نحن على اعتاب المشاركة في نهائيات كأس العالم لكرة اليد المزمع اقامته في ألمانيا والدنمارك من العاشر حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري 2019 على مستوى الرجال وهذه المرة الرابعة التي يتأهل منتخبنا إلى نهائيات كاس العالم الا ان هذا العام شهد إنجازات كبيرة وغير مسبوقة بوصول ثلاث منتخبات إلى العالمية, منتخب الناشئين ومنتخب الشباب ومنتخب الرجال, وتجاوز رئيس الاتحاد النائب علي محمد عيسى اسحاقي تحديات الانتخابات البرلمانية وصولا إلى قمة البرلمان بما يمتلكه الرئيس من خبرات تراكمية في مجال اللعبة والإدارة المتشعبة القريبة من الناس، فقد كان لاعبا محنكا وقائدا لفريق النادي الأهلي لكرة اليد على مستوى الفئات العمرية والكبيرة وبعد اعتزاله اللعب لم يتجه إلى التدريب واختار بذكاء مسك ملف الادارة للعبة التي تشهد بروزا واضحا بعد تنحي القادسية عن المنافسات القريبة باعتزال اللاعبين النخبة وكان التحدي الأكبر في مواجهات الوحدة وباربار القادم بقوة على طريق المنافسات على البطولات المحلية وعينه على المشاركات الخارجية مع بروز نجم جعفر عبدالقادر واحمد التاجر وغيرهما من النجوم القادمين على الطريق. قاد بوعيسى الفريق الاهلاوي إلى قمة الهرم بمساعدة الأجهزة الفنية وواصل الدرب الغني بالإنجازات ومسلسل الصعود على منصات التتويج على المستوى المحلي والمستوى الخليجي والآسيوي، قبل ان يفكر بوعيسى جديا بالترشح لرئاسة اتحاد وحصل تقريبا على الاجماع من الاندية التي بَارَكت له الوصول إلى دفة الرئاسة وتوظيف خبراته في الارتقاء باللعبة ليحل بديلا عن عبدالرحمن بوعلي الذي قاد منتخب اليد إلى منصات التتويج ببراعة عالية الا ان اختياره في تلك الفترة متوجها إلى الانتخابات النيابية وبالفعل نجح بوعبدالله في الوصول إلى قمة البرلمان بنسبة كبيرة من التصويب. جاء علي عيسى لرئاسة الاتحاد بفكر جديد وطموح متشعب مكن المنتخبات من تجاوز المحطات الصعبة كما تمكن بوعيسى بسرعة من تفكيك الألغام والبدء بقائمة اتصالات ورحلات مكوكية واجتماعات مكثفة مع المسؤولين على ادارة الاتحاد الاسيوي لكرة اليد والالتقاء بالشيخ أحمد الفهد رئيس الاتحاد الآسيوي والاستعانة بخبرات وتوجيهات هرم الرياضة البحرينية الشيخ عيسى بن راشد الذي عمل على ترطيب العلاقات بين الاتحاد الآسيوي والاتحاد البحريني لكرة اليد برئاسة علي عيسى ومن هناك فتحت الابواب والنوافذ على مصراعيها وتوطدت العلاقات، مكنت الاتحاد البحريني لكرة اليد من احتضان التصفيات الآسيوية على مستوى الناشئين والشباب والكبار وساعد الاتحاد الاسيوي على دعم مشاركات الأطقم التحكيمية البحرينية في البطولات المختلفة وادارة المسابقات الفنية ساعدت أطقم التحكيم البحرينية على الارتقاء بالمستوى التحكيمي، وأصبحت الأطقم البحرينية مسجلة ومدرجة على قائمة الحكام الدوليين المميزين، وبالتالي يمكن القول بان الرئيس علي عيسى وضع بصماته الواضحة على المكاسب الكبيرة التي تحققت على مستويات الناشئين والشباب والرجال، واعتقد أن لعبة كرة اليد الوحيدة بين الألعاب الجماعية التي يصل من خلالها نائبان إلى قمة البرلمان في فترات متباينة. الأول كان لسعادة النائب السابق عبدالرحمن بوعلي وفي هذا العام قدم اتحاد اليد خبرات علي عيسى إلى قمة البرلمان وسعادة النائب علي عيسى الاكثر إنجازا من حيث وصول المنتخبات إلى العالمية. منتخب الرجال اكتسب منتخب الرجال خبرات واسعة مع تشعب الخبرات وصعود اللاعبين الصغار في منتخبات الناشئين والشباب إلى مصاف الكبار والارتقاء بمستويات اللاعبين الكبار من خلال تعاقد الفرق الكبيرة في الدول المجاورة مع ابرز اللاعبين المحليين وقد يكون جعفر عبدالقادر وحسين الصياد اللذان لاعبا في السعودية وفي دولة الامارات العربية المتحدة إضافة إلى الحارس الكبير محمد عبدالحسين الذي لعب لنادي مضر السعودي وحقق البطولة الاسيوية للأندية ومشاركة علي عبدالقادر في اللعب مع نادي الكويت الكويتي وجاسم السلاطنة في الخليج السعودي ومحمد حبيب الذي لعب مع نادي مضر السعودي وعلي عيد الذي لعب لفريق الكويت الكويتي في بطولة الاندية العربية الأخيرة وقدم مستويات كبيرة. الكثير من هذه الخبرات المتراكمة تم توظيفها بالشكل المناسب لإبراز المنتخب الذي يتحضر بشكل متسارع للمواجهات الكبيرة في