استدعت المستجدات عند الحدود الجنوبية والعدوانية الإسرائيلية عند الخط الأزرق، لا سيما محاولة بناء جدار في النقاط المتنازع عليها، اجتماعا عاجلا للمجلس الاعلى للدفاع اللبناني، أعلن فيه للمرة الاولى قرارات كان يبقيها سرية في السابق، فأكد أن "ما يحصل عند الحدود هو اعتداء على الاراضي اللبنانية، وتقرر تقديم شكوى الى مجلس الامن". وكانت قوات العدو الإسرائيلي استأنفت أمس أعمال حفر وتركيب بلوكات اسمنتية على الخط الازرق في محاذاة السياج التقني في المحلة عند نقطة المحافر في خراج بلدة عديسة على الحدود مع فلسطين المحتلة، على رغم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن "قرب انتهاء عملية "درع الشمال" ضد "انفاق حزب الله" على الحدود مع لبنان. وفي الموازاة نشر الجيش الاسرائيلي عددا من جنوده في مقابل تسيير الجيش اللبناني دورية مع قوات الطوارئ الدولية بالإضافة إلى قيام فريق من وحدة الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني بإجراء مسح وتحديد نقاط في المحلة مقابل الأعمال التي تقوم بها قوات العدو الاسرائيلي. وافادت المعلومات الواردة من المنطقة الحدودية أنه بينما كانت القوات الإسرائيلية تعمل على وضع مكعبات اسمنتية في منطقة العديسة المتحفظ عليها لبنانيا، اعلن الجيش اللبناني حال الإستنفار وحشد قوات اضافية الى تلك المنطقة. وقد وصفت مصادر بعبدا الاعمال الاسرائيلية بـ "التطوّر الخطير". كما استأنفت آليتان نوع "بوكلن" لجيش العدو أعمال الحفر ورفع السواتر الترابية خلف السياج التقني لجهة الجولان السوري المحتل، فيما تولت بعض الشاحنات نقل الاتربة والصخور باتجاه قرية الغجر السورية المحتلة، مقابل متتزهات الوزاني . اجتماع المجلس الاعلى للدفاع وكان المجلس الاعلى للدفاع عرض في اجتماع عقده مساء اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الوضع على الحدود الجنوبية . وحضر الاجتماع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ووزراء الدفاع يعقوب الصراف، والخارجية جبران باسيل، والمال علي حسن خليل، والداخلية نهاد المشنوق، والاقتصاد والتجارة رائد خوري، والعدل سليم جريصاتي، اضافة الى قائد الجيش العماد جوزف عون، وقادة الأجهزة الأمنية والمختصين، والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء الركن سعدالله الحمد . وبعد انتهاء الاجتماع، ادلى اللواء الركن الحمد، ببيان اشار فيه الى أن الاجتماع خصص "للبحث في المستجدات عند الحدود الجنوبية، لا سيما الانشاءات التي يقوم بها العدو الاسرائيلي لبناء الجدار الفاصل في نقاط التحفظ على الخط الازرق، وهي قرب مستعمرة مسكاف عام". اضاف: "وبعد العرض الذي قدمته قيادة الجيش، تمت مناقشة مضمونه، واعتبر المجلس الاعلى للدفاع ان ما يحصل هو اعتداء على الاراضي اللبنانية، وهو بمثابة خرق واضح للمادة الخامسة من القرار الصادر عن مجلس الامن الرقم 1701، وتقرر الآتي: "1- تقديم شكوى الى مجلس الامن. 2- تكثيف الاتصالات الدولية لشرح موقف لبنان من هذا التعدي الاسرائيلي. 3- طلب اجتماع طارىء للجنة الثلاثية لبحث المستجدات. 4- اعطاء التوجيهات اللازمة لقيادة الجيش لكيفية التصدي لهذا التعدي. 5- تأكيد لبنان على تمسكه بكل شبر من ارضه ومياهه واستعداده الدائم لاستكمال مسار التفاوض لحل النزاعات الحدودية القائمة. 