اختتم الوفدان الصيني والأمريكي محادثات تجارية في بكين استمرت أطول من المتوقع أمس، وسط آمال متنامية بالتوصل إلى اتفاق مرتقب. ونقلت "رويترز"، عن مسؤولين قولهم إن التفاصيل ستعلن قريبا ما يعزز الآمال في إمكانية تجنب حرب تجارية شاملة قد تؤدي إلى اضطراب الاقتصاد العالمي بشدة. وأفادت وزارة الخارجية الصينية أن المحادثات التي امتدت ليوم ثالث لم يكن مقررا أن تظهر "جدية" الجانبين. وقفزت أسواق الأسهم الآسيوية ومن المتوقع أن تحذو الأسواق في أوروبا والولايات المتحدة حذوها بعدما عززت محادثات مطولة التفاؤل بأن أكبر اقتصادين في العالم يتجهان صوب إبرام اتفاق. وقال تيد مكيني نائب وزير الزراعة الأمريكي لشؤون التجارة والعلاقات الزراعية الخارجية إن الوفد الأمريكي سيعود إلى الولايات المتحدة في وقت لاحق من اليوم بعد "بضعة أيام طيبة". وأضاف للصحافيين في الفندق الذي يقيم فيه الوفد "أعتقد أنها سارت بشكل طيب.. كانت جيدة بالنسبة لنا"، لكنه لم يذكر تفاصيل. وفي إفادة صحافية يومية، أكد لو كانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أن الجانبين اتفقا على تمديد المحادثات بعد موعدها المقرر في الأصل يومي الاثنين والثلاثاء. وردا على سؤال بشأن ما إذا كان ذلك يعني أن المحادثات كانت صعبة، أوضح لو "يمكنني القول فقط إن تمديد المحادثات يظهر أن الجانبين جادان بشدة في إجراء المناقشات". والاجتماعات التي جرت الأسبوع الحالي هي أول محادثات مباشرة منذ اتفق الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج في الشهر الماضي على هدنة مدتها 90 يوما في الحرب التجارية التي أحدث هزة في أسواق المال العالمية. وتوقع رئيس تحرير صحيفة صينية تديرها الحكومة في تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي أن تصدر الصين والولايات المتحدة بيانين اليوم الخميس. وقال هو شي جين رئيس تحرير صحيفة جلوبال تايمز التي تصدرها صحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الحاكم "على حد علمي، المحادثات التجارية، رغم كونها شاقة، تمت في أجواء مرضية وصريحة.. لم يدل أي من الجانبين بإفادة صحيفة لأن الوفد الأمريكي في الطائرة حاليا". وأضاف هو "الجانبان سيصدران إعلانين في الوقت نفسه صباح الخميس بتوقيت بكين". وجاء اليوم الإضافي للمحادثات في ظل مؤشرات على إحراز تقدم في مسائل من بينها شراء السلع الزراعية والطاقة من الولايات المتحدة وزيادة انفتاح الأسواق الصينية. لكن مصادر مطلعة على المحادثات أشارت إلى أن الجانبين اختلفا بشأن إصلاحات هيكلية صينية تطالب بها إدارة ترمب بهدف وقف الاتهامات بالسرقة والنقل القسري للتكنولوجيا الأمريكية، وبشأن كيفية التزام بكين بتعهداتها. وكان ترمب قد أكد مرارا أنه في حالة عدم التوصل إلى اتفاق بحلول الثاني من آذار(مارس)، فإنه سيمضي قدما في زيادة رسوم جمركية إلى 25 في المائة من 10 في المائة على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار، في الوقت الذي يتباطأ فيه الاقتصاد الصيني بشدة، وتفرض الصين من جانبها رسوما مضادة ردا على الرسوم الأمريكية. لكن مع اختتام الاجتماعات في بكين مساء الثلاثاء، غرد ترمب قائلا "المحادثات مع الصين تسير على نحو طيب للغاية". ويقود الفريق الأمريكي جيفري جيريش نائب الممثل التجاري الأمريكي، ويضم الوفد نواب وزراء الزراعة والتجارة والطاقة والخزانة ومسؤولين كبارا من البيت الأبيض. ويقود وانج شو ون نائب وزير التجارة الصيني المحادثات التي تدور على مستوى نواب الوزراء ممثلا لبلاده، لكن ليو خه نائب رئيس الوزراء وأكبر مستشار اقتصادي للرئيس حضر اجتماعا يوم الاثنين.