«الجسر المعلق» تحفة جمالية «تحولت إلى مصدر إزعاج بسبب «الازدحام»

  • 2/7/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

لم يمر مطلع القرن الجديد مروراً عابراً على ساكني جنوب وغرب الرياض، إذ شهد افتتاح أول جسر معلق في السعودية، ليربط سكان هذه الأحياء بوسط المدينة، إلا أن فرحتهم بجمال الجسر لم تدم طويلاً، فسرعان ما تحول المرور خلاله وبالاً على سالكيه، بسبب الازدحام المستمر. فيما كان سكان الجزء الجنوبي والغربي من الرياض يسلكون طرقاً بعيدة ويمرون بأحياء وطرق فرعية للذهاب إلى وسط المدينة في التسعينات، إلا أن العام 2000 حملت لهم البشرى بجسر اختصر لهم الكثير من الوقت والجهد آنذاك، بيد أن التزايد الكبير في تعداد سكان المدينة جعل هذا الجسر من أكثر الطرق ازدحاماً وكثافة. يشهد معلق غرب الرياض أوقاتاً عدة لذروة الازدحام، ففترة الصباح خلال أيام العمل الرسمية تحتاج إلى ما يزيد على الـ 30 دقيقة لتجاوز الجسر فقط عدا عن الوصول إلى الوجهة المطلوبة، بينما تتعدد المشاهد خلال فترة المساء فالرابعة عصراً يتوقف الزمن فيها بل تكاد تكون الرابعة بالنسبة للعابرين ساعات، نظراً إلى ما يشهده من حركة متوقفة وازدحام للمتجهين إلى الجهة الجنوبية منه يصل إلى مئات الأمتار. بعد الرابعة بساعات بسيطة المشهد ذاته يتكرر ولكن بمشاركة الشاحنات هذه المرة، سكان تلك الأحياء ليسوا بمنأى عن الأجزاء الأخرى من الرياض فجلهم يسلكون هذا الطريق مرتين في اليوم على الأقل، ما يجعلهم عُرضة للتأخير المستمر. أما سكان الأحياء الجنوبية والغربية من الرياض في حيرة من أمرهم، فهل لدى المرور ما يقدّمه في أمام هذا المشهد من الازدحام المتكرر، خصوصاً وأن أية حادثة مرورية تعيق الحركة في هذا الجسر لساعات عدة، والشواهد كثيرة لعل آخرها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عندما توقفت الحركة المرورية في الجسر لساعات عدة بسبب انقلاب شاحنة. ويضطر عبدالمجيد الرشيد للاتجاه إلى مقر عمله في أقصى شمال الرياض قبل السادسة صباحاً على رغم أن بدايته تكون في الثامنة، ويعزو ذلك إلى حرصه على تجاوز الجسر المعلق قبل السادسة والنصف. وأفاد الرشيد بأنه في حال تأخر عن الخروج بعد الساعة السادسة صباحاً سيكون في عداد المتأخرين عن موعد دوامه الرسمي، ما يعرضه للحسم من مرتبه. من جهته يرى اختصاصي هندسة النقل المهندس فارس آل حيدر أن تصميم الجسر المعلق كان مثالياً عند بداية إنشائه، ومناسب لتلك المرحلة بحسب أعداد سكان الرياض والطاقة الاستيعابية له آنذاك، لافتاً إلى عدم مراعاة الزيادة السكانية للمنطقة. ويقول: «الجسر تحفة جمالية لم تكتمل بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي، إذ لم يراعى أثناء تصميمه الزيادة السكانية المتوقعة للأحياء المجاورة على مدى الأعوام، والآن يمكن القول أن مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام حال الانتهاء منه سيخفف من الازدحام في جميع الطرق في الرياض، علماً بأن هذا المشروع الحيوي تأخر كثيراً، إذ تم عقد عدد من ورش العمل والمحاضرات وإعداد تصاميم أولية في العام 2002، إلا أنه تأخر تنفيذها لما يزيد على 12 عاماً».

مشاركة :