تحدث رئيس مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز بن علي الدهاس حول مقطع فيديو متداول في مواقع التواصل الاجتماعي يفيد أن البئر الموجودة في حي الغسالة بأنها سبب التسمية، وهذه المعلومات غير دقيقة إنما بسبب تواجد الناس على منطقة السد القسري، والذي بني في العهد الأموي. "سبق" رافقت "الدهاس" في جولة ميدانية مصورة للتعرف على حقيقة البئر وسد القسري واسم الحي بالغسالة الذي سمي حديثاً. تفصيلاً؛ كشف رئيس مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز بن علي الدهاس لـ"سبق" أن البئر التي تم تصويرها في مقطع فيديو وتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي على أن هذه البئر هي بئر الغسالة، وهو أمر غير دقيق حيث يقع سد القسري في العدل والصحيح أن السد بني في العهد الأموي، وبعد الرجوع لكتب التاريخ الموثقة اتضح أن هذا الموقع بني فيه "سد القسري" بركة القسري أو عين الثقبة حيث أمر به الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك في أواخر القرن الأول للإسلام أي قبل 1351 عاماً. وقد أمر خالد بن عبدالله القسري عندما كان والياً على مكة في بناء سد الثقبة والذي يبعد عن جبل ثبير الشاهق 500 متر ولا زالت آثاره قائمة إلى اليوم بسفح جبل ثبير الغربي حيث عملها بحجارة منقوشة ضخمة واحتضنت ماءها في ذلك الموقع والذي قد يعني أن البئر المتداولة في المقطع ربما تكون من عمل والي مكة خالد بن عبدالله القسري ثم أجرى الماء بقصبا وقنوات من رصاص امتدت حتى وصلت إلى المسجد الحرام ما بين المقام وزمزم حيث وضع لها حوضاً تصب فيه وخطب خطبته المشهورة. وأشار "الدهاس" إلى أن مسمى حي الغسالة الذي يطلق عليه حالياً هو مسمى حديث وليس له أصول تاريخية إنما جاء بعد توحيد المملكة وبعد استقلال هذه البلاد بعد توحيد المملكة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، والقبائل بدأت بالتوافد إلى هذا الحي في موسم الحج والبحث عن توفر الماء وأصبحوا يتوافدون إلى السد الممتلئ بالمياه وكانوا يضعون خيامهم بالقرب منه ويشربون ويغسلون ملابسهم فسميت بالغسالة. وجرى تداول هذا الاسم بين العوام إلى يومنا الحاضر، وهذا غير صحيح إنما يطلق عليها العدل ولماذا نطلق عليه "العدل" لأن وادي إبراهيم الذي يأتي من الشمال الشرقي لمكة المكرمة متجهاً إلى المسجد الحرام ينحرف من هنا إلى جهة الغرب فيعتدل سيل وادي إبراهيم ثم يتجه إلى الأبطح أو البطحاء متجهاً إلى جنوب مكة. وطالب "الدهاس" أمانة العاصمة المقدسة بتغيير مسمى حي الغسالة إلى حي العدل كما هو مؤرخ في التاريخ، ويجب أن توضح الأسماء الحقيقية للأحياء، كما هو مؤرخ في التاريخ، ولأن مكة المكرمة ما من وادٍ أو شعبٍ أو شعاب وسهول وجبال إلا ويرتبط بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم فكل الذين يأتونا من إخواننا في العالم الإسلامي إلى العاصمة المقدسة يبحثون عن هذه المسميات، كما اطلعوا عليها في كتب السيرة، ومن المؤسف أنهم يجدونها بمسميات حديثة. كما طالب "الدهاس" هيئة السياحة والآثار والتاريخ الوطني والجهات الحكومية التي يهمها الإرث التاريخي لأهالي مكة أن تهتم بالكنوز التاريخية والآثار لسلفنا الصالح والمحافظة على ما تبقى من هذا التاريخ، وبل أطالب أن تشكل لجنة من المؤرخين والآثاريين لعملية الحفر والتنقيب لهذه المنطقة، وأكاد أجزم أن جزءاً من هذه الأحجار الكبيرة غائرة في الأرض بأمتار عميقة، ولأن الأرض التي بني على أساسها السد تحتضن أمتاراً تاريخية تستحق أن توثق.
مشاركة :