ولفت إمام وخطيب المسجد الحرام إلى أن الدين واحد، والكتاب واحد، والقبلة واحدة، والدار واحدة، والمصير واحد، وإن المسلمين تحيط بهم معيةُ الله وعنايتُه إذا اجتمعوا على ما أمرهم به من توحيده وحسن عبادته، فإذا تفرقوا زالت السكينة، وأوقع الله بأسهم بينهم، وفسدت أحوالهم؛ ذلك أن الطاعة والجماعة هي حبل الله الذي أمر بالاعتصام به. وأشار إلى أن الكتاب والسنة أصلان ثابتان محفوظان لا عدول عنهما، ولا هدى إلا منهما وبهما، والعصمة والنجاة لمن تمسك بهما، مبيناً أن المسلمين تجمعهم وحدة العقيدة، ووحدة الشعائر والمشاعر في عباداتهم، وأخلاقهم، وتعاليمهم، وتحكيم الشرع فيهم، وهي وحدة إسلامية تصغر أمامها الأحقادُ، والثاراتُ، والأطماعُ، والراياتُ، والعنصرياتُ، والمذهبياتُ، والفرقُ، ويجتمع الجميع تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله، والله أكبر، والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وكذلك وحدة دينية ثقافية اجتماعية تجتمع على حب هذا الدين والتمسك به، وإعزازه، ورفع منار الإسلام. وأبان معالي الدكتور صالح بن حميد أن لزوم منهج السلف الصالح هو السبيل لوحدة الأمة على قواعد الشريعة وأصولها المستمدة من نصوص الوحيين، وأن أمة الإسلام أمة مرحومة، ولئن تنوعت منازلهم ومقاماتهم، فإنهم متحدون في منهجهم، ومقصدهم، منهم المجاهدون، ومنهم العلماء والدعاة، ومنهم الولاة المصلحون، ومنهم الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر، ومنهم العامة المستقيمون على طاعة الله ورسوله يؤدون حقوق الأمة وحقوق ولاة الأمر كما أمر بها الشرع. وأكد أنه إذا تحقق الإخلاص والسمع والطاعة ولزوم الجماعة وحسن النصيحة حينئذٍ لا يقوى على قلوب أهل الإسلام مرض ولا نفاق؛ لأن إخلاص العمل لله، والاجتماع على ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، هي التي تجمع أصول الدين وقواعد الائتلاف وتجمع حقوق الله وحقوق عباده وتنتظم بها مصالح الدنيا والآخرة. مشيراً إلى أن علماء السلف حذروا من مسالك التحزب والتفرق. وسأل معاليه في ختام تصريحه سائلا الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد وولاتها وخاصتها وعامتها من كل الشرور والفتن، وأن يجعلها نبراسَ هدى، وركناً شديدًا يأوي إليه المسلمون في دفع البلاء ورفعه عن واقعهم وأوطانهم، وأن يبارك سبحانه في جهود المسؤولين والعاملين في هذا الوطن المبارك، وأن يجمع بهم الكلمة ويوحد بهم الصف. // انتهى // 13:01ت م 0051 www.spa.gov.sa/1873071
مشاركة :