الخضير لـ«ثقافة اليوم»: ثلاثة مقومات لبقاء الشعر الفصيح

  • 1/10/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الشاعر الأحسائي عبدالله بن علي الخضير، أن للشعر الفصيح ثلاثة مقوّمات يستمد من خلالها قوّته وثباته، منطلقاً من أن الشعر وعاء اللغة ومستودعها، فهو كما قال الخضير: مازال رافداً مهمّاً للغة العربية لأنّه نشأ بنشأتها، وهو أزليٌّ حيث له مرجعيّة أممية وحضاريّة، وهو حالة وجودية إذ يمثّل خلاصة صافية للتجارب الإنسانية بصفته مصدراً للحكمة والمعرفة. واعتبر أن الشعر الفصيح يعيش حالة رقيّ واطمئنان وهو مستقرّ، فهو حسب رأيه مازال مطلوباً ومحبوباً لدى جماهيرية الناس، فالذائقة فصيحة، مرجعاً ذلك إلى عوامل كثيرة ساعدت في الحفاظ على هذه الذائقة وأبرزها الاهتمام الحكومي والشعبي على مستوى الوطن العربي باللغة العربية من خلال تعليم الشعر في المؤسسات التعليمية والثقافية وتدريسه ونشره وطباعته وعقد دورات ومسابقات تدعّم هذه الذائقة، مع توفير منصّات الإلقاء لهذا الفنّ الجميل. وكون نادي الأحساء الأدبي إحدى هذه المؤسسات التي دعمت الشعر العربي قال: سأتحدث عن النادي بصفتي مثقفاً ومواطناً يسعى لأن يكون له حظّ من هذا الصرح الثقافي بمدينته لا بصفتي عضواً سابقاً في لجنة الشعر، ولا بصفتي عضواً للجمعية العمومية، سأتجرّد من هذا كلّه، من أجل الحقيقة والواقع.. وأضاف: نادي الأحساء الأدبي يزيد عمره على أكثر من عشر سنوات فهو نادٍ ناشئ مقارنة بالأندية الأخرى، ولكنّه تجاوزها بالأرقام والإحصائيات، وإنجازاته تشهد بذلك، وتعاقبت عليه إدارات متعددة، لها الشكر والتقدير، والآن تحت رئاسة الأستاذ الدكتور ظافر الشهري، الذي يعمل بجد وإخلاص وإتقان من أجل الرقي بثقافتنا السعودية وهويّتنا الوطنية الثقافية، وترسيخ منهج ومفهوم المواطنة من خلال ما يُطرح من مهرجانات ومحاضرات وندوات ومسابقات وإصدارات فكرية وثقافية، كان للشعر فيها حظوة كبيرة ومهمة جداً. ومن منطلق أنه شاعر ومثقف تحدث عن قلق الشاعر اتجاه الما وراء واصفاً القلق بالحالة النفسية التي تصيب الإنسان، ولكن طريقة التناول والتعاطي مع هذه الحالة النفسية تختلف إن كان صاحب القلق شاعراً، لأن القلق سيتحول إلى أثر فنّي يكون سبباً في إبراز قيمة جمالية. واستطرد: حين يتشكل النصّ الإبداعي خارج إطار المؤول المباشر أو السطحيّة أو درجة الصفر إلى ما هو أعمق وأقوى أثراً في تجربة الشاعر النفسية، فيكون القلق متفاعلاً مع اللغة والدلالة والإيقاع، فالشاعر ليس كالإنسان العادي ينظر للقلق كحالة نفسية مجرّدة من دون أن يكون لها أبعاد. وانتقل الحديث مع الخضير إلى النقد وتأثره به قائلاً: النقد مرحلة مهمّة في حياة المبدع لأنه يطوّره ويقوّمه - بعيداً - عن المجاملة؛ لأن المجاملات تُسقط المبدعين وإبداعهم وتكشفهم في المناسبات الثقافية، ولذلك أحرص على الناقد الجادّ الذي ينقدك لنصّك لا لشخصك، وأقدّر كثيراً من ينقد بمنهج موت المؤلّف، لأنّه سينصفه دون النظر إليه من معرفة قريبة أو بعيدة أو محاباة أو مجاملة. واستعار الخضير مقولة "الشاعر إذا ركب وإذا رهب وإذا طرب" مبينًا أن الشاعر في حالة انتشاء مع ذاته ومع خيالاته التي تلهمه اللاوعي وتخرجه من الوعي، موضحاً: إن لم يكن الشاعر في حالة صراع عنيف مع ذاته لن ينتج شعراً، لأن الحالة الشعرية حالة مخاض بل هي أشد، ولو سألت كثيراً من الشعراء عن حالتهم لحظة الكتابة أو بعض طقوسهم لتستغرب من المعاناة والمكابدة من أجل إنجاز نصّ شعري، حتى إن العرب قديماً كانوا يشذّبون ويهذّبون القصيدة حتى تخرج بالشكل اللائق، فالشاعر يعيش "إنفلونزا الشعر" حتى يخرج ما به من حُمّى داخلية لا تهدأ إلاّ بكبسولة من بنادول الشوق والحب والألم والمعاناة. وفي رد على سؤال: لو وجدت نصاً لك منشوراً ومذيلاً باسم غيرك.. ما موقفك؟ قال: أولاً أنا حريص كل الحرص على أن لا أنشر قصائدي في أي منتدى أو موقع، وإن نشرت فهو الآن عن طريق التويتر وذلك ببيت أو بيتين فقط، وإن كنت سأنشر سيكون النص مُلقى منّي في إحدى المناسبات، وغالباً إن نشرتُ فسيكون النص موثّقاً في ديواني، فمجال السرقة ضعيف جداً، وكنتُ أوصي أصدقائي الشعراء بعدم النشر لأنني علمت من بعضهم بسرقة الكثير من قصائدهم ونسبتها لغيرهم، والكل يعلم ليس هناك محكمة تأخذ الحقّ الفكري من الغير، فليست هناك حماية فكرية، وإن وجدت فهي لسرقة واضحة وبشكل كبير وعادة تكون في الإصدارات والمؤلفات والبحوث، ويتم اكتشافها سريعاً. واختار أن تكون الكلمة الأخيرة له في هذا اللقاء بيتاً من الشعر قال فيه: للسّعوديّ قـــــــوّةٌ كـ(طُويــــقٍ) ثابتُ العزمِ يسبقُ الأحلاما

مشاركة :