تطبيقات الذاكرة الإلكترونية تعزِّز القدرات الذهنية

  • 1/10/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تتيح لنا تطبيقات الهواتف الذكية الاستعانة بمصادر خارجية لتذكر المواعيد أو المهام المقبلة. وما يثير القلق عند الكثيرين أن استخدام التكنولوجيا بهذه الطريقة يزيد من سوء وضعف قدرة ذاكرة الدماغ، لكن الواقع ليس بهذه البساطة، وفق موقع World Economic Forum. في الواقع، يمكن أن تكون هذه المنصات مفيدة، ليس فقط للأشخاص الذين يعانون ضعفاً في الذاكرة، ولكن أيضا للناس عموما. شرعت دراستان لاستكشاف امكانات الهواتف الذكية كأدوات مساعدة للذاكرة، من خلال التحقق من كيفية استخدام الأشخاص الذين يعانون اصابات في الدماغ (TBI) أو بالسكتة الدماغية لها. وقام القيّمون على الدراسة بمسح شمل 29 شخصا، يعانون اصابات في الدماغ (TBI) و33 شخصا من غير المصابين. ولدراسة السكتة الدماغية، جرى مسح شمل 29 مشاركا مصابين بسكتة دماغية و29 شخصاً لا يعانون أي مشاكل في الأعصاب. ووجدت الدراسة أن تطبيقات الذاكرة مثل التقاويم، يمكن أن تكون مفيدة للأشخاص الذين يعانون اصابات في الدماغ. وبينما كانت العينة التي خضعت للدراسة صغيرة، تبيّن أيضا أنه بالنسبة الى المشاركين من دون اصابات في الدماغ، لم تكن هناك علاقة بين استخدام تطبيق الذاكرة، والذاكرة. هذه النتيجة تتطلب مزيدا من التحليل، لكنها لا تتفق مع فكرة أن مساعدات الذاكرة تجعل أدمغتنا كسولة. بدلا من ذلك، يمكن لهذه التطبيقات أن تحرر عقولنا للتركيز على أشياء أخرى، من دون استنفاد الموارد العقلية في القلق بشأن ما يجب أن نتذكره. أثر إصابة الدماغ في الذاكرة تعتبر صعوبات الذاكرة شائعة بعد اصابات الدماغ المكتسبة، مثل السكتة الدماغية. وتشمل المشاكل اليومية نسيان المواعيد والأسماء والتفاصيل وفقدان مسار المحادثات والأغراض الشخصية. والبحث عن اعادة تأهيل الذاكرة بعد اصابة الدماغ يدعم استخدام الاستراتيجيات التعويضية. وتشمل هذه الاستراتيجيات الداخلية أو العقلية مثل التدريب الذهني على الكلام والاستراتيجيات الخارجية، مثل التقويمات والقوائم والملاحظات والانذارات والصور. تقليديا، كانت وسائل المساعدة الخارجية للذاكرة تتمثل في صيغ ورقية مثل اليوميات والملاحظات، والتي تكون عادة ضخمة وسهلة الضياع. وتشير الأبحاث الى أن وسائل المساعدة التكنولوجية التي ظهرت مبكرا مثل أجهزة الاستدعاء (البيجر) والمساعد الرقمي الشخصي، كانت مفيدة في تحسين وظيفة الذاكرة، لكنها غير مألوفة، ويصعب تعلم استخدامها لكثير من الأشخاص المصابين بإصابات في الدماغ. وتتمتع الهواتف الذكية بالقدرة على معالجة حدود الأجهزة السابقة. فهي مألوفة بالنسبة إلى معظم الناس، على الأقل في العالم المتقدم، ومحمولة. هل الهواتف مفيدة للذاكرة؟ في كلا الدراستين تبين أن غالبية الأشخاص الذين يعانون من اصابات دماغية أو لا يعانون منها استخدموا الهواتف الذكية لثلاثة أسباب رئيسية: للتواصل وكمساعدات للذاكرة وللوصول الى الانترنت. وعندما سئلوا عن أكبر فائدة لاستخدام الهاتف الذكي، كان المستخدمون الذين يعانون من اصابات دماغية والسكتة الدماغية غالبا ما يستشهدون بفائدته كمساعد للذاكرة. وهذا يتناقض مع أولئك الذين ليس لديهم تاريخ اصابة في الدماغ، والذين أدرجوا بدلا من ذلك قابلية حمله والراحة والوصول الى الانترنت باعتبارها الفوائد الرئيسية. تطبيقات الذاكرة المستخدمة في غالب الأحيان من قبل المشاركين المصابين باصابات دماغية TBI والسكتة الدماغية هي التقويمات والانذارات وقوائم جهات الاتصال ورسائل نصية للتذكير والملاحظات والكاميرا وقوائم المهام. وتساعد هذه التطبيقات المستخدم على تذكر المواعيد والمهام والتفاصيل والمواقع من دون الاعتماد على سعة الذاكرة الداخلية الخاصة به. أما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعانون من اصابات دماغية والذين ليس لديهم أي مشاكل صحية عصبية، فلم تكن هناك علاقة بين استخدام تطبيقات الذاكرة والأداء في اختبارات الذاكرة الموضوعية التي تتطلب تذكر قائمة كلمات. هذا يشير الى أن الاعتماد على مساعدات الذاكرة لم يؤثر على قدرة الذاكرة الجوهرية. كانت هذه النتيجة مهمة في مواجهة الخوف الذي عبر عنه بعض الناجين من الاصابات الدماغية والسكتات الدماغية من أن استخدام وسائل مساعدة للذاكرة قد يزيد من ضعف قدرات الذاكرة، تماما مثل استخدام كرسي متحرك قد يجعل عضلات الساق أضعف. وتشير النتائج الى أن هذه الفكرة لا تنطبق على الذاكرة بين العينة التي خضعت للداسة، بل بالأحرى استخدام مساعدات الذاكرة مفيد للأشخاص الذين يكافحون من أجل تذكر الأشياء من خلال دعم أدمغتهم المصابة من دون التسبب في مزيد من الضرر. بالنسبة إلى الناجين من السكتات الدماغية، يبدو أن الاستخدام الأكثر تكرارا لتطبيقات الذاكرة يرتبط بزيادة الانتاجية، وفقا لقياس مشاركتهم في العمل والدراسة والأنشطة التطوعية. وقد يعني ذلك أن استخدام تطبيقات ذاكرة الهاتف الذكي قد مكنهم من زيادة الانتاجية من خلال دعمهم لتذكر المهام وتنظيمها. كبار السن الأكثر حاجة أظهرت الدراستان المخصصتان لاستكشاف امكانات الهواتف الذكية أن المشاركين الأصغر سنا أكثر استخداما للهواتف الذكية، مما يوحي بأن كبار السن قد يحتاجون الى مزيد من الدعم في استخدامها. كما كان من المرجح أن يجد المصابون باصابات دماغية والسكتة الدماغية صعوبة في تعلم استخدام هواتفهم الذكية ويفضلون تعليمهم استخدامها بصورة مباشرة بدلا من التعلم عن طريق التجربة والخطأ. ويستخدم الناجون من السكتة الدماغية الذين يعانون من أعراض «جسدية» حركية تطبيقات الذاكرة بشكل أقل. ولزيادة امكانية الوصول الى فوائد تطبيقات الذاكرة في الهاتف الذكي، نحتاج الآن الى معرفة كيفية مساعدة المستخدمين الذين يعانون من اصابات في الدماغ الذين قد يجدون صعوبة في التعلم.

مشاركة :