بين اللواء غرم الله الزهراني مدير شرطة المنطقة الشرقية أن من أبرز الملاحظات التي ترافق المشكلات الأسرية في الآونة الأخيرة تتعلق بانشغال فئة من الآباء عن أسرهم بالسهر لساعات طوال خارج المنزل في ممارسة باتت شبه يومية، ما ينتج عنها عدم الاهتمام بشؤون الأسرة منوها إلى أن التغير السريع الذي يطرأ على العالم وبالأخص في جانب تطور التقنية أصاب بعض الأسر بفتور في علاقاتها الداخلية مما أثّر على المفهوم العام للاستقرار. الأمر الذي يتصل أيضا باستقرار المجتمع من الجانب الأمني محذرا من اهتمام الآباء بالعطاء المادي على حساب العطاء المعنوي قائلا : إن بعض الآباء بات يعفي نفسه من بعض المسؤوليات حينما يعتقد أنه قام بدوره بمجرد توفير الاحتياجات المادية للأسرة. وأكد اللواء غرم الله أن العطاء المادي ليس كل شيء والأسرة تحتاج إلى الكثير في رعايتها، لاسيما في الوقت الحالي الذي يعد من أصعب الأوقات نتيجة المتغيرات المتسارعة. وأكد اللواء غرم الله الزهراني على أن استقرار الأسرة يمس بشكل مباشر استقرار الحالة الأمنية بوجه عام والأسرة إما أن تنتج أفرادا صالحين أو تنتج أفرادا مضرين بمجتمعاتهم. وأشاد اللواء غرم الله بدور جمعية وئام وما تقوم به تجاه المجتمع، ما جعل أمينها الدكتور العبدالقادر يشير إلى أن (وئام) التي يرأسها فخريا صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية ساهمت في استقرار 6 آلاف أسرة سعودية من خلال تزويج 6 آلاف شاب خلال السنوات القليلة الماضية، مقدمة لهم الدعم المعنوي المتمثل في دورة تدريبية تعين الأزواج الجدد على الحفاظ على استقرارهم المستقبلي. وأكد اللواء غرم الله بأهمية الملتقى وأن شرطة المنطقة الشرقية ستكلف بعض ضباطها المتخصصين في أقسام التخطيط والتطوير لحضور جلسات الملتقى بغرض الإثراء المعرفي والاستفادة. يشار إلى أن الملتقى الذي سيقام حظي بدعم من (سبكيم) وصيدليات (الدواء) وشركة (الصحراء) إيمانا بأهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في حماية المجتمع وصونه من العوامل الدخيلة، وسيقام الملتقى خلال شهرين في مدينة الدمام برعاية سمو أمير المنطقة الشرقية وحضور وزير الشؤون الاجتماعية,, فيما قال المستشار الإعلامي للملتقى ومدير وكالة موفون للدراسات الإعلامية خالد الجناحي : إن التكامل بين رجل الأمن وبين عالم الاجتماع والمتخصص في الشأن الأسري من شأنه أن يرفع من كفاءة أداء الأجهزة المعنية بأمن المجتمع واستقراره، لا سيما وأن التعامل مع الظواهر ميدانيا ناتج عن عوامل مجتمعية معقدة. مؤكدا على أهمية الشراكة بين رجال الأمن وعلماء الاجتماع والمختصين في شؤون الأسرة لمواجهة التحديات المعقدة التي طرأت على المجتمعات جاء ذلك من خلال لقاء مدير شرطة المنطقة الشرقية اللواء غرم الله الزهراني وتلقيه دعوة من جمعية وئام لحضور جلسات ملتقى (الأسرة السعودية 1445هـ) الذي يستشرف مستقبل الأسرة السعودية خلال السنوات العشر المقبلة في ظل التحديدات والمتغيرات الكبيرة التي تواجه المجتمعات في كافة أنحاء العالم. قدمها أمين جمعية وئام الدكتور محمد العبدالقادر بحضور المستشار الإعلامي للملتقى خالد الجناحي.
مشاركة :