مسعفات مواطنات ينفّذن مهمات إنقاذ إنسانية في منتصف الليل

  • 1/11/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نجحت ثلاث مسعفات مواطنات، بمساعدة زملائهن في الإسعاف الوطني، في إنقاذ مرضى ومسنّين ونساء حوامل، في أوقات متأخرة من الليل، وقدّمن لهم رعاية طبية سريعة أسهمت في إنقاذ حياتهم، ما جعلهنّ يعشن لحظات وصفنها بالمثيرة. وأكدت المسعفات: مهرة وزينب وهند، أن حب الخير ومساعدة الآخرين، من الصفات التي غرستها قيادة الدولة في أبنائها المواطنين، ما دفعهم إلى العمل في مجال الإسعاف، مشيرات إلى أنهن خضن تجارب إنسانية عدة خلال فترة عملهن، وحرصن على الوجود في مناوبات ليلية لمدة 12 ساعة متواصلة، وفي المناسبات والأعياد والإجازات، حيث تزداد البلاغات الطبية. وانضمّت المسعفات إلى العمل رسمياً ضمن طواقم الإسعاف الوطني منذ شهر سبتمبر الماضي، بعد تخرّجهن في برنامج إعداد وتأهيل المسعفين الإماراتيين، الذي أطلقه «الإسعاف الوطني»، بالتعاون مع جامعة الشارقة عام 2017، حيث تخرّج فيه 13 مواطناً ومواطنة، حصلوا على التأهيل التعليمي والتدريبي اللازمين، على مدار عام أكاديمي كامل، وتم تمكينهم من مهارات العمل الإسعافي، بما يشمل الجانبين العلمي والعملي، لتقديم أوجه الرعاية والعناية الطبية للمرضى في الحالات الحرجة. وقالت المسعفة المواطنة مهرة محمد اللوغاني، (22 سنة)، إنها كانت تحلم في طفولتها بأن تصبح جراحة معروفة في أحد المستشفيات، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فوجدت ضالتها في مجال الإسعاف، فالهدف واحد هو إنقاذ حياة المرضى، وفق تعبيرها. وتروي اللوغاني تجربتها في إنقاذ حياة المرضى، ممن يستغيثون بالإسعاف الوطني، مؤكدة أن حب الخير ومساعدة الآخرين، من الصفات التي غرستها قيادة الدولة في أبنائها المواطنين، ما دفعها إلى تطبيقها في الميدان. وحول سبب انضمامها للعمل في مجال الإسعاف، تقول مهرة إن «هناك حلماً كان يراودها باستمرار، وهي في عمر الـ16 عاماً، بأن تصبح طبيبة جراحة، تعالج المرضى وتخفف من آلامهم وتقدم لهم يد العون والمساعدة»، مضيفة «دفعني حبّي للتميز، وسعياً لتحقيق هذا الحلم، إلى أن أجتهد في دراستي ومذاكرتي، لكن شاءت الأقدار أن هذا الحلم لم يصبح حقيقة، لكن لم أحبط أو أيأس، وواصلت تحدي الذات من أجل التغلب على الصعاب التي واجهتني في البداية، وبعد الانضمام للدراسة الجامعية في الدولة، قررت أن ألتحق بالعمل في الإسعاف الوطني، حيث رأيت في هذا المجال الفرصة المناسبة لشخصيتي وطموحي، وهو المجال الذي أستطيع الإبداع فيه وتحقيق حلمي في إنقاذ حياة المرضى، فضلاً عن أهميته في تعزيز مهاراتي القيادية والحياتية». وتابعت مهرة أنه منذ انضمامها للعمل كمسعفة، مرّت بتجارب إنسانية عدة، أثرت في شخصيتها وأظهرت لها جوانب إنسانية مخفية في الحياة، منها مشاركتها في إنقاذ مواطنة وتوليدها في منزلها، قائلة إنها «تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لي، حيث توجهت مع زملائي المسعفين، إلى منزل مواطن، أبلغ أنه في حاجة إلى سيارة إسعاف على الفور، بعد أن فاجأت آلام الولادة زوجته، وكانت أول مهمة ولادة أشارك فيها، وعندما وصلنا إلى المنزل، قمنا بتهدئة أفراد الأسرة، وقدمنا الرعاية الطبية السريعة للأم، وساعدناها على الولادة بشكل طبيعي، وخرجت المولودة سالمة». وتصف مهرة هذه اللحظة بالمثيرة، إذ تقول: «للمرة الأولى أحتضن طفلاً لم يكمل ساعة