قال مسؤول كردي سوري بارز، الثلاثاء، إن مقاتليه مستعدون لمواجهة القوات التركية إذا دخلت شمال شرقي سوريا، مضيفا أنه من الواضح من تصريحات أنقرة الأخيرة أن لدى تركيا خطة لغزو المنطقة. وجاءت تصريحات الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، شاهوز حسن، للأسوشيتد برس عبر الهاتف من سوريا، بعد وقت قصير من رفض الرئيس التركي لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الذي يحاول التفاوض على سلامة الحلفاء الأكراد في شمال شرقي سوريا. وقال “إننا نستعد لمواجهة التهديدات التركية من خلال المقاومة”. وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه لن يكون هناك “تنازل” في حملة أنقرة ضد ما وصفه بـ”الجماعات الإرهابية” في سوريا، التي مزقتها الحرب، وقال إن استعدادات أنقرة لشن هجوم عسكري جديد ضد الجماعات الإرهابية في سوريا “اكتملت إلى حد كبير”. وعبر حسن عن أمله في أن تتضح نتائج زيارة بولتون لتركيا في الأيام القليلة المقبلة، وقال إن أكراد سوريا على اتصال بالروس والحكومة السورية، ويمكنهم التوصل إلى اتفاق مثل الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، عندما دخلت قوات الحكومة السورية منطقة قريبة من بلدة منبج الشمالية، التي هددت تركيا بالهجوم عليها. وأضاف حسن، “حتى الآن لم يحدث تدخل عسكري (تركي)، لكن إذا حدث ذلك أعتقد أننا سنكون مستعدين لمواجهته، فضلا عن العمل السياسي والدبلوماسي مع جميع الأطراف.” وتعتبر تركيا الميليشيا الكردية السورية الرئيسية، المعروفة باسم “وحدات حماية الشعب”، جماعة إرهابية مرتبطة بالتمرد في تركيا، و”حزب الاتحاد الديمقراطي” هو الجناح السياسي لميليشيات “وحدات حماية الشعب”. في هذه الأثناء، استمرت المعارك الدامية في آخر منطقة خاضعة لسيطرة داعش في شرق سوريا، حيث يستغل المسلحون سوء الأحوال الجوية لشن هجمات مضادة. وقصفت طائرات ومدفعية التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، قرية الشفاء في محافظة دير الزور، بالقرب من الحدود العراقية، اليوم الثلاثاء، وفقا لما ذكره نشطاء ومنظمة تراقب الحرب، بينما حاولت القوات التي يقودها الأكراد والمتحالفة مع الولايات المتحدة التقدم على الأرض. وأفادت أنباء بأن ما يقرب من عشرين من المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة لقوا مصرعهم في اشتباكات يوم الإثنين. ويبرز القتال في شرقي سوريا التهديد الذي ما زال يشكله داعش، رغم ادعاءات الرئيس دونالد ترامب بهزيمة التنظيم، واجهت هذه المزاعم اعتراضات من مستشاريه للأمن القومي وأدت إلى استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس والمبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي لمكافحة داعش، وخلال مطلع نهاية الأسبوع، أعلن بولتون، أن الانسحاب الأمريكي لن يكون فوريا، كما أعلن ترامب في البداية. وقال بيان أصدره مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الإثنين، إنه فيما يتعلق بالانسحاب الأمريكي المعلن، أكد ماكرون خلال اتصال هاتفي مع ترامب على أهمية التنسيق الشديد بين أعضاء التحالف الدولي “لضمان أمن جميع شركائنا”.
مشاركة :