تحت العنوان أعلاه، كتب فلاديمير دوبرينين، في "أوراسيا ديلي"، حول الصعوبات والمصالح والمخاوف التي تحول دون تشكيل جيش أوروبي موحد. وجاء في المقال: قبل بضعة أشهر، أثارت المجتمع الأوروبي تصريحات أنغيلا ميركل وإيمانويل ماكرون بشأن إنشاء جيش أوروبي موحد. وبالطبع، لم يكن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خبر هذا العام، مع أن الخبراء الأوروبيين يرونه اليوم أحد الأسباب الرئيسية التي تحول دون تشكيل تحالف عسكري لم يبدأ بعد في التبلور بعد. الجيش الأوروبي المشترك، وفق كلوديا ميجور، الخبيرة الأمنية في مؤسسة العلوم والسياسة الألمانية (SWP)، وكريستيان ميلينغ، من باحثي الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية (DGAP) في مسائل الدفاع، "مشروع سابق لأوانه"... المشكلة الرئيسية، كما يقول بحثهما، هي أن لدى "باريس وبرلين أهدافا مختلفة من تنفيذ هذه المبادرة. فحالما تنتقلان من الأقوال إلى الأفعال، سينشأ بينهما احتكاك وتوتر". فالقيادة الألمانية الحالية ترى في الجيش الموحد خطوة أخرى نحو التكامل السياسي للكتلة، وطريقة إضافية لضمان السلام بين الدول الأعضاء، بينما، في باريس، ينظرون إلى الجيش الأوروبي الموحد كعنصر إضافي في الاتحاد الأوروبي للدفع بمصالحه في مناطق نفوذه.. هناك فرقان دقيقان آخران يعقّدان تنظيم جيش أوروبي موحد: أولاً، وجود جيش واحد يختلف كليا عن حصيلة تجميع جيوش الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. فالأمر يحتاج إلى إنشاء قيادة وتنسيق قتالي وبالطبع المال؛ وثانيا، إمكانية استخدام جيش موحد في وظائف بوليسية. فليس هناك ذكر لهذه الإمكانية، في أي مكان. لا يمكن للجيش الأوروبي الموحد، بحكم تعريفه، أن يبقى بمنأى عن المشاكل التي يحلها الاتحاد بالوسائل العسكرية. وهذا يعني، وجود احتمال كبير لاستخدامه في أي من بلدان الاتحاد التي "تحاول رفع مصالحها الوطنية فوق مصلحة الاتحاد". لعل قادة العديد من البلدان الأخرى قد رأوا بالفعل هذا الاحتمال غير المستحب، ولذلك، فلم ينضم أحد إلى فرنسا وألمانيا في حملاتهما النشطة لإنشاء جيش أوروبي موحد. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :