وصلت السيارة التى استقلها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر خلال زياراته إلى أسوان لمتابعة المراحل التحضيرية لبدء الإنشاءات فى السد العالي، وهى السيارة التى كانت مخصصة لوزير السد العالى الراحل المهندس محمد صدقى سليمان، إلى المتحف المفتوح بالسد العالى بأسوان، بحسب توجيهات وزير الموارد المائية والرى، الدكتور محمد عبدالعاطى، بعد صيانتها فى ورش الوزارة، واستقبلها أهالى أسوان بفرحة غامرة، تعيد إلى الأذهان ملحمة بناء السد العالى، واستغرقت عملية الصيانة للسيارة نحو عشرة أشهر، بتكلفة ١٤٦ ألفًا و٢٠٠ جنيه.السيارة المملوكة لوزارة الرى كانت قطعة «خردة» أو علبة صفيح «مصدية»، مخزنة أعلى سطح الجراج التابع لوزارة الري، بحسب المهندس أشرف سيدهم، مدير عام الحملة الميكانيكية.وقال: إن عملية إعادة ترميم السيارة استغرقت ١٠ أشهر متواصلة، وبدأت فى منتصف فبراير الماضى وانتهت فى ديسمبر الماضي.وأضاف أن خطة الصيانة للحملة تضمنت تفكيك السيارة إلى أجزاء حتى يتمكنوا من حملها يدويا من أعلى سطح الجراج للورش الخارجية، لافتا إلى أن السيارة تعرضت إلى حادث قبل ذلك، حيث وجدت الحملة آثار التصادم و«الخطبة» فى الخلف. وتابع أن البارومة أكلت نحو ٣٠٪ نهائيا من أجزاء السيارة والـ٧٠٪ الأخرى كانت فى حالة متهالكة وتحتاج إلى إعادة ترميم وصيانة.وذكر مدير الحملة، أن إعادة ترميم أجزاء المحرك استغرقت نحو ٦٠ يوميًا، وبلغ تكلفتها نحو ٢٠ ألف جنيه، فيما وصلت تكلفة صيانة الأجزاء الميكانيكة بالسيارة إلى ٤٠ ألف جنيه، وتم صناعة أجزاء الفتيس وقواعد المحرك ومشاغل الدبرياج وعمود كردان من جديد فى ورش خارجية، وبلغ سعر طقم الإطارات «الكوتش» نحو ٨ آلاف جنيه.وقال سيدهم، إن التفكير الأول هو شراء سيارة نفس الموديل ونقل مكوناتها إلى السيارة، ولكن لم نجد ذلك، وبعد عدة أيام من البحث وجدنا سيارة فقط نفس الموديل فى إحدى التوكيلات، وبلغ سعرها نحو مليون و٨٠٠ ألف جنيه، أى مستحيل شرائها. لافتا إلى أن قيمة السيارة تصل إلى ٢ مليون جنيه، بعد إعادة ترميمها وصيانتها، بالإضافة إلى قيمتها التاريخية.وفى السياق ذاته، قال أحمد عبدالعزيز، مهندس بالإدارة العامة للحملة الميكانيكية بديوان عام وزارة الرى، مشيرا إلى أن فريق العمل واجه العديد من الصعوبات خلال مرحلة إعادة ترميم السيارة، نظرًا لعدم توفير أجزائها المتهالكة، مما جعلهم يستخدمون شبكة الإنترنت للحصول على كل المعلومات عنها.ومن جهته، قال المهندس محمود عنان، رئيس قطاع المحطات بوزارة الموارد المائية والري، إن السيارة التى تم ترميمها كانت تابعة لوزير الرى فى ستينيات القرن الماضي، كما استقلها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، خلال زيارته لتفقد أعمال السد العالي، وأثناء تحويل مجرى النهر أثناء بناء السد العالي.وأضاف عنان، أن فريق العمل سافر إلى بعض المحافظات للبحث عن موديلات قديمة لهذه السيارة نظرا لعدم توفير قطع الغيار اللازمة فى الأسواق، مؤكدا أن الفريق حاول بقدر الإمكان عدم تغيير ملامح السيارة لاعتبارها قطعة أثرية تاريخية كانت مفقودة من الوزراة وبإعادة ترميمها رجعت مرة أخرى.جدير بالذكر أن السيارة موديل ١٩٥٨، ماركة شيفروليه، موديل بِل إير، ومحرك السيارات من هذا الطراز بمحرك ٨ سلندر، بسعة ٣ آلاف سى سي، وقدرة ١٦٧ حصانًا، ولونها بين درجتى الأخضر: «البترولى والكرمبى»، ويبلغ سمك الصاج الذى صُنعت منه، نحو ١.٢٥ ملم، والسرعة القصوى لها نحو ١٢٠ كم فى الساعة، لكن سرعتها الفعلية تصل إلى ١٠٠ كم فى الساعة، ومزودة بناقل حركة يدوى، بـ٤ سرعات (٣ أمامى - والرابع خلفى)، ويبلغ مقاس الإطارات الخاصة بها (١٥ × ٧.٢٥ بوصة).
مشاركة :