الدوحة - ترجمة الراية : قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إنّ ولي العهد السعودي، محمّد بن سلمان لم يتعلم من أقرب الدروس، وإلا بماذا يفسر حجب حلقة برنامج الكوميدي حسن منهاج لشبكة «نتفليكس» الأمريكية بطلب من المملكة العربية السعودية بسبب انتقادها لجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وحرب اليمن التي تقودها المملكة العربية السعودية، فبالتأكيد أنّ ذلك يدل على أنه لا تغيير في سياسة الرياض منذ وقوع الجريمة. لقد جاء ذلك في مقال لهيئة تحرير الصحفية الأمريكية بعنوان «حجب السعوديين عرض حسن منهاج في نتفليكس يثبت عدم تغيّر أي شيء في الرياض». وأوردت الصحيفة ما قاله الكوميدي منهاج، خلال برنامج «باتريوت آكت» الذي يشرف على تقديمه، بأن ولي العهد السعودي لا يقوم بتحديث السعودية، وأن الشيء الوحيد الذي يقوم بتحديثه هو «الديكتاتورية السعودية». وقالت إن السلطات في المملكة العربية السعودية قد أمرت بحجب الحلقة المذكورة من البرنامج في إطار قانون الأمن السيبراني، في خطوة تؤكّد ما تحدّث عنه الكوميدي الأمريكي، مشيرة إلى موافقة «نتفليكس» على الحجب. وذكرت الصحيفة لابدّ أن الحلقة قد أغضبت ابن سلمان في تعاملها مع القتل الوحشي لجمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، ومع أنها حجبت في المملكة إلا أنها متاحة على نتفليكس خارجها، ولا تزال على موقع يوتيوب. وانتقد مقال صحيفة الواشنطن بوست مُوافقة شبكة «نتفليكس» على حجب الحلقة من أجل الالتزام بقانون الأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية، قائلة: إنه « من المؤسف أن المزيد من عمالقة التكنولوجيا لا يظهرون جرأة أكثر في تصديهم للرقابة والطغاة «. ولفت الصحيفة إلى أنّ رؤية ولي العهد السعودي ستتعرّض للانسداد بشكل كبير دون منح الحرية الحقيقية لأبناء شعبه. وأضافت الصحيفة إنّ الطغيان والتحديث لا يلتقيان كشريكين طبيعيين، خصوصاً أن الشفافية والتدفق الحر للمعلومات أكثر فائدة للتنمية الاقتصادية من قتل صحفي وترويج كل هذا الكذب البواح عن قتله. وختمت واشنطن بوست مقالها بالقول: منذ جريمة قتل خاشقجي البشعة لا يبدو أن هناك أي تغيير جوهري في الرياض، بل مجرد تمويه واحتواء للضرر، وبدون حرية حقيقية لشعبه ستبقى رؤية ولي العهد مُعطّلة بشكل كبير.
مشاركة :