بوليتيكو: جولة صعبة لبومبيو بالمنطقة لطمأنة حلفاء واشنطن بشأن سوريا

  • 1/9/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سلّطت مجلة «بوليتيكو» الأميركية الضوء على زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للشرق الأوسط، ونقلت عن مصادر قولها إن الهدف منها هو نقض استراتيجية الرئيس باراك أوباما السابقة في المنطقة، والتي وضع أطرها عام 2009 خلال زيارته القاهرة؛ مشيرة إلى أن رحلة بومبيو ربما تكون الأصعب له، في محاولة لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة بشأن الانسحاب من سوريا والتشديد على خطر إيران.وذكرت المجلة أن هناك سؤالاً كبيراً يلوح في الأفق مع زيارة بومبيو، وهو: هل يصدق زعماء المنطقة أن بومبيو يتحدث باسم رئيس غير متوقع التصرفات؟ ذلك أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمضى الأيام القليلة الماضية يناقض وزير خارجيته ومستشاريه حول خطط البيت الأبيض بشأن الشرق الأوسط. وأضافت المجلة أن «هذا التناقض في المواقف دفع وزارة الخارجية لإصدار بيان يؤكد فيه أن بومبيو يتحدث باسم رئيسه فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وأضافت أن الاضطراب الحادث يتمحور حول انسحاب قوات أميركا من سوريا؛ إذ أكد ترمب مراراً أنه قرار لا رجعة فيه، بينما يقول مستشاروه ومنهم مستشار الأمن القومي جون بولتون إن واشنطن لن تخرج حتى تقضي على تنظيم الدولة وخروج القوات الإيرانية الشيعية منها أيضا، وهو جدول قد يمتد إلى ما لا نهاية». وذكرت «بوليتيكو» أن الاضطراب في الموقف الأميركي ظاهر أيضاً في ملف إيران؛ إذ صرّح ترمب بأن طهران يمكنها فعل ما تشاء في سوريا، فيما يعدّ طعناً، فيما ظل بولتون وبومبيو ومستشارون آخرون يؤكدون عليه بأن قوات أميركا لن تخرج من سوريا ما لم تخرج ميليشيات الإيرانيين أولاً. واستطردت المجلة بالقول إن الالتواءات الموجودة بين تصريحات البيت الأبيض من ناحية والخارجية الأميركية وباقي المؤسسات من ناحية أخرى، فيما يتعلق بسياسة أميركا بالمنطقة، كانت حادة جداً، لدرجة دفعت النقاد للقول بأن بومبيو لا يمكنه التحلي بالثقة بأنه يتحدث باسم ترمب. ونقلت عن ألان جولدنبرج، المسؤول السابق في إدارة أوباما، قوله إن بومبيو يعلن في أحد الأيام أن قوات أميركا باقية في سوريا لوقت طويل لمحاربة إيران، ثم يأتي ترمب ليصرح في اليوم التالي بأن القوات سترحل خلال شهر وأن إيران يمكنها فعل ما ترغب هناك، مضيفاً أن تلك البيئة تنعدم فيها الفاعلية. أما المحللة دانا سترول، من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فرأت أن على بومبيو إلغاء خطابه المزمع في القاهرة خلال زيارته المنطقة، لأن الإدارة الأميركية عاجزة عن صياغة استراتيجية متماسكة تخص الشرق الأوسط ويقرّها الرئيس ترمب. وتابعت المجلة أن هناك أصواتاً ترى أن مايك بومبيو هو الوحيد الذي يمكنه تمثيل ترمب وتهدئة حلفاء واشنطن بالمنطقة، كونه أحد أوثق مستشاريه. ورأت المجلة أنه رغم ذلك فإن الأسبوع المقبل يمثل تحدياً لوزير الخارجية الأميركي الذي سيحط رحاله في ثماني دول عربية مع إمكانية زيارة إسرائيل والعراق؛ لكن أكثر محطتين تجذبان الانتباه هما خطابه في القاهرة، والمحادثات التي سيعقدها مع السعوديين. ولفتت المجلة إلى قضية جمال خاشقجي وتوقعات إثناء بومبيو على جهود النظام السعودي في إيقاف قتلة الصحافي المعارض، قائلة إن السعودية من أشد الأنظمة سلطوية في العالم خاصة تجاه النساء، بينما تعدّ إيران -وفقاً لعدة مقاييس- أكثر حرية من جارتها الخليجية. واعتبرت المجلة أن مدح بومبيو جهود السعوديين فيما يتعلق بالقبض على قتلة خاشقجي سيكون أمراً غريباً، بالنظر إلى الأسئلة الكثيرة المطروحة بشأن النظام القضائي في المملكة، والغضب تجاه ولي العهد محمد بن سلمان، المتهم بقتل الصحافي المعارض.;

مشاركة :