حقق المنتخب الوطني فوزاً ثميناً على نظيره اللبناني بهدفين دون رد، في افتتاح مبارياته بكأس أمم آسيا، أمس الأول، بعد مباراة لم يقدم فيها الأدعم مستواه المعروف الذي ظل يقدمه خلال المباريات الإعدادية لهذه البطولة، ولكنه حصل بالتأكيد على الأهم وهو النقاط الثلاث، في إطار السباق بالمجموعة الخامسة للتأهل لدور الـ 16 بالبطولة.لم يظهر المنتخب بمستواه المعهود لأن المنتخب اللبناني لعبها بأسلوب دفاعي محكم، بتواجد 5 لاعبين في المنطقة الخلفية، ولأن لاعبي الأدعم ساعدوهم، حيث لم يبحثوا عن الحلول لتفكيك هذا الدفاع بالبناء المتنوع للهجمات، عن طريق العمق والدفاع خاصة في الشوط الأول، والذي كان يحتاج فيه المنتخب لتسجيل هدف ليلعب بهدوء، وقد اتضح تماماً أن المنتخب فقد البوصلة، بالأداء السيئ لكل لاعبيه بلا استثناء على مستوى المقدمة، وكان بإمكان المنتخب اللبناني أن يصل إلى مسعاه عن طريق الهجمات المرتدة النموذجية والتي كان مسارها الواضح بالضغط على الجهة اليمنى لدفاع الأدعم، لولا التركيز العالي للمدافعين وكذلك من خلفهم الحارس سعد الشيب، الذي اختبر مرة واحدة من كرة رأسية كان لها في الموعد. عاب لاعبي الأدعم في الشوط الأول عدم التركيز في التمرير وخاصة حسن الهيدوس وأكرم عفيف وكريم بوضياف، وكذلك عدم دقة الكرات العرضية من جانب بيدرو ميجويل، وكانت العشوائية هي السمة الواضحة في الأداء، لأن الأدعم ركز على الكرات الطويلة في منطقة الجزاء للمعز علي الذي وجد نفسه بين 5 مدافعين، دون المساندة والدعم الذي تعود عليه من حسن الهيدوس وأكرم عفيف، ليفتقد لفعاليته تماماً طيلة الشوط الأول. البحث عن الحلول الشوط الثاني كان مختلفاً لأن المدرب سانشيز قرأ الشوط الأول بطريقة ممتازة، فكان التغييران اللذان أجراهما يحملان الحل للعقم التهديفي وكذلك للعشوائية في الأداء، حيث أدخل عبدالكريم حسن لتفعيل الهجوم، وعبدالعزيز حاتم لتنظيم الألعاب، ونجح الاثنين بدرجة الامتياز في مهمتهما، فالهدف الأول جاء بعد مخالفة مع عبدالعزيز حاتم أمام منطقة جزاء المنتخب اللبناني، والثاني بعد تمريرة من عبدالكريم حسن إلى أكرم عفيف وبعد تسديدة من عبدالعزيز حاتم. على مستوى التنظيم، لعب الأدعم بنفس طريقته المعتادة 4/2/3/1 في البداية، وبتشكيلته المعروفة بوجود سعد الشيب في حراسة المرمى، وبسام الراوي وعبدالكريم سالم العلي كقلبي دفاع، والظهيرين طارق سلمان وبيدرو ميجويل، وفي الوسط المدافع كريم بوضياف وعاصم مادبو، وأمامهما حسن الهيدوس وأكرم عفيف وبوعلام خوخي، وفي المقدمة الهجومية المعز علي، ولذلك فسوء الأداء في الشوط الأول يحسب على اللاعبين الذين لم يقدموا أفضل ما لديهم وبالتالي صعبوا المباراة على أنفسهم. وكما ذكرنا فالمهم هو أن المنتخب حقق الفوز في انتظار المباراة الثانية التي يواجه فيها المنتخب الكوري الشمالي