قولوا: «السلام عليكم»!

  • 1/9/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من يلاحظ الوضع السياسي المحلي فسيرى ضعف القوة الدافعية للتيارات والحركات السياسية الفاعلة، وهنا أقصد الحركات المتحركة في الساحة، المرتدية اللباس الديني والليبرالي وغيرها. يبدو واضحاً أن التحركات في هذه الفترة تركها المخضرمون للناشئين الجدد، حيث انزوى كثير من القياديين في التيارات عن الساحة، وتركوا الساحة لجيل جديد، لم تثبت أقدامه بشكلٍ واضح، مجرد تحركات تنتهي في وقتها، مع بعض من اللقطات السياسية التي لا تأثير حقيقياً لها. ومن الواضح أن الكثير من السياسيين أو المهتمين بالخوض في السياسة المحلية يعتقدون أنه لا ملعب سياسياً سوى مجلس الأمة، وهذا خطأ كبير، فالملعب السياسي أوسع بكثير من قاعة عبدالله السالم، إن تبوأه سياسيون يفهمون ما يقومون به جيداً، ويملكون تأثيراً إيجابياً في الشارع، ينطلقون من تاريخ مشرف وذمة نظيفة، يتحركون سياسياً بمرونة لا تحكمها لجان برلمان، ولا صفقات تحت الطاولة ولا مناكفة نائب لوزير. هناك اخطاء حصلت من الكثير ممن كانوا فاعلين بالساحة السياسية، سواء حكومة او معارضة، الحكومة لأنها لم تستوعب الاوضاع كما يجب، واضطرت نتيجة ضعف التأثير أن تلجأ الى قرارات مفصلية، والمعارضة لأنها زهت بقوتها وتصرفت أحياناً تصرفات غير مرنة، وتفتقد روح السياسة، مما أدى بعد ذلك إلى تراكمات أدت الى صدع كبير في العلاقة بين الطرفين. في بلد يتمتع بحرية معقولة، ومنظومة دولة تملك المرونة الكافية والاستحكام للوعي السياسي، أجد انه من الخطأ القبول بمعارضين خارج البلاد بسبب احكام قضائية نافذة، وأعتقد أنه حان الوقت لمبادرة تعيد المياه إلى مجاريها، لأن الواضح انه لا شيء ضد البلد والدولة وهذا هو الأهم، لكن ما حصل هو نتائج لتراكمات انتهت، لست بمعرض القول إن هذا على صواب وذاك مخطئ، المهم أن تتحرك المياه الراكدة، ويعود المعارضون إلى بلدهم، هو الاولى بهم، أما احكام القضاء التنفيذية فلها كل التقدير، وأتمنى أن تصدر مبادرة غير مستغربة، حتى يعود هؤلاء إلى بلدهم واهلهم. في رأيي لو قام الإخوة الكرام ممن صدرت عليهم احكام بمبادرة جماعية للعودة إلى البلاد، وتسليم أنفسهم للسلطات، لا سيما انهم لم يقوموا بأي عمل يحرج الدولة وهم بالخارج، فإن هذه الخطوة ستقابلها خطوات مماثلة، فالدولة ليست عدوة لمواطنيها، بل تستوعبهم وتحفظهم، الموضوع ببساطة يحتاج إلى المبادرة بإلقاء التحية «السلام عليكم» حتى تستطيع الجهة المقابلة ان ترد التحية بأحسن منها، هذه الكويت التي تستوعب القاصي والداني، لن تعجز عن استيعاب ابنائها. يوسف عوض العازمي@alzmi1969

مشاركة :