«الثقافة تغني المواهب الفنية وتصقل الذائقة الجمالية المطلوبة للجيل الجديد، بأن تفسح المجال أمامه لاكتساب مزيد من المعرفة والخبرة وتطلق التخيل والخيال، وبهذا يتمكنون من الابتكار والإبداع».. بهذا التفاؤل، تحدثت الفنانة وعد بوحسون وهي تحيي جمهورها الذي امتلأت به مدرجات المسرح في المجمع الثقافي ليستمع ويستمتع بالأمسية التي أقيمت أول من أمس تحت رعاية حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان. وهذه الأمسية من تنظيم دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وهي أول أمسية تقام ضمن برنامج العروض الموسيقية «أمسيات». وتحت عنوان: «شغف الشعر»، بدأت الفنانة الجزء الأول من برنامجها الغنائي الذي ضم 10 فقرات، جمعت بين الغناء والعزف المنفرد على العود، وكانت الفقرة الأولى بعنوان: «قلق» من شعر «أدونيس- 1930»، وموسيقى وعد بوحسون، كما أنشدت الفنانة مقطعاً من قصيدة لشيخ الصوفية محي الدين بن عربي. وبمشاركة عازفين من الفرقة الموسيقية لبيت العود، وهم إبراهيم كولا على الناي، وأحمد طه على الشيلو، ومعهما من تركيا على آلة القانون هاكان غونغور، ونيسيت كوتاس على الإيقاع، أدت الفنانة فقرات متنوعة بين العزف المنفرد والغناء، بدآ بشعر جلال الدين الرومي، وقيس بن الملوح، وصولاً إلى مقام الصبا والبياتي، وموشح «العيون»، كما كان للشعر النبطي دوره في الغناء الشجي، ومنه الشروقي، والهجني، والحداء، والجوفية. ومن مقام الحجاز صدحت أغنية «يا نائماً» من شعر ابن زيدون، ثم موشح «يا غزالاً..». واختتمت الأمسية بأغنية مشهورة لأم كلثوم: «على بلد المحبوب وديني»، وهي من شعر أحمد رامي، وألحان رياض السنباطي. وعبرت الفنانة وعد أبوحسن عن سعادتها بأن يعود المجمع الثقافي ليحتضن الفعاليات والبرامج الثقافية كما كان، خاصة أن المجمع ينفرد بموقع متميز في وسط المدينة، وبقرب قصر الحصن المتحف الذي كان بيت الشيخ زايد رحمه الله، ومنه انطلق الحكم في إدارة البلاد بحكمة وثبات.
مشاركة :