عمان – القبس والوكالات بدأ وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، أمس، جولة شرق أوسطية لمدة أسبوع، تشمل 8 دول عربية، لبحث مواضيع عدة أبرزها الحشد الإقليمي ضد إيران و«تجديد الالتزام الأميركي تجاه حلفاء واشنطن بالمنطقة». واستقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بومبيو في عمان، إذ بحث معه العلاقات بين البلدين والاوضاع في كل من سوريا والعراق والقضية الفلسطينية وغيرها. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بومبيو، إن بلاده حريصة على تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة، مؤكداً أنها صديق وحليف نثمن عاليا دعمها للمملكة. من جانبه، قال بومبيو إن بلاده مستمرة بالعمل مع الأردن لمواجهة أنشطة إيران الخبيثة في المنطقة، مؤكدا أن أكبر تهديدين في المنطقة هما تنظيم داعش وإيران، مشيراً إلى أن الانسحاب الأميركي من سوريا لن يؤثر في الأردن. وأول من أمس، قال بومبيو لقناة «سي إن بي سي» الأميركية إن أحد أهداف الرحلة التي تشمل الأردن والكويت وقطر، والسعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين، وسلطنة عمان، هو استمرار بناء التحالف (ضد إيران)، وهو تكتل يضم دولًا خليجية وإسرائيل، ودولًا أوروبية وآسيوية حول العالم، تلك الدول التي تفهم أن إيران هي أكبر دولة راعية للإرهاب ويجب وقف أنشطتها». وأكد أن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا، مضيفاً أن «الانسحاب لن يغير مهمة تدمير داعش، ومنع إيران من التأثير في المنطقة من خلال عملياتها الإرهابية»، مشيرًا أن ما سيحصل هو «تغيير في التكتيكات». ومع بدء جولته، قال بومبيو في تغريدة: «إني متوجه إلى الشرق الأوسط لإرسال رسالة واضحة إلى أصدقائنا وشركائنا، مفادها أن الولايات المتحدة متلزمة بالمنطقة، وملتزمة بهزيمة داعش، ومتلزمة أيضًا بمواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار». وحول الجولة، رجحت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية نقلًا عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية، أن بومبيو سيركز على موضوعين، الأول أن «الولايات المتحدة لن تغادر الشرق الأوسط»، رغم ما اعتبره المسؤول «روايات كاذبة محيطة بقرار سوريا»، في إشارة إلى قرار واشنطن سحب قواتها، والثاني أن «النظام الإيراني هو الفاعل الخطير في المنطقة». ونقلت عن مصادر لم تسمها، أن بومبيو يعتزم انتقاد سياسة الرئيس السابق باراك أوباما في الشرق الأوسط، وعلاقته مع إيران، وذلك خلال زيارته إلى القاهرة التي سبق ان ألقى منها أوباما خطابًا موجهًا للعالم الإسلامي عام 2009. وتوقعت أن «يخبر بومبيو جمهوره بأن أوباما، رغم أنه قد لا يذكره بالاسم، ضلّل شعوب الشرق الأوسط حول المصدر الحقيقي للإرهاب، ما ساهم في صعود تنظيم داعش، وأنه سيصر على أن إيران هي الإرهابي الحقيقي». بدورها، سلطت شبكة «اي بي سي نيوز» الضوء على جولة بومبيو، معتبرة أن رسالتها هي أن «الولايات المتحدة لن تنسحب» من الشرق الأوسط، و«ستعزز التزامها تجاه المنطقة وتجاه حلفائنا». وقالت الشبكة إن بومبيو سيسعى إلى حشد الدول التي سيزورها لدعم الانسحاب الأميركي من سوريا، «من خلال المساهمة بمزيد من التمويل، وحتى إمكان إرسال قوات عربية تحل محلها». وأشارت الشبكة إلى تجميد ترامب مساعدات مالية قدرها 200 مليون دولار كانت مخصصة لمشاريع في المناطق المحررة من تنظيم داعش في سوريا. وذكرت أنه بدلًا من ذلك، ستقدم السعودية والإمارات ودول أخرى -لم تسمها- أكثر من 300 مليون دولار للمشروعات نفسها، مثل إزالة الألغام، وإزالة الأنقاض، واستعادة الخدمات مثل المياه الجارية والمستشفيات. يشار أن الدول الثماني الواردة ضمن جولة بومبيو، تشكل تحالفا أمنيا تعمل واشنطن على إنشائه، ويعرف بتحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي، ويهدف إلى التصدي للعدوان الإيراني والإرهاب والتطرف، وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. عقوبات أوروبية من جهة أخرى، وافق الاتحاد الأوروبي، على إدراج جهاز تابع لوزارة المخابرات الإيرانية واثنين من موظفيه على قائمة الإرهاب. وكتب وزير خارجية الدانمارك أندرس سامويلسن، على موقع تويتر: «وافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات ضد المخابرات الإيرانية بسبب مؤامراتها لتنفيذ اغتيالات على الأراضي الأوروبية»، في «إشارة قوية تؤكد أننا لن نقبل مثل هذا السلوك في أوروبا». ويشمل القرار تجميد الأصول المالية للجهاز وموظفين اثنين في دول الاتحاد اعتباراً من اليوم الأربعاء، وهما نائب الوزير والمدير العام للمخابرات سعيد هاشمي مقدم ودبلوماسي يقيم في فيينا يدعى أسد الله أسدي. من جانبه، أعلن وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك في رسالة إلى البرلمان أن إيران لعبت دوراً في واقعتَي اغتيال سياسي ما دفع الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات جديدة عليها. وقال إن جهاز المخابرات في بلاده «لديه دلائل قوية على ضلوع إيران في اغتيال مواطنين هولنديين من أصل إيراني في ألميرا عام 2015 وفي لاهاي عام 2017». في المقابل، قال محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني: إن الاتحاد الأوروبي يتحرك بوتيرة أبطأ من المتوقع في تيسير التجارة بغير الدولار مع طهران لتفادي العقوبات الأميركية، مما يجبر إيران على بحث سبل مع دول أخرى. وقال ظريف للصحافيين في نيودلهي: «مستمرون في العمل مع الأوروبيين بشأن الآلية المحددة الغرض، لكننا لا ننتظرهم»، مضيفاً: «نعمل مع شركائنا التقليديين مثل الهند والصين وروسيا لكي نواصل العمل لمصلحة شعبنا».
مشاركة :