ذكرت صحيفة "نيو ريببلك" الأمريكية، في تقرير مطول لها اليوم الخميس، أن القاهرة تبدو المكان الأنسب الذي تعلن فيه الإدارات الأمريكية المتعاقبة نواياها في الشرق الأوسط. وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ 10 سنوات مضت، وقف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وألقى خطابًا في جامعة القاهرة ليتحدّث عمّا وصفه بـ "بداية جديدة"، وفي 2005، اختارت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة جامعة مختلفة بنفس المدينة لتتحدث عن سياسة إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن "أجندة الحرية" في المنطقة. وأضافت أنه مع الوقت، أظهرت هذه الخطابات رفيعة المستوى، كل على طريقته، أن الكلمات تحمل الكثير، لكنه يجب أن تدعمها الأفعال لتدفع الآمال التي تنعشها بين قادة وشعوب المنطقة. واليوم، يلقى مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي كلمته الخاصة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ليقدم عرضا لاتجاهات سياسة الشرق الأوسط، مع دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عامه الثالث في البيت الأبيض. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه وسط حالة الفوضى الداخلية، والإغلاق الحكومي الجزئي، وأزمة بناء الجدار، والقضايا القانونية التي تلاحق ترامب، فإن هناك فرصة لرأس الدبلوماسية الأمريكية كي يتكلم بضراحة ووضوح وواقعية للمنطقة وقادتها. وقالت إن تطوير وتنفيذ استراتيجية متينة ومتماسكة أمر صعب في منطقة متقلبة، حيث غالبا ما دمرت الواقع الأهداف المنشودة خلال السنوات القليلة الماضية. وتابعت أنه بالحكم على سياسات إدارة ترامب في الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين، فإنه يمكن توقع مزيجا هشا من سياسات "الصقور" والخطابات التصادمية التي تستهدف إيران، بالإضافة إلى دعم مشروط لبعض الحلفاء مثل السعودية. وقالت إن بومبيو ربما يحاول أيضا تلميع وجه "التحركات الفوضوية" التي يقوم بها ترامب في سوريا، وأن يقدم أحدث نسخة من السياسة المراوغة التي لا يتوقعها أحد، كما أنه سوف يعرض تلميحات حول خطة السلام الغامضة التي يعمل عليها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي منذ أكثر من عامين.