فيصل العميري: «ميلاد غريب» امتداد لرحلة البحث عن الذات

  • 1/9/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حصد الفنان فيصل العميري جائزة الدولة التشجيعية عن إخراج مسرحية «صدى الصمت»، في إنجاز يضاف إلى رصيده الذي يجمع بين الإخراج والتمثيل، سواء في المسرح، أو الدراما التي دخلها أخيراً من خلال تجربته بمسلسل «آخر شتاء». العميري فنان شامل متمكن من أدواته، وخطواته محسوبة، ويعرف كيف يختار الأعمال التي يقدمها، ولذلك عندما يتصدى لعمل فإن آثار الدور الذي يجسده تمتد سنوات، ولا أدل على ذلك من شخصية «غسان» في مسلسل «ساق البامبو». عن فوز مسرحية «ميلاد غريب» بأربع جوائز في مهرجان الكويت المسرحي بدورته الـ 19، وأهم المحطات في مشواره الفني بين المسرح والتلفزيون كان لـ «الجريدة» مع فيصل هذا اللقاء: * ختام العام الماضي كان مسكاً بجائزة الدولة التشجيعية عن "صدى الصمت". - أحمد الله على هذا التقدير الذي تحقق بفضل دعاء أسرتي وأصدقائي الذين شاركوني في مسرحية "صدى الصمت"، وهو العرض الذي حقق مجموعة من أهم الجوائز، منها أفضل عرض عربي عام 2016، وأشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لترشيحه لي وحصولي على هذه الجائزة. * ماذا يعني لك حصول مسرحية "ميلاد غريب" على أربع جوائز في مهرجان الكويت الأخير؟ - سعدت بهذا الإنجاز، ولا شك أنه نتاج جهود فريق العمل ككل، بدءاً من الكاتب محمد الرباح، مرورا بالممثلين سماح وعبدالله البلوشي، ومن البحرين مهدي القصاب، وسينوغرافيا فيصل العبيد، وتكللت تلك الجهود بأربع جوائز مستحقة. توظيف التقنيات * كيف وجدت هذه التجربة مسرحيا؟ - "ميلاد غريب" لها ظروف خاصة، لأنها مسرحية تعتمد على توظيف التقنيات بصورة كبيرة من ناحية السينوغرافيا، حيث يتحرك الديكور لاختزال بعض اللحظات مثل تقنية تقريب الصورة في الكاميرا، وذلك ليدخل المشاهد معنا في قلب الحدث، فنصحبه في رحلة ليلية لنصل إلى المنهج الذي أشتغل عليه منذ 15 عاما، وهو البحث عن الذات. * ما تعليقك على ما يثار حول أن نتائج مهرجان الكويت كانت وفق سياسة الترضية؟ - لا أتفق مع هذا الرأي، وأرى أن لجنة تحكيم مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 19 كانت منصفة إلى حد كبير، وفي رأيي إن حصول أي عمل على جائزة الإخراج فقط دون جائزة التمثيل يعتبر ترضية كأفضل مخرج، ولكن ليس لديه أفضل ممثل أو ممثل واعد، فالجوائز التي حصلنا عليها في "ميلاد غريب" كانت عن النص والتمثيل والسينوغرافيا، وهي عن استحقاق وليست بالترضية، أما ما يشغل جمهور المسرح الأكاديمي حول عدم حصول "ميلاد غريب" على أفضل عرض رغم فوزه بأربع جوائز ربما بسبب مقاييس معينة، أو توصيات من لجنة التحكيم بألا يكون المخرج ممثلا في عرضه وهذا شيء سليم، لأن المخرج يحتاج إلى أن يشاهد عمله، ولكن في حال انشغل بالتمثيل وترك مهمة المراقبة لمساعد المخرج أو المخرج المنفذ قد يشتته هذا الأمر. عنترة * بعد مسلسل "عنترة" توقعنا أن فيصل لن يتنازل عن فكرة البطولة؟ - لا أنظر إلى المشاركة في الأعمال الدرامية من هذه الزاوية، بل أبحث عن الدور الذي يفسح لي مجالا أكبر في التشخيص، بمعنى الكاراكتر الذي يساعد الممثل على أن يبرز إمكاناته، ولا أجد مانعا في أن أكون ممثلا داعما لممثلين شباب في عمل مميز، ولكن يجب أن تكون الشخصية التي أجسدها مختلفة، وأخيرا أرى أن زمن النجم الأوحد انتهى، والدليل ما نشاهده في الساحة الفنية المصرية، فهناك نجوم لهم ثقلهم وحضورهم الدرامي، ومع ذلك نجدهم في أدوار مساندة مع نجوم شباب في السينما، وهذا لا يقلل على الإطلاق من مكانتهم. * "ساق البامبو" هل كانت تجربة درامية مختلفة شكلاً ومضموناً؟ - بداية، التجربة مع الفنانة سعاد عبدالله ممتعة، وشخصية "غسان" التي قدمتها في العمل ارتأت أم طلال أن أفضل من يقدمها بجميع مفرداتها هو فيصل العميري، ولذلك أشكرها؛ لأن هذا العمل كان محطة مهمة، وحقق لي نقلة نوعية في الدراما التلفزيونية لاسيما أنه مأخوذ عن رواية «ساق البامبو» للكاتب سعود السنعوسي، التي حققت انتشاراً كبيراً. * لماذا لم يتكرر التعاون مجدداً مع الفنانة سعاد عبدالله؟ - أم طلال كممثلة ومنتجة تعلم جيدا كيف تختار الممثل المناسب للدور المناسب، ولا تتبع نهج تجميع كم ممثلين بغض النظر عن مدى تأثيرهم في العمل وانسجامهم مع الشخصيات، ولا شك أن تكرار التعاون معها مستقبلا أمر يسعدني. آخر شتاء * حدثنا عن تجربتك مع مسلسل "آخر شتاء" لاسيما أنه وثق خطوتك الأولى كمخرج درامي. - بالتأكيد كرجل مسرح عندما أدخل عالم التلفزيون كمخرج لدي رؤى سينمائية ومسرحية أكثر من كونها تلفزيونية، فالدراما محكومة بوقت محدد وتسلسل احداث يجب أن تكون مترابطة ومختلفة عن جو السينما والمسرح، ولكن في "آخر شتاء" تعمدت اتباع أسلوب القفز فوق الاحداث إلى أن تتجمع خيوط اللعبة الدرامية بنهاية المسلسل، والفكرة قد تبدو غريبة، وخصوصا أنني سعيد لصياغة حالة درامية مختلفة تتطلب هدوءا وتأنيا في المشاهدة لتصل إلى المتلقي. * ما جديدك خلال الفترة المقبلة؟ - أدرس مجموعة عروض درامية، وقريبا سأكشف عن تعاون جديد، فضلا عن مشروع سينمائي أنجزته ولكن غير مصرح لي بالحديث عنه حالياً.

مشاركة :