في هذه الحياة، إذ تملكّني شعور داخلي لا يوصف، خصوصاً عندما رأيتُ مشاعر الفرح على وجوه أفراد الأسرة في المنزل الذي ولدت فيه هذه الطفلة، فقدوم طفل واحد إلى الحياة قد يغير كل المشاعر في لحظة واحدة». وفي تجربة أخرى شاركت مهرة في إنقاذ مريض كبير في السن، داخل إحدى المزارع، وشرحت تفاصيلها بالقول: «تلقت غرفة العمليات بلاغاً من مُسن يعاني آلاماً شديدة في بطنه، وعلى الفور ركبنا سيارة الإسعاف مع زملائي، لأجد الرجل داخل مزرعة صغيرة من دون عائل، ويصدر صرخات عالية من شدة الألم، فقمت بتهدئته والتحدث إليه كابنة تتحدث مع أبيها، وساعدت في نقله إلى داخل سيارة الإسعاف»، مضيفة «لم أفارقه حتى تم نقله إلى أقرب مستشفى ليتلقى العلاج، وسلّمته إلى الأطباء، ما كان له الأثر الكبير في نفسي، حيث شعرتُ بعظيم ما فعلت، وفي تخفيف الألم عن إنسان مريض عاجز يطلب المساعدة». وترى مهرة أن «حب الخير ومساعدة الغير ورسم الابتسامة على وجوه الآخرين، هي فطرة إنسانية موجودة داخل كل إنسان»، مضيفة «كوني فتاة إماراتية نشأت في بلد يعمل دائماً من أجل غرس وتعزيز هذه المبادئ في نفوس أبنائه، حرصت على تطبيق ما تربيت ونشأت عليه، منذ الصغر، في تنفيذ مهام عملي، وتسخير طاقتي من أجل خدمة المرضى وإسعادهم، وتعزز ذلك بالدراسة والعلم، فهو كالنور يضيء المستقبل وحياة الإنسان، فلولا العلم لما استطعت أن أحقق هذا النجاح». وتقول المسعفة زينب البلوشي، (24 سنة)، إن «مساعدة المرضى والمحتاجين في أوقات الشدة، من الأعمال الإنسانية الجليلة التي تربينا عليها في الدولة، لذا سعيت إلى الانضمام للإسعاف الوطني منذ الإعلان عن البرنامج التدريبي المتخصص»، مشيرة إلى أنها خاضت تجارب إنسانية في الميدان، تعلمت خلالها دروساً كثيرة، استفادت منها في حياتها الشخصية، فضلاً عن الخبرة العملية في التعامل مع المرضى في الحالات الحرجة. وتروي زينب إحدى هذه التجارب، عندما توجهت مع أطقم الإسعاف الوطني، بناءً على بلاغ ورد بوقوع حادث انفجار «إناء ضغط» للطبخ في أحد المنازل، وأصيب الزوجان بحروق في وجههما، موضحة أنها فوجئت برضيعهما يبكي بشدة، فيما لم يستطع الأبوان، حمله من شدة الألم، الأمر الذي دفعها إلى تهدئتهما وحمل الرضيع طوال فترة الإسعاف ونقل الزوجين إلى المستشفى، وقدمت للرضيع الرعاية اللازمة، الأمر الذي كان له الأثر النفسي الطيّب لديهما. وروت تجربة إنقاذ أخرى، لمريض مواطن كان يعاني انخفاضاً شديداً في سكر الدم، وفوجئت فور وصولها برفضه الانتقال إلى المستشفى، لشعوره بالتحسن، لكنها تدخلت وأقنعته بأهمية عمل الفحوص اللازمة والخضوع للعلاج، واستجاب لها. وأشارت إلى أن «المهام الأساسية في عملنا ليس فقط تقديم الرعاية الطبية، وإنما خلق حوار إنساني مع المريض وذويه، بما يساعد في التهدئة وتقديم الرعاية»، مضيفة أن كثيراً من المرضى، خصوصاً كبار المواطنين، لا يجيدون التحدث باللغة الإنجليزية، الأمر الذي يجعلها محوراً مهماً في التحدث معهم بلغتهم وإقناعهم، بأن الأمور على ما يرام، ولا يوجد ما يستدعي القلق أو التوتر. وتقول زميلتها هند الزعابي، (21 سنة)، إنها كانت تحلم بالعمل كممرضة، لكنها لم تتمكن من تحقيق حلمها إلا عندما التحقت بالعمل في الإسعاف الوطني، حيث وجدت في هذا المجال ما يلبي أحلامها، وحبها في مساعدة المرضى، وتقديم الخدمة الإنسانية والمجتمعية، خصوصاً لكبار المواطنين. وتدعو هند المواطنين والمواطنات إلى التقدم للانضمام