< يتجه البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى دعوة القيادات المارونية إلى الاجتماع تحت برعاية بكركي للضغط من أجل تشكيل الحكومة، وفق ما نقل عنه رئيس «حركة الاستقلال» النائب ميشال معوض اثر لقائه في الصرح البطريركي. وسيبدأ البطريرك بحسب «المركزية» قريباً بإجراء سلسلة اتصالات مع القادة الموارنة لدعوتهم الى طاولة حوار في بكركي لمناقشة جدول اعمال من بند وحيد: كيفية الخروج من مأزق الحكومة والذهاب نحو تأليف سريع، لأن البلد لم يعد يحتمل ترف التأخير والشروط والمطالب التعجيزية. ويُرجّح ان يُعقد الاجتماع الاسبوع المقبل قبل توجّه البطريرك الى الولايات المتحدة الاميركية في 21 الجاري، في زيارة ببعدين راعوي وسياسي ستكون حافلة بجدول لقاءات روحية وسياسية مع مسؤولين في الادارة الاميركية. ومن بكركي قال معوض: «الزيارة هي لتقديم التهاني بالسنة الجديدة لكي نبدأ عامنا تحت مظلة هذا الصرح الوطني الكبير. واليوم نضم صوتنا الى صوت غبطته بضرورة تشكيل حكومة في اسرع وقت، وهذا يتطلب أولاً عودة الجميع الى لبنان لأن اقتناعي يقول إنه بغض النظر عن الابعاد الداخلية لهذه الازمة والاشكال التي تتخذها أكان صراعاً من هنا او تحميل مسؤوليات من هناك ولقاءات مفتعلة من هنا، عمليا هناك ارادة من بعض القوى الاقليمية لتعطيل هذه الحكومة، لكن ليس قدرنا ان نستورد المشاكل دائماً من الخارج، لم يعد لدينا الترف والدخول في الصراعات الاقليمية التي ستدمرنا وتدمر بلدنا. الوضع الاقتصادي لا يحتمل وكلك المعيشي والمالي ووجع الناس ايضاً لا يحتمل. من هذا المنطلق لا نستطيع الاستمرار في التفرج. يجب ان ندفع في اتجاه تأليف الحكومة». وأضاف: «ناقشنا مع سيدنا واقترح علينا عقد اجتماع برعاية هذا الصرح للقيادات المسيحية المارونية، وأنا اكيد بتصرف سيدنا في هذا الموضوع الضروري وأن نجتمع قدر المستطاع للضغط في اتجاه تأليف حكومة. مهما كانت الخلافات والاراء المتعددة يجب ان نجتمع على تأليف حكومة لإنها المدخل للاصلاحات، والمطلوب ليس حكومة تعطيل انما حكومة اصلاحات تستطيع ان تأخذ زمام المبادرة وتعالج هذا الوضع الاقتصادي الذي يهدد اليوم بتدمير كل شيء بما فيه هوية لبنان». أما وزير الاشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس فقال: «تكلمنا فقط في شؤون المواطنين لان هناك الكثير منهم يقصدون البطريركية لطلب بعض الخدمات، ونأمل تلبيتها». قيل له هل تؤيدون طرح البطريرك تشكيل حكومة مصغرة من حياديين؟ اجاب: «رحم الله امرأ عرف حده فوقف عنده، والذين يؤلفون الحكومات في لبنان معروفون وناشطون في هذا المجال الله يقويهم. انا عملي الان تأمين سلامة الناس على الطرق وألا تحتجزهم الثلوج والعاصفة ليصلوا الى منازلهم لئلا نضطر الى انقاذهم، اعرف حدودي واليوم أعمل على الطرقات لسلامة الناس». وعلى من تقع تحديداً مسؤولية تعطيل الحكومة؟ اجاب: «اعتقد جازما أن الموضوع داخلي فقط، وعلى الناس أن تتواضع من اجل تأليف هذه الحكومة، وعندما تتواضع الناس برأيي ستشكل الحكومة اليوم قبل غد، وهناك الكثير من الاشاعات والتهم تذهب في هذا الاتجاه أو ذاك، والمطلعون على موضوع تأليف الحكومة يعلمون جديا كما الجميع يعلم اين الحكومة متوقفة». ثم استقبل البطريرك الراعي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في زيارة للتهنئة بالاعياد، وكانت مناسبة لعرض التطورات الراهنة. وقال البطريرك للواء ابراهيم: «نأسف لأن الدستور قد وُضع جانباً».
مشاركة :