يتفق الجميع على أن السبب الرئيس لتعلق المستخدمين بهواتفهم الذكية هو تطبيقاتها، ومع انتشار ملايين التطبيقات الذكية التي تعج بها متاجر التطبيقات، باتت أمام المستخدمين مساحة كبيرة وعدد هائل من الخيارات لتنفيذ مهام متعددة، إلا أن قراصنة الإنترنت ومنتهكي الخصوصية باتوا يعتبرون من هذه التطبيقات وسيلة ممتازة لشن هجماتهم والقيام بجرائمهم عبرها كونها تجمع أكبر عدد من مستخدمي الهواتف الذكية. ويعمل مطورو التطبيقات الذكية ومالكوها على الاستفادة منها بطرق مشروعة وغير مشروعة، فمنهم من يضيف خدمات ومزايا مدفوعة ومنهم من يقوم بالوصول إلى بيانات ومعلومات خاصة دون علم المستخدمين، فقد قامت مؤسسة Privacy International بالكشف عن مدى قيام مطوري التطبيقات بتسليم البيانات إلى شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث تعرض مجموعة من التطبيقات الشائعة على أندرويد خصوصية المستخدمين للخطر. ووفقا لاختبارات أجرتها مؤسسة Privacy International العاملة في الدفاع عن الخصوصية الرقمية المستخدمين، فإن 61 في المائة من التطبيقات التي تم اختبارها كانت ترسل البيانات إلى "فيسبوك" بمجرد فتح المستخدم تلك التطبيقات ودون علم المستخدم، فبعد أن تم إجراء اختبارات على 34 تطبيقا يعمل على نظام التشغيل أندرويد يراوح عدد مستخدميها ما بين 10 و500 مليون مستخدم، أشارت إلى الخطر حول كيفية استغلال بيانات المستخدم في الأنظمة الخلفية لـ "فيسبوك وجوجل"، حيث وجدت أن 20 تطبيقا من التطبيقات التي تم اختبارها قد أرسلت البيانات إلى "فيسبوك" بالفعل. وتعمل هذه التطبيقات على إخبار الشبكة الاجتماعية أن المستخدم قد فتح أو أغلق تطبيقا معينا، إلى جانب معلومات حول الجهاز وإعدادات اللغة والمنطقة الزمنية، كما ترسل التطبيقات، التي يتوافر معظمها بشكل مجاني على متجر "جوجل بلاي" Google Play، معرف إعلانات "جوجل" الخاص بالمستخدم، الذي يسمح بدوره لشركات التتبع بإجراء مطابقة لملفات التعريف بسهولة. كما تقوم بعض التطبيقات، كتطبيقات السياحة بإرسال بيانات حساسة إلى المنصة، بما في ذلك بيانات عمليات البحث عن رحلات الطيران والجدول الزمني للسفر في حال اصطحاب أطفال ورقم وفئة التذاكر وجميع الوجهات التي بحث عنها المستخدم. وأشارت نتائج الاختبارات على التطبيقات إلى أن هذا السلوك حدث بغض النظر عما إذا كان المستخدم قد قام بتسجيل الخروج من "فيسبوك" أو كان لا يمتلك حسابا على الشبكة الاجتماعية، وشملت بعض التطبيقات التي كانت جزءا من الدراسة MyFitnessPal وDuolingo وFamily Locator وKayak وMy Talking Tom وShazam وSpotify وعديدا من التطبيقات الشائعة الأخرى. وينظر إلى هذه الخطوة على أنها انتهاك واضح لقانون اللائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية GDPR، الذي دخل حيز التفعيل في أيار (مايو) الماضي، حيث لا يمكن للتطبيقات المحمولة، بموجب هذا القانون، جمع بيانات المستخدم أو مشاركتها بدون إذنه. وأشارت النتائج أيضا إلى أن البيانات التي يتم جمعها من أجهزة المستخدمين يمكن دمجها مع أنشطة وسلوكيات المستخدم الأخرى لتستخدمها "فيسبوك" من أجل عرض الإعلانات استنادا إلى بعض الخصائص الديمغرافية المحددة للغاية. وعللت "فيسبوك" هذا الأمر بقولها "إنها تقدم خدمات تحليلية وإعلانية لمطوري التطبيقات، التي تساعدهم في الحصول على معلومات مجمعة حول كيفية تفاعل الأشخاص مع تطبيقاتهم، وهذه ممارسة شائعة لعديد من الشركات، حيث توفر خدمات تحليلية لمطوري التطبيقات، وبصورة عامة فإن معظم مواقع الويب والتطبيقات ترسل المعلومات نفسها إلى عدة شركات في كل مرة يزورها فيها المستخدم"، وأكدت أنها تطلب من مطوري التطبيقات أن يكون لديهم أساس قانوني لجمع معلومات المستخدم ومعالجتها. ولم تكن التطبيقات الرسمية التي تم اختبارها هي الخطر فقط، بل هناك تطبيقات ذكية منتشرة في المتاجر الإلكترونية تتنكر في شكل تطبيقات معروفة لجذب المستخدمين وخداعهم بهدف جمع المعلومات عنهم أو سرقة بياناتهم. وليحمي المستخدمون أنفسهم من هذا الخطر يجب عليهم الالتزام بتحميل التطبيقات من المتجر الرسمي، والتحقق من عدد مرات التحميل والتعليقات وتقييمات التطبيق ومحتوى المراجعات قبل تثبيت التطبيق، والتركيز على مدى الصلاحيات التي يطلب التطبيق الحصول عليها والمواظبة على التحديثات الدورية لأنظمة تشغيل الهواتف الذكية.
مشاركة :