتفاع معدلات الحرارة بفصل الصيف يساهم في ارتفاع معدل حوادث الحريق؛ فمن خلال الإحصاءات نلاحظ أن هناك زيادة في الحوداث التي تعامل معها الدفاع المدني في فصل الصيف لعام 1439هـ بنسبة (22%) تقريباً عنها، كما لوحظ أن التماسّات الكهربائية تأخذ حيزاً كبيراً من مسببات الحريق، ومن الأسباب المهمة كذلك الإجازة الدراسية التي تتخلل فصل الصيف؛ حيث لاحظنا زيادة في حوادث الاحتجاز التي كان سببها عبث الأطفال، ونحن نرصد ونحلل أسباب الحوادث ونضع لها الخطط الإعلامية لتقليل حدوثها وآثارها إن وقعت. ** وهل تقلقكم الحوادث التي تقع في المنازل من وفيات وتفحم واحتراق بزيت القلي وغيرها؟ يباشر الدفاع المدني الكثير من الحوادث، ومن ضمنها الحوادث المنزلية التي تشكل ما نسبته 30% من مجموع تلك الحوادث؛ وهذا يشكل نسبة عالية، وهو بلا شك أمر مقلق جداً بالنسبة لنا، ويجعلنا نبحث بشكل جدي ومستمر عن مسببات تلك الحوادث ووضع الحلول المناسبة لها، وندعو عبر كافة رسائلنا الإعلامية لتوفر الوسائل المساعدة التي تعتبر خط الدفاع الأول؛ مثل وجود طفاية حريق، وكاشف الدخان، وبطانية حريق، وكاشف تسربات الغاز البترولي المسال لمواجهة بعض المخاطر المحتملة في المنزل. ** وهل لإهمال طفايات الحريق وأجهزة كاشف الدخان وعدم صيانة السخانات وتحميل التوصيلات الكهربائية، دورٌ في حدوث وفيات داخل المنازل؟ بالتأكيد إن ما تطرقت إليه سواء كان إهمال أو جهل بأهمية؛ فإنه في نظرنا يرقى لأسباب قد تؤدي لحدوث الوفاة عند وقوع الخطر. فتوفر طفاية الحريق قد يمنع تطور الحريق في بدايته، ووجود كاشف الدخان سوف ينبه قاطني المنزل عند استشعاره للحريق؛ خصوصاً عند نومهم؛ فسوف يتمكنون من الاستيقاظ والهروب إلى مكان آمن قبل انتشار الدخان في المنزل، كذلك سخانات المياه عندما لا يتم صيانتها بشكل دوري وتحميل التوصيلات الكهربائية الرديئة؛ فإنها تكون سبباً في وقوع الحريق؛ وبالتالي وقوع ضحايا وإصابات لمستخدميها، وسجلاتنا مليئة بالحوادث التي باشرناها؛ فمعظمها ناتجة عن عدم توفر متطلبات السلامة الوقائية بالمنازل، ونحن لا نؤيد وجود الشبك الحديدي على النوافذ والشرفات؛ نظراً لكونه عائقاً يؤخر عمليات الإنقاذ والإطفاء؛ خصوصاً انها يمكن أن تكون الوسيلة الوحيدة لهروب سكان المنزل من الحريق أو الدخان المصاحب له، إلى جانب أنه يسهل إنقاذ المحتجزين في الدقائق الأولى عند عدم وجود سياج حديدي على النوافذ. ** كيف يمكن الإفادة من كل الوسائل الإلكترونية المتاحة لإيصال رسائل التوعية الوقائية والرسائل التحذيرية والإرشادية لكل مواطن ومقيم؟ تعد المديرية العامة للدفاع المدني من أول القطاعات التي عمدت إلى الاستفادة من الإعلام الرقمي؛ حيث تم إنشاء أول حساب (تويتر) لها على مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2012م؛ حتى أضحى لديها اليوم -بفضل الله- ست منصات على مواقع التواصل الاجتماعي تبث رسائلها التوعوية من خلال طيف متعدد ومتجدد من القوالب التي تتواءم مع طبيعة الإعلام الرقمي وجماهيره مثل (إنفوجرافيك، موشن جرافيك، بروموهات)، إضافة إلى الإفادة منها في خلق علاقة تواصلية مثالية مع جماهير القطاع تتبنى أفكارهم ومقترحاتهم، والتفاعل معهم عبر عدد من التطبيقات (خدمة سلامتي) للبلاغات عن المخالفات (وخدمة فزعة) لبلاغات عن الحوادث وبالذات لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد حصلت المديرية العامة للدفاع المدني على عدد من الجوائز المحلية والإقليمية. ** ما هي أهم الآليات والمعدات التي تستخدمها فِرَق الدفاع المدني؟ وما هي برامج تدريب قواها البشرية؟ تسعى المديرية العامة للدفاع المدني من خلال إدارة متخصصة إلى التواصل والاتصال مع الأسواق العالمية والمعارض؛ للاطلاع على أحدث الآليات والتجهيزات الفنية، والعمل على تأمينها وفق ما تتطلبه الحوادث التي يواجهها رجال الدفاع المدني بجميع التجهيزات والآليات الأحدث، وكل عام بفضل الله ثم بالدعم اللا محدود من القيادة الرشيدة؛ تدخل الخدمة آليات وتجهيزات جديدة.. أما ما يخص الدورات للقوى البشرية؛ فتم رسم برنامج تدريبي إلزامي محدد يتم من خلاله تحديد الاحتياج التدريبي لمنسوبي الجهاز من ضباط وأفراد منذ التحاقهم بالعمل، ويشمل المسار جميع التخصصات والمستويات الوظيفية، وينفذ من قِبَل معهد الدفاع المدني، ومراكز تدريب الدفاع المدني بالمناطق، وعلى المستوى الدولي تم عقد برامج تدريبية وأكاديمية متخصصة في أعمال الدفاع المدني في بعض الدول المتقدمة كبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا وإيطاليا وبعض الدول العربية. ** تكثر حوادث المصاعد داخل المباني السكنية والتجارية، كيف يمكن الوقاية والحد منها؟ وهل تحتاج إلى صيانة مستمرة للحد من التلاعب فيها؟ إن من الأمور الرئيسية المسببة للحوادث في المصاعد؛ عدم اتباع الأصول الفنية والهندسية للتركيب، وعدم إجراء الصيانة الدورية للمصعد، ويمثل سوء الاستخدام والعبث نسبة عالية في وقوع هذه الحوادث. والمديرية العامة للدفاع المدني تعمل بشكل مستمر على تحليل حوادث المصاعد، ومعرفة مسبباتها والعمل على معالجتها بالتعاون مع الجهات المعنية؛ فعلى سبيل المثال يشارك المختصون في المديرية العامة للدفاع المدني في بعض اللجان الفنية بالهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة؛ لإعداد بعض المواصفات القياسية السعودية في مجال المصاعد، والتي تسهم في رفع جودة المصاعد سواء المستورد منها أو المصنّع محلياً، ومما لا شك فيه أن هناك جهوداً تُبذل من الجهات الحكومية الرقابية المعنية؛ لضمان عدم دخول المصاعد أو أي من أجزائها إلى الأسواق المحلية؛ ما لم تكن مطابقة للمواصفات القياسية السعودية أو العالمية المعتمدة، وكذلك الحال بالنسبة للمصنّع محلياً؛ وهذا بدوره يسهم في القضاء على المصاعد ذات الجودة المتدنية، ومن ضمن متطلبات السلامة وجود عقد صيانة سارٍ من إحدى الشركات المعتمدة، ونقوم بتقييم عمل هذه الشركات، ووضع قوائم لتلك الشركات على موقع المديرية العامة للدفاع المدني على الإنترنت، أما ما يتعلق بضمان سلامة التركيب؛ فإن المديرية العامة للدفاع المدني قد أصدرت في وقت سابق لائحة تنظيم ممارسة الأنشطة الهندسية والفنية والمقاولات المتعلقة بالوقاية والحماية من الحريق، ولكون الممارسات الخاطئة عند استخدام هذه الوسيلة مسبباً رئيسياً في وقوع بعض الحوادث كالاحتجازات أو الهبوط عن المستوى بسبب التحميل