إلى برنامج المسعفين الإماراتيين، لما يمكن أن يحققن من نجاح واكتساب الخبرة العلمية والعملية، وخوض التجارب المختلفة مع حالات طارئة، في حاجة إلى يد العون والمساعدة، مشيرة إلى أنها خاضت تجارب عدة، من بينها مشاركتها في إنقاذ رجل من كبار المواطنين كان يعاني آلاماً شديدة في الصدر، وقبل وصول سيارة الإسعاف إلى منزله، قام ذووه بإعطائه دواءً بالخطأ، الأمر الذي تسبب في توقف قلبه، ودخوله في غيبوبة، مضيفة أنها شاركت طاقم الإسعاف الوطني، في نقله إلى سيارة الإسعاف، ومحاولة إعادة نبضه بالصدمة الكهربائية، أكثر من مرة ولم يستجب، حتى تمكنوا أخيراً من إعادة نبضه مرة أخرى قبل الوصول إلى المستشفى. وفي قصة أخرى ترويها هند، عندما شاركت فريق الإسعاف في إنقاذ امرأة مختنقة في حادث حريق داخل شقة، حيث كانت تصارع بين الحياة والموت، بسبب استنشاقها كمية كبيرة من الدخان الذي يحوي مادة أول أكسيد الكربون السامة، مشيرة إلى أن «المريضة لم تكن تستطيع التجاوب مع جهاز التنفس الاصطناعي في البداية، وكان الموقف مشحوناً بالتوتر والضغط بسبب أحد ذويها الذي كان يرافقنا في سيارة الإسعاف، لكن دورنا أن نقوم بتهدئته، وفي الوقت ذاته التعامل السريع مع المريضة، والذي تكلل بالنجاح في النهاية، وإنقاذ حياتها من الموت المحقق». وشددت على أهمية وجود العنصر النسائي المواطن في العمل بالاسعاف، لوجود حالات طارئة كثيرة من النساء اللواتي يحتجن الى المساعدة والرعاية الطبية، وكذلك القدرة على التحدث باللغة العربية مع المرضى الذين قد لا يجيدون الإنجليزية، مؤكدة أن المسعفات المواطنات الملتحقات بالاسعاف الوطني أثبتن قدرتهن على تحمل العمل تحت الضغط وفي حالات الطوارئ، والعمل في مناوبات 12 ساعة متواصلة، والسهر من أجل مساعدة المرضى وإنقاذ حياتهم. دعوة إلى شباب الوطن أعرب الرئيس التنفيذي للإسعاف الوطني، أحمد صالح الهاجري، عن اعتزازه بمساهمات الكوادر الإماراتية في إنجاح جهود طواقم الإسعاف الوطني بإنقاذ حياة الآخرين وأداء الواجب، مؤكداً أن الإسعاف الوطني ينتهز عام التسامح، لدعوة شباب الوطن إلى الالتحاق بالعمل في مجال الإسعاف الوطني، وترجمة ما يدعو إليه هذا العام من مد يد العون والمساعدة للآخرين، التي هي ثقافة متأصلة في مجتمع الإمارات. ودعا الدفعة الثانية إلى المثابرة لإتمام البرنامج بنجاح للانضمام الى كوادر الإسعاف الوطني في خدمة مجتمعهم وإحداث الفرق من خلال الإسهام في تلبية احتياجات هذا القطاع الحيوي، متطلعين إلى استقبال أعداد أكبر من المنتسبين للبرنامج في دفعته الثالثة التي سيعلن عن فتح باب التسجيل فيها قريباً. ويمثل برنامج إعداد وتأهيل المسعفين الإماراتيين مبادرة تعليمية أطلقها «الإسعاف الوطني»، بالتعاون مع جامعة الشارقة عام 2017 بهدف إعداد كوادر إسعافية إماراتية من خلال إكسابهم المعرفة وتمكينهم من مهارات العمل الإسعافي، بما يشمل الجانبين العلمي والعملي، لتجهيزهم لمزاولة المهنة ميدانياً، بعد استكمالهم البرنامج بنجاح. ولفت إلى أن الدورة السنوية الثانية من البرنامج المقامة حالياً بنيت على النجاحات التي حققها البرنامج في عامه الأول، الذي شهد تكريم الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لخريجي الدفعة الأولى في 21 من يونيو الماضي. - المسعفات انضممن إلى العمل رسمياً ضمن طواقم الإسعاف الوطني منذ شهر سبتمبر الماضي.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :