صدم الرئيس الأمريكي أوباما أمس بعد أن صوت مجلس الشيوخ الأمريكي ضد المشروع الذي كان سيتيح تمويل الدولة الفيدرالية بشكل مؤقت، بعد أن استنزفت ميزانية الخدمات العامة منذ وقت مبكر رغم مناشدات الرئيس مؤخرا الذي طالب بحل الأزمة قائلا: نريد التفاوض بـ«نية صادقة» دون «تهديدات» و«دون أن نكون تحت سحابة تعليق المدفوعات»، في إشارة إلى المشاكل التي قد يتسبب فيها خلاف مماثل حول زيادة سقف المديونية وإحداث شلل حكومي متوقع في الخدمات الحكومية ابتداء من اليوم الثلاثاء لما تمثله من تهديد لعدم دفع رواتب مئات الآلاف من الموظفين وغلق الخدمات العامة غير الأساسية لعدم توفر أي أموال متبقية في الميزانية لسد العجز. وتترقب أسواق المال في العالم بحالة من التوتر والقلق التصويت النهائي من الكونجرس الأمريكي بشأن موازنة الولايات المتحدة بعد مأزق تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي أمس والذين صوتوا 54 إلى 46 صوتا برفض تأجيل تشريعات الرعاية الصحية أيضا لنحو عام. وكان مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديمقراطيون قد عدل يوم الجمعة الماضي اقتراح مجلس النواب بحيث يشمل تمويل الحكومة لبرنامج الإصلاح الصحي الذي نفذه أوباما، وهو ما رفضه مجلس النواب، الذي طالب بتأخير تطبيق العناصر الهامة ببرنامج الرئيس الطبي لمدة عام. وأعلن أوباما في رد فعل أولي أنه سيتحدث مع زعماء الكونجرس اليوم لتفادي حدوث شلل جزئي بعمل الوكالات الفيدرالية ابتداء من اليوم الذي يمثل بداية العام المالي الجديد بعد أن كان التصويت مخيبا للآمال، وملوحاً بذات الصدد باستخدام الفيتو كخيار قانوني متاح في حالة عدم التوصل لحل للأزمة. وكانت الأسواق الأمريكية قد افتتحت أولى جلساتها الأسبوعية أمس مكتسية باللون الأحمر وسط توتر وترقب كبير، ومن المتوقع أن احتمالية عدم تدخل الكونجرس في الأيام المقبلة قد يؤثر على أسواق المال في العالم ككل بالإضافة لتأثيره القوي على الدولار والذي بات واضحا في الأيام الأخيرة خصوصا بعد تحقيق اليورو والباوند لمكاسب كبيرة أمام الدولار، جراء تفاقم الأزمة مؤخرا.
مشاركة :