ذكر كبير موظفي البيت الأبيض أمس الأحد أن إغلاق الحكومة الاتحادية الأمريكية الذي يدخل حاليا أسبوعه الثالث قد «يستمر لفترة أطول كثيرا»، لكن ميك مولفاني أثار كذلك احتمال تغيير مواد البناء التي تستخدم لتشييد جدار حاجز على الحدود مع المكسيك من أجل الوصول إلى تسوية بين الرئيس دونالد ترامب والديمقراطيين. وقال مولفاني في مقابلة مع شبكة «إن.بي.سي» إن ترامب يدرس قبول تمويل بناء سياج حديدي على الرغم من تعهده الانتخابي بأن الجدار سيكون خراسنيا. وأضاف مولفاني الذي يرأس أيضا مكتب الإدارة والميزانية «وإذا تعين عليه التخلي عن جدار خرساني واستبدله بسياج حديدي كي يتسنى للديمقراطيين القول: أترون؟ لم يعد يبني سياجا، فيجب أن يساعدنا هذا في المضي في الاتجاه الصحيح». وأفاد مولفاني بأن المفاوضات بين العاملين معه والديمقراطيين في الكونجرس انحصرت في طلبات فنية بعدما التقى الجانبان صباح السبت، وقال «أعتقد أن هذا سيستمر لفترة أطول كثيرا، أعتقد أن هذا متعمد». من جهته، أصر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مطلبه تخصيص مليارات الدولارات لتمويل بناء جدار على الحدود بين بلاده والمكسيك، مشيراً إلى تأييد كبير داخل حزبه لهذه القضية الخلافية التي أدت إلى «إغلاق» للحكومة، دخل أسبوعه الثالث. وصرّح ترامب لصحفيين أثناء مغادرته البيت الأبيض متوجهاً إلى منتجع كامب ديفيد الرئاسي: «علينا أن نبني الجدار»، مضيفاً «الأمر يتعلق بالأمان وبأمن بلادنا». وكرر تلويحه بأنه قد يستخدم سلطاته للحالات الطارئة من أجل بناء الجدار من دون موافقة الكونجرس. وقال ترامب: «قد أعلن حال طوارئ وطنية، اعتماداً على ما سيحصل في الأيام القليلة المقبلة». وسارع النائب الديمقراطي البارز آدم شيف إلى رفض الحديث عن حال طوارئ وطنية. ولفت إلى أن الرئيس السابق هاري ترومان عندما أثار هذا الأمر لمحاولة تأميم قطاع الصلب، من أجل وضع حد لإضراب العمال إبان الحرب الكورية، رفضت المحكمة العليا طرحه. وقال شيف لمحطة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية: «لذا فإن القضية محسومة سلفاً»، مضيفاً: «ترامب وضع نفسه في مأزق، وهو يحتاج إلى اكتشاف كيفية إخراج نفسه من هذا المأزق». وأدى الخلاف مع الكونجرس حول تمويل الجدار إلى «إغلاق» جزئي للحكومة الفدرالية منذ 22 كانون الأول/ ديسمبر. ويطالب ترامب بتخصيص 5.6 مليار دولار لبناء الجدار، لكن الأعضاء الديمقراطيين في مجلس الشيوخ وافقوا فقط على 1.3 مليار. والجمعة الماضي أعلن ترامب أن «الإغلاق» الحكومي قد يستمر لأشهر أو ربما لسنوات. وأدى «الإغلاق» الجزئي للحكومة إلى توقف نحو 800 ألف موظف فدرالي عن العمل أو عدم تلقيهم رواتبهم، كما تسبب بعدم تلقي عدد من المتعاقدين مع الحكومة الفدرالية أموالهم، جراء أحد أطول «الإغلاقات» في تاريخ الولايات المتحدة. لكن ترامب أشار إلى أنه لا يتوقّع تحقيق اتفاق في نهاية الأسبوع، وقال: إن «محادثات على قدر كبير من الجدية» حتى غد الأربعاء. وكرر ترامب مقولته: إن العديد من الموظفين الفدراليين المتوقّفين عن العمل «يوافقون بنسبة 100%» على مطالبه، مؤكداً كذلك تلقيه «دعماً هائلاً داخل الحزب الجمهوري». ويبدو أن الديمقراطيين الذين يسيطرون حالياً على مجلس النواب، لا يرغبون في تقديم تنازلات للرئيس حول الجدار الذي وصفته بيلوسي رئيسة الكونجرس بأنه «غير أخلاقي». وفي مقابلة معها، قالت بيلوسي: إذا كان الرئيس «لا يكترث لتلبية احتياجات الناس، أو لتلقي موظفي القطاع العام رواتبهم، أو لإجراء نقاش مشروع، عندها نكون في مشكلة». وتعليقاً على مدى الانقسام الموجود، قالت بيلوسي لشبكة «سي بي إس» الأمريكية: إن ترامب يوحي أحياناً بأنه «لا يريد إغلاق الحكومة وبناء جدار فحسب، وإنما أيضاً إلغاء الكونجرس، ليكون وحده صاحب القرار». ويشكل «الإغلاق» مادة تجاذب سياسي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. ويحمّل كل من الحزبين خصمه مسؤولية «إغلاق» الإدارات الفدرالية الأمريكية.(أ ف ب)
مشاركة :