الزائد؛ فإن المديرية العامة للدفاع المدني تقوم ببث العديد من الرسائل التوعوية من خلال حسابات المديرية في مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال اللقاءات التلفزيونية والإذاعية أو من خلال إقامة ورش العمل والملتقيات أو من خلال المعارض أو اليوم العالمي للدفاع المدني؛ لإيضاح المخاطر المحتملة التي قد تنتج عن الاستخدام الخاطئ للمصاعد، وكيفية التصرف، وجعل المصعد وسيلة آمنة، إلى جانب تطبيق العقوبات على الشركات المخالفة والتي لا تلتزم بتطبيق معايير واشتراطات السلامة. ** كيف يمكن رصد المخالفات في المدارس الحكومية والأهلية للحد من الحوادث؟ سعت المديرية العامة للدفاع المدني -بالتعاون مع وزارة التعليم- إلى إيجاد إدارة عامة للأمن والسلامة بالوزارة وفروعها بالمناطق أُوكِل لها المتابعة، والتأكد من اكتمال كافة اشتراطات السلامة الوقائية بالمدارس، والدفاع المدني لا يصرح لأي مدرسة ما لم تكن متوفرة فيها تلك الاشتراطات والمتطلبات. ** ما هي أغلب حوادث الأطفال في المنازل والتي تحذورن منها؟ أغلب حوادث الأطفال التي يحذر منها الدفاع المدني هي حوادث الحريق بسبب عبث الأطفال، بالإضافة إلى حوادث المسابح، والتحميل الزائد على الوصلات الكهربائية، والأدوات الحادة في المطبخ إلى جانب حوادث فرامات اللحم، والتي تترك من قِبَل الخادمات المنزلية وبعض ربات المنازل، مفتوحة وموصلة للتيار الكهربائي؛ مما يجعلها عُرضة لعبث الأطفال، ويتسبب قي وقوع حوادث مؤلمة لهم.. وحيث إن حوادث الأطفال تحظى باهتمام عالمي؛ فإن شعار اليوم العالمي للدفاع المدني لهذا العام هو (سلامة الأطفال.. غايتنا) وسوف يصاحبة طيف كبير من البرامج والفعاليات التثقيفية. ** ما هي أبرز الحوادث التي تواجهكم في موسم الشتاء؟ هناك العديد من المخاطر في فصل الشتاء؛ لكن من أبرزها: وسائل التدفئة المختلفة كالدفاية الكهربائية رديئة الصنع، ووضع التوصيلات تحت سجاد وأثاث المنزل، ووضع المدفأة في الممرات داخل المنزل وخاصة بالقرب من الأثاث وتركها عند الأطفال لوحدهم، واستخدامها كأداة للاشتعال أو التسخين، أو إشعال البخور عليها، أو التدفئة عن طريق الفحم أو الحطب؛ حيث تعتبر من الوسائل القديمة؛ لكن ما زال البعض يفضلها لأسباب متعددة، ويلاحظ أن استخدام هذه الوسيلة في ازدياد خاصة في الاستراحات والملاحق والمخيمات المعدة للتنزه، إضافة لاستخدامها داخل المنزل؛ لذلك من مخاطره إشعال الفحم داخل المنزل مع غلق الأبواب والنوافذ والتعرض لغاز أول أكسيد الكربون، وهو القاتل الصامت، والذي يمثل نسبة كبيرة من الوفيات بالشتاء، وأيضاً رمي مخلفات الفحم والحطب في صناديق النفايات وهي لا تزال مشتعلة، وكذلك مخاطر سخانات المياه التي يكثر استخدامها مع دخول فصل الشتاء.. ومن هذا المنطلق فإنه ينبغي الاهتمام بهذه السخانات حتى لا يكون خطرها جسيماً لا سمح الله؛ فقد تنفجر وتسبب حادثاً مؤلماً نتيجة الترسبات والإهمال، وهناك مجموعة من الإجراءات للحماية من أخطار السخانات؛ لعل أهمها الصيانة الدورية من قِبَل المختصين. ** ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم؟ هناك عدة تحديات غالباً ما يواجهها القائمون بمهام وواجبات الدفاع المدني في أي مكان من العالم، والتحديات التي نواجهها متنوعة ومتتعدة وفق طبيعة الأخطار التي نواجهها؛ منها تحدي العمل ذاته؛ فمهام وواجبات رجل الدفاع المدني غالباً ما تكون محفوفة بمخاطر كبيرة قد تودي بحياة الشخص أو إعاقته أوإصابته؛ فرجل الدفاع المدني مطالب بمواجهة كل المخاطر والتعامل معها، ونتغلب على هذا التحدي بالتأهيل الشامل للعاملين بالتدريب المستمر، واستخدام وسائل وتجهيزات الوقاية الشخصية.. وأيضاً هناك تحدي المخاطر الصناعية؛ فالمملكة تزخر بنشاط صناعي كبير سواءً في المجال البترولي أو البتروكيميائي أو المدن الصناعية المتنوعة صناعياً والمنتشرة في كل المناطق، والتوسع في هذا النشاط كبير يتطلب منا تحليل مخاطرها، وعمل كافة الاستعدادات اللازمة لتوفير الحماية القصوى ومنع الخسائر فيها، أو التقليل من نطاق ضررها حال وقوع أي خطر.. وهناك التحدي العمراني بشقيه العمودي (المباني العالية) والأفقي (تمدد الأحياء السكنية) خصوصاً في المدن الرئيسية.. وأيضاً تحدي وسائط ووسائل النقل، ويشمل وسائط نقل الركاب البري والقطارات والطائرات ونقل البضائع والمحروقات والمواد الخطرة؛ خصوصاً أن المملكة قد توسعت في مجال القطارات بشكل كبير مما كانت عليه سابقاً وسوف يستمر هذا التوسع مواكباً لرؤية المملكة 2030 وكذلك تحدي المخاطر الطبيعية.. ومن أهم هذه المخاطر المتغيرات المناخية الموسمية التي كثيراً ما تتعرض لها المملكة وينتج عنها أمطار وسيول قد يلحق ضررها الأرواح والممتلكات.. وكذلك العواصف الترابية وهذا تحدٍّ يتطلب منا الاستعداد والتهيؤ لمواجهة مخاطرها والتخفيف من تبعاتها، وأيضاً تحدي المخاطر المصاحبة لموسم الحج وبشكل سنوي. والدولة رعاها الله تستنفر كافة قطاعاتها العسكرية والمدنية لهذا الموسم العظيم لدى المسلمين سواء في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، والدفاع المدني كغيره من قطاعات الدولة يسخر كافة جهوده وإمكاناته البشرية والآلية لمواجهة هذا التحدي السنوي؛ وذلك لتحقيق الأمن والسلامة في هذا الموسم حيث تعد الخطط اللازمة لمواجهة المخاطر المحتملة. ولا يفوتني أن من أبرز التحديات التي تواجه رجال الدفاع المدني، التجهمر الكبير في مواقع الحوادث والتدخلات الاجتهادية غير الموفقة، والتي قد تكون سبباً في مضاعفة الحادث ووقوع إصابات أو وفيات نتيجة ظروف الخطرة المحيطة بالحادث أياً كان نوعها. ** نلاحظ استهتار وإهمال بعض أفراد المجتمع في التعامل مع المخاطر والحوادث، كيف يمكن نشر ثقافة السلامة بين كافة فئات المجتمع؟ لدى المديرية العامة للدفاع المدني خطط إعلامية توعوية لكل المخاطر وفق مراحل فصول السنة؛ من خلال رسائل إعلامية توعوية روعي في تصميمها نوع الرسالة والوسيلة حسب الجمهور المستهدف؛ حيث تم إنتاج عدد من الكتيبات، والبوسترات، والمطويات، والمجلات؛ كمجلة "منقذ" الموجهة للطفل، وبعض الأفلام التي ترسخ مفاهيم السلامة العامة، وكذلك تنظيم المسابقات التوعوية لطلاب المدارس للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة بالتعاون مع وزارة التعليم، وإقامة المعارض التوعوية بكافة مناطق المملكة، إضافه إلى وجود 6 منصات على مواقع التواصل الاجتماعي.
مشاركة :