دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من القاهرة، أمس، دول الشرق الأوسط إلى تجاوز «الخصومات القديمة» لمواجهة إيران، مؤكداً أن بلاده ستواصل العمل من خلال «الديبلوماسية» مع حلفائها من أجل «طرد» آخر جندي إيراني من سورية، ومشدداً على أن «ضرباتنا الجوية في المنطقة ستستمر كلما ظهرت أهداف». وقال بومبيو في خطاب ألقاه في الجامعة الأميركية في القاهرة لعرض استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب في الشرق الأوسط: «حان الوقت لإنهاء الخصومات القديمة»، مؤكداً أن إدارته «تعمل على إقامة تحالف استراتيجي مصري - أردني - خليجي لمواجهة أهم الأخطار في المنطقة». وتعهد بومبيو، في الخطاب، وهو تحت عنوان «قوة من أجل الخير: أميركا تسترد قوتها في الشرق الأوسط»، أن تواصل واشنطن العمل على أن «تحتفظ إسرائيل بالقدرات العسكرية» التي تمكنها من «الدفاع عن نفسها ضد نزعة المغامرة العدوانية للنظام الإيراني».وقال الوزير الأميركي، إن الولايات المتحدة «قوة خير» في الشرق الأوسط وإنها لا تزال ملتزمة «بالقضاء الكامل» على خطر تنظيم «داعش» رغم قرار سحب جنودها من سورية، داعياً دول الشرق الأوسط إلى بذل مزيد من الجهد في التصدي لـ«الدولة الإسلامية». وأكد بومبيو: «عندما تنسحب أميركا تحل الفوضى». وانتقد بومبيو، خطاب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في القاهرة في العام 2009، مؤكداً أن الإدارة السابقة «أخطأت في قراءة التاريخ، ما أثر بصورة سلبية على حياة مئات الملايين في مصر وكل أنحاء المنطقة».وأضاف أن «الإدارة السابقة،» اعتبرت أن الإرهاب الإسلامي لا ينبع من أيديولوجية.وتابع أن «أحداث 11 سبتمبر جعلت الولايات المتحدة، تتخلى عن مثلها العليا ولا سيما في الشرق الأوسط»، مؤكداً أن «الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بحاجة إلى بداية جديدة، وكانت نتائج هذه الأحكام الخاطئة وخيمة، مقرونة بخطأ التقدير وبصورة فادحة في قوة وشراسة الإسلام المتطرف».وأكد الوزير الأميركي، أن «عهد التقاعس الأميركي انتهى»، معلناً أن «حزب الله يعمل على تجديد ترسانته العسكرية، وهو يمتلك 30 ألف صاروخ، تم تخزينها داخل القرى اللبنانية، وهو انتهاك صارخ للقانون».وتابع: «حزب الله له وجود كبير في لبنان، لكننا لن نقبل ذلك كأمر واقع». ووجه بومبيو، الشكر الى الرئيس عبدالفتاح السيسي، على دعمه الجهود الأميركية في مكافحة الإرهاب، مؤكداً التزام بلاده السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وكان الوزير الأميركي قال في مؤتمر صحافي مع نظيره المصري سامح شكري إن «قرار الرئيس (دونالد) ترامب بسحب قواتنا من سورية اتُخذ وسنقوم بذلك».ونفى وجود تناقض بين إعلان ترامب الانسحاب وبين الشروط التي ذكرها في ما بعد مسؤولون أميركيون كبار من بينهم مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون، مشدداً على أن «هذا من فعل الإعلام». وقال، إنه بحث مع شكري «حملة التدمير التي يقوم بها النظام الإيراني في المنطقة». وأضاف: «ندعم مصر في تصميمها على مكافحة الإرهاب والتطرف»، مرحباً بسياسة السيسي «القائمة على حرية المعتقد والتسامح».وأعلن شكري من ناحيته، عن الإعداد لعقد الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة بصيغة «2+2» في العام الجاري.وأوضح أن هناك تنظيمات منتشرة في سورية وليبيا إرهابية خلافا لتنظيم «داعش» وفي مقدمها جماعة «الإخوان»، التي تمارس العنف، معتبراً أن «الإخوان لا تختلف في سلوكها عن داعش». من جهته، أكد السيسي، خلال لقائه بومبيو، حرص مصر على تعزيز أطر التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة وتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بينهما نظراً «لدورها المحوري في دعم الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط». وبعد اللقاء، كتب بومبيو في صفحته على «تويتر»، «عقدت لقاء مثمراً مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في القاهرة، الولايات المتحدة تقف مع مصر بقوة في التزامها بحرية الأديان والحرب ضد الإرهاب وكل ما يهدد أصدقاءنا في الشرق الأوسط».
مشاركة :