النويصر لـ المدينة : ضبابية الرؤية سبب هروبي من اتحاد الكرة

  • 2/8/2015
  • 00:00
  • 69
  • 0
  • 0
news-picture

محمد النويصر واحد من الأسماء التي فرضت وجودها على ساحة الكرة السعودية منذ بداية مشواره معها من البراعم حتى تقلد قيادة الرابطة التي تدير شؤون الاحتراف بها، فضلًا عن عضويته في اللجان الآسيوية والدولية، كان جريئًا في طرحه حول العلاقة بين اتحاد الكرة والجمعية العمومية، ودوره داخل الاتحاد، والمراهنات في دوريات كرة القدم، ودور الأندية فيما يحدث حاليًا لكرة القدم السعوية. = أبدأ معك هذه المرة من رابطة دوري المحترفين التي تحولت لمؤسسة كروية قوية لها سلطتها دون اعتماد نظام لها.. فكيف يحدث ذلك؟ - الرابطة كأي رابطة أخرى في العالم واجهت الكثير من المتاعب طيلة مراحل التأسيس، وكان لدينا منظومة مبنية على أساس نظام اتحاد كرة القدم الذي شكل المرجع الأساسي للعمل برئاسة الأمير نواف بن فيصل، وعندما تحولت لهيئة أصبحت بحاجة لنظام يخدم الأندية بشكل أكبر بحيث تكون هذه الأندية هي التي تدير الرابطة وتختار رئيسها، وليس بالضرورة أن يكون نائب رئيس الاتحاد أو حتى من طرف الاتحاد نفسه. لدينا نظام أساس جاهز منذ أكثر من سنة أعده كل من خالد المعمر وأحمد الخميس وعلي حمدان، عُرِض على جهات متخصِّصة في الخارج وتم التعديل عليه، لكننا لم نستطع العمل به لأنَّ النظام الأساس لاتحاد كرة القدم الذي نعمل تحت ظله يحتاج لتعديل، وعندما يُعدَّل نظام الاتحاد سنُشهر نظام الرابطة، ومع ذلك كله نحمد الله على ما تحقق من إنجازات للرابطة أفتخر بها شخصيًا، وأثني على من كان لهم جهد ملموس في هذه التحوُّلات مثل الأمراء سلطان بن فهد ونواف بن فيصل وحاليًا عبدالله بن مساعد ثم رئيس اتحاد كرة القدم أحمد عيد وأعضاء مجلس إدارته، وفي مقدمة الإنجازات والمكاسب هذه الكوكبة من الشباب السعودي المؤهل علميًا محليًا ودوليًا الذين سيقودون الرياضة السعودية عمومًا وكرة القدم خصوصًا في المسقبل، ومن حيث المداخيل فقد تجاوزت 130 مليون ريال سنويًا. = هذه الإجابة تدعونا لطرح سؤال حول العلاقة المتوترة بين الجمعية العمومية للاتحاد ومجلس الإدارة، واللغط والجدل القائم بين الطرفين بسبب النظام الأساس، فكيف ترى العلاقة بين الطرفين مستقبلًا وأنت نائب الرئيس؟ - بطبعي متفائل، وبالتالي لا يوجد لديّ خوف مما يدور بين الطرفين رغم أننى لم أتعمق في المشكلة، وهناك وجهة نظر قدمتها للجمعية العمومية الأولى بأن يكون هناك نائبان للرئيس أحدهما للرابطة والآخر لشؤون الاتحاد لكن لم يؤخذ بها، واستمررت في عملي الحالي كنائب لشؤون الرابطة وأتحمل جزءًا من مسؤولية الفشل، ولا أنسب لنفسي أي نوع من النجاح والإنجازات التي قام بها الآخرون، وكون هذه أول تجربة انتخابية أنتجت لنا مجلس الإدارة الحالي فمن الطبيعي أن تكون هناك اختلافات في وجهات النظر، وبعض الصراعات التي أراها إيجابية طالما أنَّ هدفها التطويرالذي أعشقه، إلا أنَّه من المهم أن يكون حوارنا، واختلافنا، وحتى صراعاتنا كما يسميها البعض راقية نحترم فيها الجميع ونتجنب الإساءات للأشخاص قبل الإساءة للمنظومة، فهؤلاء الناس أبناء أسر ولهم مكانتهم الاجتماعية، ناهيك عن أنَّ بعض الانتقادات والآراء تؤثِّر سلبًا على الرياضة واللعبة وعلاقتها بالمستثمرين والمعلنين الذين ابتعد بعضهم. = تحدثت عن دورك في مجلس إدارة الاتحاد واعترفت بأنَّك بعيد عن «الهمّ».. ألا ترى أنَّ هذا هروب من المسؤولية في هذه المرحلة من مسيرة الاتحاد؟ - لست بالشخص الذي يتهرب من المسؤولية لكني أحترم نفسي والمهمة المكلف بها، ولا أستطيع القيام بالمهمة في الاتحاد والرابطة معًا لأن لكل واحدة من المسؤليتين متطلبات وواجب مهم لا بدَّ أن يؤدَّى، وهذا الهروب كما أسميته أعلنت عنه قبل عقد الجمعية العمومية وطالبت بأن يكون هناك نائبان للرئيس وأن يكون أحدهما متواجدًا داخل مدينة الرياض ليخفف عن أحمد عيد الذي أسأل الله له العون والتوفيق في مهمته الصعبة. = ما يزيد على 12 سنة من العمل في اتحاد الكرة ولجانه المختلفة شهدت فيها الكرة السعودية إذا جاز التعبير انتكاسة لم تخرج منها، فأين هي خطط التطوير والمشروعات ودراسات الخبراء التي عملت على إعادة الوهج لهذه اللعبة؟ - كما تعلم بدأت علاقتي بكرة القدم من البراعم في نادي الشباب ثم لاعبًا بالفريق الأول وإداريًا ثم نائبًا ورئيسًا، وأفتخر بهذا النادي الذي أوصلني عام 2002 للاتحاد السعودي ثم الاتحادين الآسيوي والدولي، وأوكلت لي عدة مسؤوليات من بينها رئاسة اللجنة الفنية وعضوية لجنة المنتخبات واليوم نائبًا لرئيس الاتحاد ورئيسًا لرابطة دوري المحترفين بأنديتها الـ30، والعمل في الرياضة له وجهان: نجاح وفشل، وهذا ما حدث معنا حيث تأهلنا لكأس العالم 2006، ونهائي كأس آسيا 2007 وحققنا بطولات عربية وخليجية في هذه الفترة، في المقابل خسرنا التأهل لكأس العالم مرتين بأخطاء فردية وفي ثوان محدودة وهذا شيء عادي الحدوث في عالم كرة القدم ويتحمل مسؤوليته الجميع، والحقيقة التي يجب أن يعترف بها الجميع أنَّ الأندية هي الآن من يتحكم بواقع كرة القدم السعودية وبالتحديد منذ عام 2008 التي تحولت فيها إلى كيانات تجارية سهل عليها المشاركة آسيويا، وهذا ساهم في ارتفاع قوة الدوري السعودي الفنية والشرائية والإعلانية، والحضور الجماهيري هو الذي يحدد أيضًا قوة الدوري، ونحن هذا الموسم لم نزل في منتصف الدوري والحضور الجماهيري تجاوز ما كان عليه في ختام الموسم الماضي، وليس هذا فحسب فالحضور العالي صاحبه اهتمام عالمي كذلك وانتشار أفضل مع الناقل الحالي (شركة عبداللطيف جميل) التي أحدثت هي الأخرى نقلة نوعية في التنظيم يشهد لها الجميع، وأيضًا الشراكة مع الاتصالات السعودية ستضيف للدوري الكثير من حيث وسائل الاتصال والإنترنت، وهذا انعكس هذا على التسويق الإعلاني فالمساحات التي لدينا بيعت، وأصبحنا نبيع رخصة دون لوحات مثل شاي «ربيع» مشروب الدوري ومياه «هدا»، وعصيرات، وربما السيارات وغيرها، وبالملايين والحمدلله أصبحنا في مراحل متقدمة من التنظيم على مستوى آسيا. = الاهتمام بدوري الأبطال للأندية كان على حساب الحضور الدولي للمنتخبات السعودية، فما الفائدة من دوري قوي ومنتخبات ضعيفة؟ - هناك تباين واختلافات في وجهات النظر، فالبعض يرى أنَّ قوة الدوري المحلي يجب أن تصاحبها قوة للمنتخبات الوطنية، ورأي آخر لا يقرّ بهذا الرأي وهذه الحالة الشاذة تتجسد في الدوري الإنجليزي الأقوى على مستوى العالم بكل ما لديه من مقومات وإمكانات، ومع ذلك المنتخب الإنجليزي لا يحقِّق النتائج المأمولة، وهناك حالات مشابهة أيضًا، وإخفاقات المنتخب الوطني ليست مسؤولية اتحاد كرة القدم وحده بل مسؤولية الجميع لأنه نادي الجميع، وحتى ينجح المنتخب يجب أن تكون المنظومة الرياضية بأكملها ناجحة من خلال إستراتيجية يضعها الاتحاد ويعمل في إطارها الجميع، وعلينا أن نتعلَّم من الآخرين وفي مقدمتهم ألمانيا التجربة الأمثل، ونعتني بالنشء وألا ننظر للتجربة من واقع نتائج البراعم حتى المنتخب الأولمبي، ولكن يكون معيارنا الوحيد هو المنتخب الأول فقط، والمقياس هو عدد اللاعبين الذين يستفيد منهم هذا المنتخب. = فيما مضى قلت إنَّ 2015 هو عام الفراق بينك والمناصب الرياضية المحلية وربما الخارجية.. فهل ما زلت عند وعدك أم غيرت رأيك؟ - ما زلنا في بداية العام وهناك الكثير من الأحداث الرياضية حتى نهايته حين أعلن قراري النهائي، والذي أتوقع أن يكتب بالفعل نهاية ارتباطي بهذه المناصب حسب توجُّهي السابق خصوصًا على المستوى المحلي، وعلى المستوى القاري لا تزال لديّ بعض المهام الواجب عليّ إتمامها ومنها إنشاء رابطة لدوري المحترفين الآسيوي اقترحتها وقدمت نظامها للاتحاد الآسيوي الذي درسها عبر لجانه المختلفة، بعد أن أديت عملي كرئيس للجنة الأندية المحترفة في الفترة السابقة وحتى الآن، وهناك اتفاق على وجود الرابطة من قبل السعودية والإمارات وقطر وكوريا واليابان وأستراليا وليس بالضرورة أن أكون الرئيس لها، المهم أن توجد وتعمل على تنمية الأندية المحترفة في آسيا وكذلك تطوير الدوري وتوزيع المداخيل بحيث تكون الأندية هي المستفيد الأكبر. = ألا تخشى أن تواجه هذه الرابطة -حال أُنشئت وتوليت رئاستها كما هو متوقع- بسيل من الانتقادات كما حدث لك مع رابطة دوري المحترفين السعودي؟ - الاختلافات في وجهات النظر «لا تُفسد للعمل قضية»، فهي موجودة في كل هيئة ومنظمة رياضية بداية من الفيفا والاتحاد الأوروبي إلى أصغر اتحاد محلي، المهم أن يكون التباين في مصلحة العمل، ولو كنت أبحث عن مصلحتي الشخصية في الرابطة لسايرت من يساير الناس وحققت الكثير، لكنني عملت وفق رؤية وهدف أحمد الله أنه تحقق بقيام هذه الرابطة واستمرارها وتطورها، وهي ثمرة جهد وعمل مجموعة من الناس كنت أنا واحدًا منهم عملوا على أن يكون لها كيان تجاري منظم. وعملت على تطبيق شيء لا يهتم الآخرون به كثيرًا وهو رخصة الأندية المحترفة التي تحدد هوية فريق كرة القدم في كل ناد من الجوانب الفنية والادارية والمالية والتنظيمية والقانونية، حيث ستطبق هذه الرخص على الأندية محليًا ولن يُسمح لأي ناد بالمشاركة في دوري عبداللطيف جميل دون هذه الرخصة، وبالمناسبة أشكر طارق التويجري ولجنته (التراخيص) التي أعدت اللوائح الخاصة بهذا الجانب. = نعود لتوتر علاقة اتحاد كرة القدم بالجمعية العمومية.. من المتسبب في ذلك؟ - كما أسلفت الانتخابات تجربة جديدة علينا في الوسط الرياضي السعودي وهي أفرزت هذه المجموعة التي تقود الاتحاد وفق نظام التمثيل في الجمعية والذي اعترض عليه آنذاك عدد من أعضاء الجمعية العمومية ومنهم سلمان القريني وأحمد الخميس قبل انسحابه وخلفه سامي أبوخضير، مطالبين بأن يكون التمثيل للأندية وليس للأشخاص وهذا هو المطلوب مستقبلًا، مع أن يكون الترشُّح لعضوية مجلس الإدارة بنظام القوائم حتى يتحقق الانسجام لفريق العمل، ومع أن الفيفا اعترض في البداية على هذه الآلية لكنه قَبِلَ بها كتجربة أوَّلية على أن يتبع ذلك تعديل في النظام الأساس للاتحاد الذي يجيز عقد عدة اجتماعات في السنة مع أن المطلوب هو «عادي» سنويًا واثنين للحالات «الطارئة» أو «غير العادية»، وهذه من الأخطاء في النظام الأساس، وبصراحة أكثر هناك قصور في فهم بعض أعضاء الجمعية العمومية لدورهم، وكذلك الحال بالنسبة لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد وأنا واحد منهم، وأقرب مثال على ذلك أنَّ هناك فرقًا بين أن ترأس لجنة وأن تدير العمل داخل الاتحاد فالشق الأخير من مسؤولية الإدارة التنفيذية فقط وليس أعضاء اللجان. = هل تعتقد أنَّ اجتماع الجمعية العمومية المقبل سينظِّم هذا العمل أم أنه سيسحب الثقة مجلس الإدارة؟ - الواقع والمنطق يقول المهم أن نعمل من أجل مصلحة كرة القدم فليس مهمًا لديّ أن يستمر الاتحاد الحالي أو يرحل، المهم أن نحدد خطواتنا نحو المستقبل بتلافي أخطاء الماضي التي أشرت لبعضها في النظام الأساس، وفي عمل الاتحاد واللجان، ودور الأعضاء أيضًا لإنجاح التجربة والمحافظة عليها، فهناك أشخاص يرون أن العودة لنظام 50 % «انتخاب» والـ50 الباقية «تعيين» سيعطي الاتحاد قوة أكبر في استقطاب الخبرات التي تحتاجها اللعبة، وهناك آخرون يرون القوائم لكل رئيس، وثالث يرى أن تكون القوائم للرئيس ونائبه والأمين العام وهكذا. = هناك من يرى أنَّ اتحاد كرة القدم لا يزال يعاني من التبعية لرعاية الشباب وغيرها ولم يستقل بشخصيته.. ما قولك؟ - هذه التداخلات موجودة وبقوة وكل طرف يعتقد أن ذلك من اختصاصه بمعنى أن هناك رؤية ضبابية، وعلينا في هذه المرحلة أن نحدد صلاحية ودور كل طرف لا سيما أننا نعيش مرحلة انتقالية مهمة وهناك لجنة تدرس هذا الموضوع وستضع حتمًا الخطوط العريضة لسياسة المستقبل. = كانت لك تغريدة جريئة بوجود مراهنات في دوري الأبطال الآسيوي، اعتُبرت اختراقًا للخطوط الحمراء، لكنها شجعت آخرين على كيل هذه التهم للدوري السعودي الذي تتولي أنت إدارته منذ عدة سنوات.. بماذا ترد؟ - لن أعلق على تغريدتي، وما أحب أن أضيفه هنا أنَّ هناك مراهنات في دوريات كل بلاد العالم ولا سيَّما الدوريات المحترفة، وهناك شركات متخصصة من قبل الاتحاد الدولي والاتحادات القارية، وحتى بعض الاتحادات المحلية والروابط لمتابعة نزاهة المباريات، ولا يوجد أحد في مأمن من هذا الموضوع، ومن يقل غير ذلك فهو مخطئ، ونحن لدينا في الدوري السعودي نوع من الحماية تتمثل في الجوائز والعوائد التي تُصرف للأندية بحسب المراكز والعطاء، وهي تشجع الأندية على اللعب من أجل الفوز حتى آخر لحظة، كما أنَّ لدينا شخصًا يقوم بعملية المراقبة هو محمد الحميد المكلف من قبل الرابطة والاتحاد معًا.

مشاركة :