مفتي القاعدة السابق:إيران وقطر كسرتا حدة العداء "للجماعات الجهادية"

  • 1/9/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشف محفوظ ولد الوالد المعروف بـ"أبي حفص الموريتاني"، مفتي تنظيم القاعدة سابقا، في حديث له مع "العربية.نت"، عما وصفه بالعلاقة "المتوازنة" التي انتهجها كل من النظام الإيراني والقطري مع كافة الجماعات المسلحة "الجهادية"، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، ووفقا لتأويل الموريتاني تأتي علاقة الدولتين مع قياديي القاعدة وجماعة التكفير والهجرة والجماعة الليبية المقاتلة وغيرها من الجماعات المسلحة في إطار رعاية "المصالح السياسية". وقال: "لا شك أن إيران كانت حاضرة في موضوع القاعدة لأكثر من سبب، من بينها الموقع الجغرافي المجاور لأفغانستان، كذلك كان لقطر حضور جزئي، حيث إنها كانت أقل دول الخليج في مواجهة طالبان، وأظن أنها الدولة الوحيدة التي لم ترسل قوات إلى أفغانستان خلال الحرب الأميركية"، مضيفا أن "قطر كانت لها سياسة معينة تجاه الاتجاهات الإسلامية، وهي أقل حدة عن بقية الدول الأخرى، وهو الأمر الذي دفع الجماعات والتنظيمات المسلحة إلى استثناء قطر من بين بقية الدول الخليجية رغم انخراطها ضمن ما عرف بالحرب على الإرهاب". وأضاف أبو حفص الموريتاني، المفاوض المسؤول عن إنهاء صفقة إيواء قادة تنظيم القاعدة وبقية الجماعات المسلحة في إيران، وذلك في غضون فترة الحرب على أفغانستان بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر: "لعبت إيران بذكاء وكانت حريصة على ألا تصطدم بالجماعات الإسلامية، وكانت حقيقة تمارس السياسة بشكل جيد جدا، حيث استطاعت أن تتجنب المواجهة المسلحة على أرضها مع هذه الجماعات.. مع حرصها في الوقت ذاته على ألا تكون منطلقا لأي أعمال عسكرية ضد دول أخرى، (على حد وصفه)، كما تمكنت من الاحتفاظ بنوع من التميز والاستقلال في مواجهة ما يسمى الإرهاب، فلم تنخرط في الحرب الأميركية على الإرهاب محققة مكاسب من خلال هذا التوازن". وأوضح: "كنت مسؤول التفاوض مع الإيرانيين عند دخول عناصر التنظيم وأسرهم إلى إيران، حيث طلب مني شيوخ القاعدة التفاوض مع الإيرانيين إلا أنني رفضت الابتداء بطلب المبادرة، حيث كان الأغلب أنهم سيرفضون، إذ سبق وطلبوا منا علاقة معينة ورفضناها من قبل، والآن في هذا الوضع لن يقبلوا استضافتنا، هذا الانطباع تم إيصاله إلى الطرف الإيراني، فبادروا هم بالاتصال وقالوا أنتم في وضع إنساني وعلينا أن نتجاوز خلافاتنا الماضية. بالمناسبة تفاوضي معهم لم يكن مقتصرا فقط على موضوع القاعدة وإنما شمل كافة الجماعات الجهادية والإسلامية التي كانت موجودة في أفغانستان". وتابع أبو حفص الموريتاني: "الخلاصة أنه بعد سقوط سلطة حركة طالبان واضطرار جماعات الجهاد للخروج من أفغانستان، طلبني الإيرانيون عندهم للتفاوض بشأن قبول دخول النساء والأطفال والأرامل وضحايا الحرب الأميركية الدولية وعبور المقاتلين عبر أراضيها، عاد عدد كبير من الشباب إلى بلادهم ممن كان وضعه يسمح بذلك، وبقيت مجموعات أخرى لعدم توفر الأوراق الرسمية، أو ممن لديهم مشاكل أمنية في بلادهم فأقاموا في إيران، حتى تسرب خبر وجود قيادات الجماعات "الجهادية" للمجتمع الدولي فألقت الأجهزة الأمنية القبض عليهم". واقتضت سياسة الحرس الثوري الإيراني لمعالجة تسرب نبأ وجود قيادات القاعدة في طهران "تسليم بعض العناصر لدولهم وعناصر أخرى لحكومة باكستان، مع إبقاء العناصر والقيادات الهامة ممن لها ثمن وقيمة.. ولاتزال إيران حتى اليوم تحتفظ ببعض العناصر والقيادات ممن لا يستطيعون العودة إلى