سيكون عام 1436 عاما استثنائيا في تاريخ وزارة الثقافة والإعلام التي تبلغ من العمر 65 عاما حيث مر عليها أربعة وزراء في سبعة وتسعين يوما بينهما الأقصر مدة والأصغر عمرا حيث كان نصيب د. عبدالعزيز خوجة أحد عشر يوما قبل أن يعفى بناء على طلبه وتلاه د. فيصل الحجار وزيرا بالإنابة لمدة 43 يوما حتى تم تعيين د. عبدالعزيز الخضيري في 16/2/1436 ليقضى 52 يوما فقط (الأقصر مدة في تاريخ الوزارة) حيث خلفه في التشكيل الوزاري الجديد بتاريخ 9/4/1436 د. عادل بن زيد الطريفي كأصغر وزيرا للإعلام ( 36 عاما). وزارة الثقافة والإعلام شأنها شأن كل الوزارات مثقلة بالكثير من الملفات التي تحتاج إلى معالجه ولعلي طرحت في مقالي المرحب بالوزير الثالث لهذا العام ما سيواجهه من الأعباء ولعلمي أن الوزير الخضيري قد فتح الكثير من الملفات وشرع في إيجاد الحلول وهي ملفات سيجدها الوزير الجديد على مكتبه ليشرع في استكمالها وفتح غيرها فمن يأتي يكمل مسيرة من سبقه ويسعى لأن تظهر له انجازات سريعة تعتمد على رؤيته التطويرية للنهوض بوزارته والثقافة والإعلام واحدة من الوزارات التي ينظر لها من الداخل والخارج وعلى مدار الساعة ولهذا فالكل يهتم بما يمكن أن تقدمه والكل يطالبها دوما بالمزيد من التطوير. لقد تعودنا ككتاب أن نقرن مراحل التطوير التي سيقدم عليها أي وزير بخبراته التي مارسها قبل أن يصل إلى كرسي الوزارة ولأن وزيرنا الشاب يأتي من بيئة إعلامية نعتبرها نموذجا للإعلام السعودي المعاصر سواء كانت جريدة الشرق الأوسط أو قناة العربية فإننا نتوقع كمرحلة أولى نقلة نوعية في أداء الجانب ألأخباري سواء كان عبر قناة ألإخبارية المتخصصة أو نشرات الأخبار وبعدها سيفتح الوزير الكثير من الملفات التي تهدف إلى إحداث نقلة تطويرية تحسب له ولهذا فلنا مطلب دائم يتجدد مع كل وزير ألا وهو كيف نحول الإنتاج المرئي والمسموع إلى صناعة سواء كان برامجيا أو إنتاجا دراميا وكيف يمكن أن ننقل أداء الكثير من القطاعات من الأداء الحكومي إلى الأداء المؤسساتي الذي يعتمد على الإنتاجية والربحية عبر تأسيس العديد من الشركات المتخصصة وبيئة الإعلام المرئي تسمح بذلك لأنها تتبع لهيئة مستقلة تعنى بالإذاعة والتلفزيون ولهذا فان تأسيس العديد من الشركات التي تخدم الإنتاج والتوزيع والإعلان والتسويق والاستثمار وغيرها من الخدمات الإعلامية اللوجستية هو مطلب تفرضه المرحلة الحالية ووجودها كفيل بإحداث نقلة إعلامية كبرى يتطلبها الوضع المتسارع لتطور وسائل الإعلام ومحتواها وأمام الوزير الجديد التحدي الخاص بمنح الثقافة ما تستحقه من اهتمام لم تجده في العقود الماضية، ولعل جريدة لرياض طالعتنا في يوم الثلاثاء الماضي بتصريح لمعالي نائب وزير الثقافة والإعلام د. عبدالله الجاسر ذكر فيه أن الوزارة تعمل على مسودة مشروع الملك سلمان للنهوض بالثقافة ومن المؤكد أن مشروعا يحمل اسم خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله سيكون مشروعا ضخما وطموحا بحجم تطلعات الملك المثقف سلمان بن عبدالعزيز ولعل هذا المشروع يزامنه مشروع آخر لتطوير الإعلام المرئي والمسموع فهيئة الإذاعة والتلفزيون في حاجة إلى مشروع شامل للتطوير بإمكانيات مالية مضافة إلى ميزانياتها ونحن نأمل في وزيرها الشاب أن يحقق الطموحات والآمال والتطلعات التي ينشدها الجميع ولا نقول دوما إلا حفظ الله وطننا منارة للإبداع آمننا مطمئنا في ظل قيادته الرشيدة المعطاءة.
مشاركة :