كتب - حسين أبوندا: ساهمت مياه الأمطار التي هطلت على البلاد في الأشهر الماضية إلى إحياء العديد من الروض المنتشرة في البر القطري الأمر الذي جعل منها ما يشبه الواحات الخضراء التي تزين رمال الصحراء الذهبية. وشهدت تلك الروض إقبالاً كبيراً كبيراً من المواطنين الذين حرصوا على زيارتها للاستمتاع بالمساحات الخضراء الشاسعة، حيث توافدت العائلات برفقة أطفالهم للتعرف على مكونات البيئة البرية في قطر من نباتات وأشجار وطيور. الراية زارت روضة النعمان التي تقع شمال غرب الدولة وتعتبر واحدة من أكبر الرياض التي يكون لها نصيب كبير من مياه الأمطار التي تهطل على البلاد خلال موسمي الخريف والشتاء. وتنتشر في روضة النعمان أشجار ونباتات عديدة من ضمنها أشجار السدر المعمرة التي تعيش منذ عشرات السنين، وتتميز بأشواكها الحادة وأغصانها الممتدة عدة أمتار وهي تشكل صورة جمالية بديعة داخل الروضة، كما تتميز الروضة بانتشار عشبة «الملبو» أو «الرخيمة»، وهي عشبة صالحة للأكل ولها استخدامات طبية ذات لون أخضر تزهر في شهر مارس. ويحرص أصحاب العزب القريبة من الروضة على رعي أغنامهم وما يمتلكونه من الماعز داخل هذه الروضة لتتغذى على الأعشاب الصغيرة التي تغطي مساحات شاسعة من الروضة، حيث شكل مشهد تلك الأغنام التي ترعى في المكان مشهداً بديعاً استطاع من خلاله مصور الراية التقاط العديد من الصور التي زادت من جمال المكان. وتشتهر روضة النعمان بوجود بئر تراثي قديم يصل عمقه إلى أكثر من 10 أمتار وكان يعتبر مصدراً رئيساً لحصول السكان على المياه إلا أنه يشكل خطورة على حياة الرواد بسبب عدم وجود حواجز للحد من صعود الأطفال والزوار فوقه. ويحذر المواطنين من سكان الشمال من وجود بئر مفتوحة تقع في إحدى المزارع المهجورة في منطقة أم جاسم بالشمال، وتشكل تهديدًا لحياة عشاق الرحلات البريّة الذين يتوافدون لتلك المنطقة بشكل مستمر. وأشاروا إلى أن مساحة البئر كبيرة ويصل عمقها إلى أكثر من 7 أمتار ولا تحيطها الحواجز، وذلك مع اقتراب موسم المقناص. وطالبوا الجهات المسؤولة إلزام صاحب المزرعة بإنشاء سور يحيط الأرض التي يتواجد فيها البئر، لتفادي وقوع حوادث السقوط داخلها. وأكد عدد من زوار الروضة ل الراية أن زيارة الروض في هذه الفترة من العام هي عادة اكتسبوها من آبائهم الذين كانوا حريصين على عمل زيارات أسبوعية للبر القطري خلال فصلي الشتاء والربيع، وهم في الوقت الحالي يحرصون على زيارتها بهدف تعريف أبنائهم على البيئة البرية القطرية التي تزخر بعد موسم هطول الأمطار بالنباتات الموسمية ويزداد جمالها بصورة ملحوظة. وأشاروا إلى أن أطفالهم يستمتعون بهذه الأجواء التي تتيح لهم فرصة للابتعاد عن أجواء المنزل والمناطق المغلقة والمجمعات التجارية إلى فضاء واسع فضلا عن أن زيارة الروض تجعلهم أكثر قرباً من الطبيعة بجميع مكوناتها وأكثر بعداً عن الهواتف النقالة والألعاب الإلكترونية التي تأخذ معظم وقتهم أثناء وجودهم في المنازل وفي الأماكن العامة. وتعتبر روضة النعمان في السابق قبل أن تمنع وزارة البلدية والبيئة الرعي الجائر في البر القطري، واحدة من أهم المراعي لأصحاب الحلال التي تقع عزبهم بالقرب منها، فضلاً عن أن الكثير من أصحاب العزب البعيدة كانوا يقطعون مسافة طويلة إلى هذه الروضة لترعى الإبل فيها والحصول على كفايتها من الغذاء. وحرصت وزارة البلدية والبيئة في المحافظة على روضة النعمان من التعديات عن طريق تركيب حواجز تحيطها من جميع الجهات لمنع السيارات من الدخول إليها وتعريض الغطاء النباتي للموت حيث حرصت سابقاً على تأهيلها من أجل الحفاظ على البيئة القطرية وصون ثرواتها الطبيعية. وعملت الوزارة على إعادة تأهيل روضة النعمان من خلال تنظيفها وإعادة زراعتها بالأشجار البرية القطرية الشهيرة، إضافة إلى تسويرها وحمايتها من التعديات.
مشاركة :