"منذ أيّام، ينتظر 49 مهاجرا برًا آمنًا يرسون فيه"، لكن لا حياة لمن تنادي، إذ ترفض إيطاليا ومالطا ودول أخرى استقبالهم، فيما تطالب ألمانيا وهولندا بـ"حل تضامني أوروبي دائم" لمأساة هؤلاء وغيرهم ممن يتم إنقاذهم. أعلنت الحكومة الألمانية أنها لاتزال تعول على حل مشترك بالنسبة لوضع اللاجئين الـ 49 العالقين على متن سفينتي إنقاذ بالبحر المتوسط قبالة سواحل مالطا. ودعا المتحدث باسمها، شتيفن زايبرت، اليوم الاثنين (السابع من كانون الثاني/ يناير 2019) إلى "حل تضامني، أوروبي، دائم وألا يتم كل مرة إجراء مفاوضات جديدة مع كل سفينة جديدة تنقل لاجئين قبالة ميناء بالبحر المتوسط". وكان البابا فرنسيس قد وجه "داءً عاجلاً" إلى القادة الأوروبيين من أجل إبداء "تضامن ملموس" مع 49 مهاجرًا، بينهم العديد من الأطفال، لا يزالون عالقين على متن سفينتي إغاثة تابعتين لمنظمتين إنسانيّتين، وينتظرون موافقة دول على استقبالهم، وبعضهم ينتظر منذ أكثر من أسبوعين. وبدأ المهاجرون، الذين تقطّعت بهم السبل والعالقون على متن سفينتين ألمانيّتين غير حكوميّتين قبالة سواحل مالطا، أسبوعهم الثاني في البحر المتوسّط، وأسبوعًا ثالثًا بالنسبة إلى آخرين، من دون أن يلوح أيّ حلّ في الأفق. ويشار إلى أن كلتا السفينتين عالقتان حاليا أمام سواحل مالطا، إلا أنه ليس مسموحا لهما بالرسو هناك. ولا تتراجع مالطا وإيطاليا حتى الآن عن موقفهما ولا تزالان ترفضان دخول السفينتين إلى موانئهما. ومن جانبها، طالبت الحكومة في مالطا بشكل صريح توزيع أكثر من مئتي لاجئ على دول أوروبية أخرى مقابل فتح مينائها. ويندرج وضع السفينتين والمهاجرين على متنهما في إطار خلاف حول عمليّات الإنقاذ البحري التي سلّطت الضوء على فشل دول الاتّحاد الأوروبّي في التوصّل إلى حلّ بشأن تقاسم مسؤوليات المهاجرين واللاجئين وأعبائهم. وأعلنت ألمانيا وهولندا لاحقًا أنّهما ستستقبلان بعضًا منهم، على أن تتمّ هذه العمليّة في إطار أوروبي، غير أنّه لم يتمّ اتّخاذ أيّ قرار حتّى الآن في هذا الإطار. أ.ح/ي.ب (أ ف ب، د ب أ)
مشاركة :