نهائيات كأس العالم ويقود الفريق المدرب الآيسلندي أرون الذي خلف مواطنه جودمنسون في قيادة منتخبنا الوطني وتمكن من الوصول بالفريق إلى نهائيات كأس العالم بمساعدة المدرب الوطني علي العنزور الذي عمل بجهد لتغطية الفراغ الذي يتركه أرون المدرب الآيسلندي وغيابه عن الفريق لفترات متقطعة. مباريات تجريبية خاض منتخبنا الوطني للرجال عدة مواجهات كانت البداية في شهر ديسمبر بالسفر إلى جمهورية مصر العربية واللعب في مباراتين امام المنتخب المصري وأسفرت النتائج عن خسارة منتخبنا في المواجهتين اللتين غاب الصياد عن حضورهما بسبب انشغاله في اللعب مع شباب اهلي دبي في الدوري الاماراتي بعد ان صدق الصياد على انتقاله من النجمة إلى الامارات العربية المتحدة كما ان منتخبنا لا زال يعاني من إصابة مهدي سعد والذي يتماثل للشفاء إضافة إلى بعض الاصابات البسيطة التي تتطلب الراحة. وخاض بعدها منتخبنا الوطني مباراتين في مواجهة المنتخب الآيسلندي وكان منتخبنا بعيدا جدا عن المستوى المطلوب قياسا للمستويات الكبيرة التي كان عليها المنتخب الآيسلندي الذي يشارك منتخبنا في المجموعة التي تضم بالإضافة إلى البحرين وأيسلندا منتخبات إسبانيا ومقدونيا وكرواتيا واليابان وهذه منتخبات كبيرة لا يشق لها غبار. الحالة البدنية والذهنية من الواضح للشخص المتابع لمباريات المنتخب والحصص اليومية التدريبية ان هناك ضعفا في الجانب البدني وتراجعا في بعض العناصر الخاصة باللياقة البدنية في غياب المتخصص في الإعداد البدني وأشير هنا إلى عناصر السرعة وتحمل السرعة والقوة البدنية، والتحمل الدوري التنفسي والرشاقة والقدرة التي هي القوة المتميزة بالسرعة وقد تكون التحضيرات البدنية في الأندية المحلية تعاني من الضعف وتنوع الإصابات، لذلك فإن منتخبنا الوطني لم يبن على أسس ودعامات صلبة وذلك امر طبيعي إذا ما شاهدنا مباريات الدور التمهيدي لبطولة الدوري الضعيفة المستوى، حيث تجد تباعدا كبيرا بالمستوى بين لاعبي الفريق الواحد من حيث اللياقة البدنية وتخبطات وإصابات ورتابة في اللعب لا يمكن لها ان تضيف شيئا على قدرات لاعبي المنتخب في رحلته العالمية، أضف إلى ذلك غياب المدرب طويلا عن الساحة وترك الجمل بما حمل على ظهر المدرب الوطني علي العنزور في الجانب البدني والمهاري والخططي وبهذا من الصعب جدا الوصول بلاعب المنتخب إلى الدرجة التي يكون فيها جاهزا لمواجهة منتخبات أوروبية وآسيوية بهذا الحجم من القوة والسرعة والمرونة حيث يمارس اللاعبون في المنتخبات الأوربية تدريباتهم اليومية على إيدي مدربين كبار ويخوضون مباريات صعبة الوطيس اذ تستطيع هذه الفرق الأوربية الفوز على الكثير من المنتخبات وأشير هنا على سبيل المثال إلى فريق برشلونة بطل اندية العالم جلوبل. مشاركة الشباب فكرة الاستعانة باللاعبين الشباب مع منتخب الرجال فكرة صائبة تساعد على تحسين الجانب البدني والفني وتشكل البنية الاساسية للاعبين الشباب الذين تنظرهم بطولة العالم والمشاركة في بطولة العالم الحالية على مستوى الرجال في ألمانيا والدنمرك مكسب كبير يساعد على تطوير القدرات ويبني الثقة مبكرا. مشاركة ضيوف شرف كنت اتمنى ان يحذو اتحاد اليد حذو اتحاد كرة القدم في استضافة بعض الوجوه اللامعة في اللعبة والتي قدمت الكثير بدعوتهم لحضور البطولات الخليجية والعربية ويتكفل اتحاد الكرة بكافة النفقات ومن هنا كنت اتمنى من اتحاد اليد تشجيع الكفاءات البحرينية من المدربين من خلال توجيه الدعوات لمن يستحق لحضور بطولة العالم والاستفادة من خبراته وكسبه المزيد من التجارب التي سوف تنعكس على أدائه الشخصي في التدريب ويمكن للاتحاد وضع لائحة الضوابط والعناصر المفترض وجودها في المدرب حتى يتم تزكيته بالسفر مع المنتخب ويمكن الدفع بالمدربين الذين اشرفوا على تدريب المنتخبات الصغيرة ووصلوا بهم إلى العالمية وأشير هنا إلى الجهاز الفني لمنتخب الشباب والجهاز الفني لمنتخب الناشئين ويمكن للاتحاد السعي بايجاد رعاة رسميين يتكفلون بمصاريف الإقامة والإعاشة وتذاكر السفر وبالتالي يكون الاتحاد قد ضرب عشرة عصافير بحجر واحد وساعد المدربين على اكتساب خبرة المشاهدة ويمكن ان يمنح هؤلاء المدربون مهمات أخصائية ككتابة تقارير وغيرها من الأمور التي تساعد على تطوير قدرات اللاعبين الشباب والناشئين قبل نهائيات كأس العالم.
مشاركة :