يوم الأحد المقبل، وهو المنتخب الذي خسر هو الآخر أمام السعودي بنتيجة 4/0. مما يعني أن هناك وقتاً للجهاز الفني لترتيب الأوراق، وللاعبين للجلوس مع أنفسهم وبحث أسباب الأداء السيئ الذي قدموه في الشوط الأول من مواجهة لبنان. مادبو الجندي المجهول يمثل عاصم مادبو دور الجندي المجهول في تشكيلة الأدعم، فاللاعب يقوم بأدوار عظيمة غير واضحة في وسط الملعب، وتحمل اللاعب كثيراً أخطاء زملائه في التمرير، وأفسد الكثير من الهجمات الواعدة للمنتخب اللبناني في منطقة الوسط بتدخلاته الحاسمة والواعية. ويعتبر مادبو واحد من النجوم البارزين في مباراة لبنان، لما قدمه من مردود كبير في منطقة الوسط المدافع بيدرو يحتاج إلى التركيز بذل بيدرو ميجويل مجهوداً كبيراً في مباراة أمس الأول، وكان أحد أسباب عدم استقبال الأدعم لأهداف في الشوط الأول، كما اجتهد بيدرو كثيراً لمساندة الهجوم بانطلاقاته من الجهة اليمنى، ولكن عاب بيدرو أن الكثير من مجهوده في المحاولات الهجومية يضيع هباء منثوراً بسبب عدم تركيزه في الكرات العرضية، وكذلك انطلاقاته التي كان يفقد فيها الكرة بسهولة. سانشيز ينجح في شوط المدربين قدم لاعبو الأدعم مستوى غير مطمئن في الشوط الأول من مباراة لبنان، وفشلوا في الوصول إلى شباك منتخب رجال الأرز. وكان واضحاً فقدان الأدعم للبوصلة في هذه المباراة بسبب الظهور غير الموفق للاعبين، ولكن في الشوط الثاني انقلب الأمر تماماً، فقدم الأدعم مباراة كبيرة، وسجل هدفين الأول من كرة ثابتة، والثاني من هجمة منظمة. وفي هذا الشوط أثبت الإسباني فيليكس سانشيز مدرب الأدعم حسن قراءته لمجريات الشوط الأول، فكان للتغييرين اللذين أجراهما بخروج عبدالكريم سالم العلي وكريم بوضياف، ودخول عبدالكريم حسن وعبدالعزيز حاتم، الأثر الكبير في إعادة ترتيب المنتخب في الملعب، ليفرض سيطرته بالكامل على المباراة ويسجل الهدفين. وربما خدم الأدعم الحظ كونه لم يستقبل أي هدف في الشوط الأول من الكرات المرتدة التي اعتمدها المنتخب اللبناني استراتيجية لهجومه، لأن تسجيلهم لهدف كان يعني أن يواصلوا في نفس أسلوبهم الدفاعي الكامل، وهو ما كان سيصعب من مهمة الأدعم في الوصول إلى شباكهم. مباراة بلا بطاقات ملونة لعل من أجمل ما خرجت به المباراة، بالإضافة إلى الفوز الذي حققه الأدعم، عدم نيل أي لاعب لبطاقة ملونة، فرغم الأداء السيئ لمعظم اللاعبين فإن أحداً من اللاعبين لم يرتكب مخالفة تستوجب إشهار بطاقة صفراء في وجهه، هذا الأمر بالتأكيد سيفيد المنتخب في مبارياته المقبلة، لأن غياب أي لاعب بسبب بطاقة ملونة، خاصة في خطي الوسط والوسط المدافع، سيتسبب في إرباك حسابات المدرب، نسبة للتجانس الكبير بين هؤلاء اللاعبين، وتفاهمهم مع بعضهم البعض، مما يجعل تعويض أحدهم بلاعب من الدكة مهما كان مستواه مرتفعاً يمثل مخاطرة كبيرة.;
مشاركة :