6-الطلب الى مجلس الامن وقوات الطوارىء الدولية "يونيفيل" تحمل مسؤولياتهم كاملة في تنفيذ القرار 1701 وحفظ الامن على الحدود". وكان تم خلال اجتماع المجلس عرض صور لأساسات تعود لجدران تبنيها اسرائيل على الحدود. واشارت مصادر المجتمعين الى ان الخرق الاسرائيلي هو عبارة عن بناء ٩ أعمدة للجدار الإسمنتي على شكل T Wall تم عرض صور لها، ولم ينجح اجتماع اللجنة المشتركة بثني اسرائيل عن مواصلة عملية البناء، ما استدعى اجتماع المجلس الاعلى للدفاع لدرس سبل مواجهة هذه الاعتداءات. الاجتماع العسكري الثلاثي وفي السياق ترأس رئيس بعثة "يونيفيل" وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول اليوم، الاجتماع العسكري الثلات العادي الأول لعام 2019 في موقع الأمم المتحدة في رأس الناقورة، حيث ركزت المناقشات وفق بيان "يونيفيل"، على "موضوع الأنفاق والأعمال الهندسية الجارية بالقرب من الخط الأزرق". واشار البيان الى ان "الاجتماع وفر فرصة للاستماع إلى وجهات النظر من كلا الجانبين، لا سيما في ما يتعلق بالأنشطة بالقرب من الخط الأزرق، حيث جدد رئيس بعثة يونيفيل دعوته الأطراف لمواصلة العمل من خلال آليات التنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل للحفاظ على الاستقرار العام". وقال ديل كول: "أطلب مجددا من الأطراف الاستفادة الكاملة من ترتيبات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفيل". وأضاف: "أي نشاط بالقرب من الخط الأزرق ينبغي ألا يكون مفاجئا، بحيث يتم الإخطار عنه بشكل مسبق وكاف لإتاحة المجال لليونيفيل إبلاغ الطرف الآخر حسب الأصول وحتى يمكن وضع ترتيبات أمنية منسقة لمنع وقوع الحوادث أو الانتهاكات". وتابع: "كما تم اطلاع الأطراف على آخر ما توصل اليه التحقيق المستقل الذي أجرته يونيفيل والذي أكد وجود أربعة أنفاق، اثنان منها يعبران الخط الأزرق في انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 (2006)، مع الاشارة الى أن يونيفيل تواصل اتصالاتها الوثيقة مع كلا الجانبين في هذا الصدد بينما تستمر العمليات". واستعرض رئيس بعثة يونيفيل تطورات عام 2018، وأشار الى انه "على رغم التحديات، فقد كان هناك العديد من النجاحات"، مثنيا على الأطراف "لالتزامهم المستمر بالقرار 1701". وأضاف: "لكي نمضي قدما، هناك حاجة للبناء على هذه الإنجازات والعمل على حلول أكثر استدامة للمشاكل التي طال أمدها على طول الخط الأزرق". ولفت الى ان "المناقشات في الاجتماع الثلاثي تطرقت الى الانتهاكات الجوية والبرية، بالإضافة إلى قضايا أخرى تتعلق بالقرار 1701 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". الجيش: لوقف الاعمال الاسرائيلية فوراً منعاً لأي تصعيد وفي هذا الاطار، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان حول الاجتماعٌ ال ثلاثي في رأس الناقورة أن الجانب اللبناني أكد "التزام لبنان بالقرار 1701 وجميع مندرجاته، ومواصلة التعاون والتنسيق بين الجيش و"يونيفل"، وتكثيف النشاطات العملانية المشتركة. ودان استمرار خروق جيش العدو الإسرائيلي البرية والبحرية الجوية، التي تنتهك الخط الأزرق والقرار 1701 والسيادة اللبنانية، وتهدد باستئناف الأعمال العدائية. كما أكّد ضرورة الانسحاب الكامل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من بلدة الغجر". كذلك أشار الجانب اللبناني إلى موضوع التنصت والتشويش على شبكة الاتصالات اللبنانية، مطالباً "بالتوقف الفوري عن إرسال رسائل التهديد إلى هواتف المواطنين اللبنانيين من قبل العدو الإسرائيلي، في سياق تدمير الأنفاق. وأثار مسألة تنفيذ أعمال هندسية في مستوطنة مسكفعام، دون إبلاغ قوات الأمم المتحدة"، مشدّداً على "خطورة هذا الموضوع لا سيما أنه يقع في البقعة المتحفظ عليها". وطالب "بمعلومات دقيقة ومفصّلة عن الأعمال، وبوقفها فوراً منعاً لأي تصعيد واحتراماً للسيادة اللبنانية
مشاركة :