بلادهم، كما أنهم مطلوبون دوليا.. حقيقة الإيرانيون يديرون السياسة بشكل جيد جدا، فمن جهة أمنوا أنفسهم مع الأميركيين، ومن جهة أخرى مع الجماعات الجهادية"، مشيدا في الوقت ذاته بطبيعة معاملة النظام الإيراني لمجلس شورى تنظيم القاعدة وبقية قيادات الجماعات المتطرفة قائلا: "في البداية وضعنا بالسجن ثم أخرجونا منه وكانت خلاصة معاملتهم لنا طيبة وحسنة ولم يتعمدوا الإساءة المذهبية أو غيرها". وعن هذه العلاقة الغامضة التي جمعت النظام القطري والإيراني بالجماعات الإسلاموية المسلحة قال أبو حفص الموريتاني: "كل ذلك لا يعني وجود علاقة خاصة بين قطر وإيران وبين هذه الجماعات المسلحة، وإنما كل ما في الأمر أن هاتين الدولتين راعتا مصالحهما السياسية، حيث كانتا أقل حدة في المواجهة، وكانتا تتقاربان في هذه السياسة، وأظن أنهما نجحتا في ذلك إلى حد كبير، في حين أن هناك دولا كبرى لم تكن لتقدر الأمور بالشكل الصحيح فانخرطت في الحرب الأميركية". شعار "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" وفسر أبو حفص الموريتاني الذي مكث في طهران مع باقي قيادات تنظيم القاعدة لمدة 10 سنوات، تجاهل الجماعات "الجهادية" المتطرفة وجود قاعدة "العديد الأميركية" في قطر، والتي كانت منطلقا للغارات الأميركية التي استهدفت حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان وكذلك العراق، واستثناءها من شعار القاعدة "أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" بقوله: "الجماعات الإسلامية والجهادية لا تصنف قطر كدولة تحكم بالشريعة الإسلامية، أو أنها قدوة حسنة ولا كذلك نظرتهم إلى تركيا أو إلى إيران حسب فهم هذه الجماعات ومعيارها، ولكن يرون أن هذه الدول لم تجعل حربها لهذه الجماعات أولوية بالنسبة لها، بينما هناك دول تتطوع وتسابق الأعداء في محاربة الجماعات وكل ما هو إسلامي، وبذلك تصدرت قائمة العداء من قبل الجماعات الإسلامية"، مضيفا: "استطاعت كل من قطر وإيران أن تكسرا من حدة العداء للجماعات الإسلامية ولم تجعل مواجهتها ضمن أولوياتها على الأقل". وأشار إلى أن اختيار بن لادن زعيم القاعدة دولة قطر كوجهة لابنه حمزة بن لادن وريث تنظيم القاعدة الحالي، كما جاء في يومياته التي أفرجت عنها السلطات الأميركية.. لاطمئنانه للنهج السياسي في قطر في عدم مواجهة الحركات الإسلامية والمسلحة منها، واتباع سياسة حادة معها قائلا: "لعل الشيخ أسامة أحس أنها ستكون أفضل بلد يقيم فيه أبناؤه، واليوم قطر تستضيف عددا من أبناء أسامة بن لادن بعد عودتهم من مقر إقامة والدتهم في مدينة اللاذقية السورية بعد خروجهم من إيران، كما تم منحهم الجنسية القطرية". قناة الجزيرة وبن لادن وأكد مفتي القاعدة أبو حفص الموريتاني، أن ما ورد في وثائق أبوت آباد بشأن الاتصال والتواصل مع مراسلي قناة الجزيرة صحيح قائلا: "لقد كانت قناة الجزيرة بالنسبة لنا أهم فضائية عربية نشاهدها، لذلك تطلب وجود عناوين لمراسلي قناة الجزيرة، حيث إنه من الطبيعي أن تسعى الحركات الإسلامية إلى إيصال رسائلها إلى الجمهور عبر أكثر القنوات جماهيرية.. من هنا جاء حرص أسامة بن لادن والقاعدة على إيصال خطابهم من خلالها، ومن جهة أخرى كانت تسمح قناة الجزيرة بظهور خطاب الحركات الإسلامية أكثر من أي قناة أخرى، كما كانت تسعى إلى تغطية الأخبار القادمة من بن لادن، وتتوسع في نشر أخبار التنظيم"، مشيرا إلى أنه بعد تعرضها للضغط من قبل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا "اتخذت سياسة أخرى وأصبحت لا تنشر إلا ما له قيمة خبرية حسب معيارها وسياستها التحريرية".

مشاركة :